«وجبة واحدة لا تكفي».. مساعدات معلّقة لأهالي غزة
رغم محاولات دول العالم توصيل المساعدات الإنسانية وتحديدًا الغذائية إلى قطاع غزة، نتيجة الحرب الضارية منذ يوم السابع من أكتوبر وحتى الآن، إلا أن رحلة الحصول عليها من قبل أهالي غزة أضحت صعبة للغاية.
وما زال شبح المجاعة يحوم حول قطاع غزة، نتيجة عدم قدرة أصحاب الأرض على الوصول إلى المساعدات الإنسانية طوال فترة الحرب، نتيجة بيعها والمتاجرة فيها أو عدم كفايتها لحجم الاحتياجات الحالية.
صعوبة توصيل المساعدات
واتساقًا مع ذلك، اشتكت منظمات إغاثة في غزة من صعوبات في توصيل المساعدات إلى القطاع، وسط نهب مركباتها والتعطيل الناجم عن العمليات العسكرية الإسرائيلية، فيما أوقف برنامج الأغذية العالمي عملياته بعد العملية العسكرية في مخيم النصيرات.
وقال برنامج الأغذية العالمي، أن العمليات الإنسانية أصبحت بالفعل صعبة للغاية في رفح، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة إلى إغلاق متقطع للطرق، مما أدى إلى تأخيرات سمحت بنهب المساعدات.
وأوضح أنه مؤخرًا باتت المساعدات الدولية تصل بصورة نادرة إلى قطاع غزة الذي كان يسكنه في بداية الحرب 2،4 مليون فلسطيني، مع إغلاق معبر رفح عند بدء الحرب الإسرائيلية على المدينة.
كيف يحصل أهل غزة على المساعدات الإنسانية وتحديدًا الغذائية؟، «الدستور» في التقرير التالي تحدثت مع البعض منهم في هذا الشأن.
فتحي: «نعيش على وجبة واحدة لأيام»
يقول فتحي محمد، أحد سكان قطاع غزة، والذي تكرر نزوحه أكثر من مرة منذ بداية حرب السابع من أكتوبر، إن هناك صعوبة شديدة في الحصول على المساعدات التي تأتي من دول العالم إلى غزة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر.
وأوضح أنه يجد في الأسواق سلع غذائية مكتوب عليها غير مخصصة للبيع ورغم ذلك تباع بأسعار مضاعفة: «نحاول شرائها لأنه ليس أمامنا حلول أخرى، ونظل أيام طويلة بلا طعام أو شراب، وإذا تحملنا الأطفال لا يتحملون هذا الأمر».
أشار إلى أنهم يعتمدون وجبة واحدة طوال اليوم أو وجبتين على الأكثر، بسبب النقص الشديد في إعطائهم المساعدات الإنسانية والتي على رأسها الطعام: «الأطفال أصبحوا مصابين بسوء التغذية بسبب قلة الطعام».
هناك 50 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد وفق الأمم المتحدة، إذ يعاني 31% منهم من سوء التغذية، كما أن 1 من كل 3 أطفال دون سن الثانية مصاب بسوء التغذية، وهو ارتفاع مهول مقارنة بـ15.6% في يناير 2022.
حنين: «العمليات العسكرية تؤثر على وصول المساعدات»
بينما ترى حنين أبو عادل، فلسطينية، أن التوزيع الخاص بالمساعدات التي تأتي من الخارج غير عادل: «هناك من يأخذ أكثر من حصة من المساعدات الغذائية وآخرون لا يأخذون شيء، ومن يأخذ حصص أكثر من المستحقة يقوم ببيعها للأخرين».
تضيف: «ما يحدث يضاعف معاناة النازحين، ويكبدنا خسائر عديدة ويجعلنا نجوع بالأيام والشهور، فكلما قامت إسرائيل بغارة أو عملية عسكرية في منطقة ما من قطاع غزة أو شيء يتأثر هو المساعدات ووصولها لنا».
لدى الأونروا آلية في التوزيع، تبدأ بتقسيم المنطقة إلى مربعات تحت إشراف الوجهاء كلًا في مربعه، ثم يتم تسليم قائمة الأسر المُرشحة لاستلام الطحين من الوجهاء إلى موظف الأونروا المُشرف من أجل تسليمها للمستفيدين، وفق موقعها الإلكتروني الرسمي.