ضمن فعاليات منتدى "أوراق"..
ابتهال الشايب: الأعمال الروائية التي تميل إلى التجريب لا يقبلها رجل الشارع
قالت الكاتبة الروائية ابتهال الشايب، إنه يجب علينا أن نقف عند مفهوم التجريب وماذا يعني؟، فهو يعني التغيير في طريقة عرض الشخصيات، الأحداث، البعد الزمني والمكان.
جاء ذلك خلال فعاليات منتدى أوراق بجريدة الدستور والذي يديره الناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبد الله، والذي يناقش راهن الرواية العربية ومستقبلها الحلقة الثالثة، وبحضور الكاتبة انجي همام، والكاتب أحمد الصادق.
وأضافت: أما من حيث المضمون: تناول موضوعات جديدة، أو تناول جوانب وزوايا جديدة لموضوعات بسيطة وعادية ؛ فالكثير من الروايات تحمل التجريب في الشكل فقط، لكن المضمون بعد ذلك يصبح مكررا، لا يحمل اية دهشة، وليس به شيء جديد، مما يرهق القارئ دون داعٍ، وأحيانا في بعض الأعمال،وبعد استيعاب طريقة تجريب الروائي نجد أنفسنا أمام موضوع بسيط للغاية، مليء بالأحداث المبالغ فيها، والكثير من الحكي الذي لا يفيد العمل بشيء.
وعن ما الذي يدفع الكاتب إلى التجريب؛ أشارت ابتهال الشايب إلى أن التطور التكنولوجي والانفتاح على مختلف الثقافات، خاصة الثقاقة الغربية بجانب نمط الحياة السريع، والمعقد واحدا من ضمن أبرز الأسباب لدفع الكاتب لخوض غمار التجريب.
وأوضحت الشايب أن ضغوط الحياة اليومية الاجتماعية والاقتصادية له أكبر الأثر في توجه الكتاب إلى التجريب، إلى جانب ذلك تأثر الأدب بالسينما، والفن التشكيلي، وغيرها من الفنون، لافتة إلى أن الكاتب دائما ما يسير على نظام،قواعد، وقوانين بداية من دستور الدولة، وقوانين العمل، حتى النظام في المنزل، فيجد الكاتب حريته الوحيدة داخل الكتابة، وتظهر روحه المتمردة في كسر قواعد الجنس الأدبي الذي يكتبه، وعندما ينهي عمله، يجد في النهاية أنه حقق جزءا بسيطا من حريته.
أما عن موقف القراء من التجريب؛ أكدت ابتهال الشايب على أن رجل الشارع البسيط في الكثير من الأحيان لا يستوعب مثل هذه الأعمال، فهو يريد أشياء بسيطة للغاية، واضحة وسلسة، خاصة أن وقته محدود، وربما ليس لديه وقت من الأساس لممارسة ذلك نتيجة السعي وراء لقمة العيش.
وأشارت الشايب إلى أن بعض من المثقفين يرفضون مثل هذه الأعمال، ويصفونها بالصعبة، كذلك الأكاديميون، في الوقت الذي يستلزم على الباحث دراسة هذه الأشياء، لكنه مجرد رغبة في الاستسهال ليس إلا.
وتابعت الشايب أن الكتّاب يمارسون التجريب في الرواية، وأحيانا يرفضونه في القصة والشعر متعللين أن بذلك سيفقد متعة التلقي، وأنه لا يفيد القارئ في شيء.
وأضافت: بالنسبة لي، أرى أن التجريب يناسب أكثر فن القصة القصيرة، لأن الأحداث والمواقف تكون قصيرة للغاية، مركزة، وقوية، أما فن الرواية فمن الممكن إضافة القليل من التجريب؛ حتى يعيش المتلقي جيدا داخل جو العمل، وينسجم معه دون تشتت.
واختمت الشايب: أرى أن العمل الروائي هو من يفرض حس التجريب عليه، وليس العكس، فالعمل هو من يصمم نفسه،على حسب طبيعة خصائصه من فكرة، شخصيات، مكان وزمان.