رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يخشى بايدن توسيع ضرب أوكرانيا للأراضى الروسية بالأسلحة الأمريكية؟

بايدن
بايدن

أكد خبراء ومسئولون أمريكيون، أن أوكرانيا تحتاج من الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر من الأسلحة لهزيمة 

روسيا، مشككين في جدوى السماح لكييف بضرب بعض المناطق الروسية بأسلحة أمريكية وغربية.

وأوضحت شبكة "abc"  نيوز الأمريكية في تقرير اليوم، أنه بعد وقت قصير من إعلان الرئيس جو بايدن عن حزمة جديدة بقيمة 225 مليون دولار من الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا خلال اجتماع مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في باريس يوم الجمعة، أخبر بايدن أنه لإحباط الغزو الروسي، يجب السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة لضرب العمق الروسي.

لماذا يخشى بايدن ضرب العمق الروسي بأسلحة أمريكية؟

وقالت الشبكة إن بايدن أعطى إذنًا محدودًا الأسبوع الماضي للقوات الأوكرانية بالرد بإطلاق النار على الروس الذين يهاجمون خاركيف عبر الحدود بأسلحة الولايات المتحدة، لكن الإدارة لا تزال تعارض توجيه ضربات إلى أهداف عسكرية رئيسية في أماكن أخرى على الأراضي الروسية.

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن زيلينسكي كان صريحًا بشأن أهمية استخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى، مثل نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS) الذي توفره الولايات المتحدة، ضد الأهداف العسكرية في روسيا.

وقال الفريق المتقاعد بن هودجز، الذي قاد جميع قوات الجيش الأمريكي في أوروبا، "لا يوجد سبب أخلاقي أو قانوني أو عسكري لتقييد أوكرانيا من استخدام صواريخ  ATACMS، أو أي سلاح آخر نقدمه لهم عبر الحدود".

فيما قال جورج باروس، رئيس فريق روسيا في معهد دراسة الحرب، لشبكة "abc" "أعتقد أنه في الواقع مجرد خوف من التصعيد".

وكشفت الشبكة الأمريكية عن أنه منذ غزا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا في فبراير 2022 زرع عمدًا مثل هذا الخوف داخل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، وقد لوح بالسيف مؤخرًا يوم الجمعة أثناء حديثه في المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ، حيث هدد بالبدء في تسليح أعداء الغرب بأسلحة دقيقة قائلًا "إذا قاموا بتزويد منطقة القتال بهذه الأسلحة ودعوا إلى استخدام هذه الأسلحة على أراضينا، فلماذا لا يكون لنا الحق في فعل الشيء نفسه، والرد بطريقة مماثلة؟".

ويعتقد هودجز وباروس أن الإدارة الأمريكية تعرضت للخوف بشكل غير ملائم من قبل الكرملين لعدم القيام "بما يلزم".

ويرى هودجز أن النهج المتردد والتدريجي لإدارة بايدن في دعم أوكرانيا والذي يتجلى في نمط رفض إرسال معدات متقدمة مثل أنظمة الدفاع الجوي باتريوت ودبابات أبرامز ومقاتلات إف-16 هو أحد أعراض فشلها في تصور والتعبير عن رؤية استراتيجية واضحة لدعمها لأوكرانيا.

وتابع هودجز "بدون هدف محدد سينتهي بك الحال إلى سياسة سيئة، تمامًا كما فعلنا لمدة 20 عامًا في أفغانستان".

فيما قال باروس، إن تغيير السياسة للمساعدة في حرمان القوات الروسية من الملاذ على أرضها قد يكون له تأثير كبير على كيفية تطور الحرب، مشيرًا إلى أن أحد أكثر الأمور الحاسمة التي يمكن لإدارة بايدن أن تفعلها هو إزالة كل مساحة الملاذ بشكل لا لبس فيه، والسماح للأوكرانيين بشن ضربات في العمق والخلف العملياتي بكل الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة. 

واعتبر باروس، أن تغيير سياسة بايدن قد يعطل آلة حرب بوتين حتى قبل أن تطلق أوكرانيا أول صاروخ أمريكي لها في عمق روسيا، لأن مجرد التهديد بالاستخدام من شأنه أن يجبر القادة الروس على اتخاذ قرارات صعبة بشأن ما إذا كانوا سينقلون أيًا من أنظمة الدفاع الجوي المحدودة بعيدًا عن الخطوط الأمامية لتغطية مناطقها الخلفية، ما يترك أحدها أو كليهما مكشوفين جزئيًا على الأقل.

بوتين يحول الناتو لنمر من ورق 

وقال هودجز: "إذا كنت تريد إبقاء حلف شمال الأطلسي بعيدًا عن القتال مع روسيا، فإننا بحاجة إلى مساعدة أوكرانيا على إلحاق الهزيمة بروسيا".

كما أكد باروس على نفس الأمر، فهو يعتقد أن بوتين سيحب أن يُذكر باعتباره الرجل الذي أثبت أن حلف شمال الأطلسي مجرد نمر من ورق في أي هجوم مستقبلي على أوروبا.

ورأى هودجز أن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الصراع الحالي في أوروبا قد تكون لها أيضًا آثار على حرب ذات مخاطر أعلى تلوح في الأفق في المحيط الهادئ،  قائلًا "أعتقد أن الصينيين يراقبون عن كثب لمعرفة ما إذا كانت لدينا الإرادة السياسية والقدرة الصناعية والقدرة العسكرية لمساعدة أوكرانيا على هزيمة روسيا، حيث إن المشكلة أبسط بكثير مما ستكون عليه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لذا فإن الأمر يتعلق بردع الصين أيضًا".

وقال باروس إنه إذا قوضت الولايات المتحدة مبدأها المعلن في الدفاع عن النفس، فإن ذلك سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة.