رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإبادة الجماعية تلوح فى الأفق بدارفور مجددًا.. فهل سيمنع العالم حدوث الكارثة؟

الحرب في دارفور
الحرب في دارفور

حذر أكاديمي أمريكي من شبح إبادة جماعية يلوح في الأفق من جديد فوق منطقة دارفور، في غرب السودان، على يد الميليشيات، التي تمثلها قوات الدعم السريع المتمردة.

وقال ديفيد سايمون، مدير برنامج دراسات الإبادة الجماعية بجامعة ييل ومحاضر في كلية جاكسون للشئون العالمية بجامعة ييل، في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الإثنين، إن مدينة الفاشر،  عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب السودان والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 2.5 مليون نسمة، أصبحت تقع في مرمى الفصيل العسكري المعروف باسم قوات الدعم السريع، الذي يسيطر على ثلاثة من الطرق الأربعة الرئيسية المؤدية إلى المدينة، منوهًا بأن القوات الحكومية السودانية والعديد من الميليشيات المحلية بالكاد صامدة أمام هذه الميليشيا.

ورأى "سايمون" أنه من شأن سقوط الفاشر أن يمنح قوات الدعم السريع سيطرة شبه كاملة على غرب السودان ويدًا عليا في معركتها من أجل السيطرة على البلاد، ونتيجة لذلك فمن المرجح أن تعود الإبادة الجماعية على نطاق واسع إلى دارفور.

 

 

وأشار الأكاديمي الأمريكي إلى أن قيادة قوات الدعم السريع تضم مقاتلي الجنجويد الذين حاولوا، عندما كانوا متحالفين مع الحكومة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شن حملة الأرض المحروقة لتخليص غرب السودان من الجماعات العرقية غير العربية، مرجحًا مع سقوط الفاشر فإنه قد تتاح للجنجويد فرصة استكمال مشروع الإبادة الجماعية.

 

 

ووصف تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، الشهر الماضي، تفاصيل مروعة، وهى: كيف شرعت قوات الدعم السريع عندما اجتاحت مدينة الجنينة، العام الماضي، في حملة من التعذيب والاغتصاب والاغتيالات والمذابح ضد المدنيين. وفي أكتوبر، توصل مراسلو "بي بي سي" إلى استنتاجات مماثلة فيما يتعلق بغزو قوات الدعم السريع لنيالا. 

وبالنسبة للعديد من المواطنين غير العرب في دارفور، فإن الفاشر هي الملاذ الأخير، وعندما تسقط فمن المرجح أن تتعرض لمعاملة وحشية بسبب مقاومتها الغزو لأكثر من 20 عامًا، وفقا لـ"سايمون".

المجاعة الحادة أصبحت وشيكة بالفاشر

في فبراير الماضي، قدر المراقبون الدوليون أن الأطفال يموتون بمعدل طفل واحد كل ساعتين في مخيم زمزم للنازحين خارج الفاشر. واليوم، لم تعد المساعدات تصل، ويبدو أن المجاعة الحادة أصبحت وشيكة.

ووفقًا لوسائل الإعلام السودانية، فقد اشتد القتال بين القوات المسلحة السودانية والقوى المتحالفة معها وقوات الدعم السريع المتمردة، خلال الأيام الماضية، من أجل السيطرة على مدينة الفاشر، وهي المدينة الوحيدة التي بقيت خارج سيطرة المتمردين، الذين أحكموا السيطرة على كل مناطق إقليم دارفور ومدنه الرئيسية: الجنينة ونيالا وزالنجي والضعين.