حسين حمودة: حمدى أبوجليل عبّر عن عالم "المهمشين" فى رواياته
يتذكر كثير من المثقفين والكتاب والروائيين رحيل الروائي حمدى أبوجليل الذى يصادف ذكراه في شهر يونيو، حيث يقرأون أعماله الأدبية ويحللون عباراته ويتأملون في لغته البديعة الرصينة.
وفي ذكري الكاتب حمدي أبوجليل الأولى، يتحدث د.حسين حمودة، أستاذ الأدب المقارن والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة، لـ"الدستور"، حول أعمال الكاتب الراحل وما قدمه من أدب وأعمال قصصية لا تُنسى.
وصدرت لحمدي أبوجليل، عدة مجموعات قصصية، منها: (أسراب النمل) 1997، و(أشياء مطوية بعناية فائقة) 2000، ومن رواياته (لصوص متقاعدون) 2002، و(الفاعل) 2008، وفاز بجائزة نجيب محفوظ التى تقدمها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن هذه الرواية الثانية فى عام صدورها.
د. حسين حمودة: أبوجليل عبر عن عالم "المهمشين" في رواياته
قال حسين حمودة، لـ"الدستور": "عاش حمدى أبوجليل طفولته الأولى فى قرية بدوية على أطراف محافظة الفيوم المصرية، وقد مثل عالم هذه القرية، بملامحه البدوية، جزءًا مهمًا من تجربة أبوجليل، فمن هذا العالم اقتنص تلك "الجماعة المغمورة"ـ بتعبير فرانك أوكونور ـ التى صاغت بأعرافها وتقاليدها ومواضعاتها، وأيضًا بثقافتها وتصوراتها الجمالية، الكثير من ملامح عالم أبوجليل.
وأشار حمودة إلى أن حمدي أبوجليل انتقل، فيما بعد، خاصة فى روايتيه، إلى التعبير عن عالم "المهمشين"، اجتماعيًا وثقافيًا فى مدينة القاهرة أو حول أطرافها.
وعن روايته الأولى "لصوص متقاعدون"، قال حسين حمودة إن الرواية: "تعبير عن الحياة التى يحياها "قطاع عشوائى" ماثل على أطراف مدينة القاهرة، بما يمور فيه من وقائع وبما يحتشد به من شخصيات، يلتقطها الكاتب بروح لا تخلو من سخرية خالصة، ويجسدها بسرد مشبع بروح العامية المصرية".
وانتقل حسين حمودة إلى رواية حمدي أبوجليل التي جاءت بعنوان "الفاعل"، موضحًا: يشير "الفاعل" إلى "عامل البناء" فى التعبير الدارج ـ يجسد الكاتب تجربة خاصة، موصولة أيضًا بقاع مدينة القاهرة، ومرتبطة بالراوى المحورى فى الرواية، بمعاناته ونزوعه للتحقق، خلال روح حافلة بمعالم الكتابة "الكرنفالية"؛ حيث يمتزج الجاد بالهزلى، والمقدس بالدنيوى، والسامى بالوضيع.
وأضاف: يتصل بهذا ولع بالحكايات التى تترى، وتتفرع، وتتشابك؛ عن كثيرين يلتقيهم الراوى المتكلم، وعن أماكن كثيرة يقطعها فى رحلة عمله ورحلة بحثه عن التحقق، وقد اتصلت وتنامت هذه المعالم الجمالية في أعمال حمدي أبوجليل التالية، ومنها: (قيام وانهيار الصاد شين)، و(يدي الحجرية).
حسين حمودة: تكشف أعمال حمدي أبوجليل عن الجمال في عالم خشن
أما عن حمدى أبوجليل "القاص"، فتحدث حسين حمودة عن مجموعاته القصصية والروائية، قائلًا: بوجه عام، تحتفى أعماله القصصية بما هو أرضى، وتقلب الأدوار، وتختبر مواضعات الكتابة وأعرافها، وتكتشف الجمال فى عالم خشن، فظ، يلوح ـ ظاهريًا ـ خاليًا من كل جمال.
إضافة إلى تجربته الأدبية، أشار حسين حمودة إلى أن حمدي أبوجليل ألف كتابًا أيضًا عن القاهرة، وهو (القاهرة.. شوارع وحكايات)، وهو كتاب يتضمن "حكايات" عن بعض شوارع القاهرة، وتاريخها، وأيضًا عن "تغيرها"، أو ـ فى غير حالة ـ عن "تشويهها" و"تدميرها".