المسيح فى مصر
نحتفل في هذه الأيام بذكرى مجىء العائلة المقدسة إلى مصر؛ إذ ظهر مَلاَكُ الرَّبِّ لِيُوسُفَ النجار- خطيب مريم العذراء- فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». لأن هي هيرودس رأى في وجود المسيح تهديدا لملكه، فَقَامَ يوسف النجار وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلًا وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ.
وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ الملك. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني».
وردت مصر ومرادفاتها حوالي ٦٥٠ مرة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.
وكانت مصر وما زالت ملجأ وملاذا آمنا للكثير من الأنبياء والآباء فجاء إليها إبراهيم أبوالمؤمنين عندما حدث جوع في أرض كنعان ومنها أخذ زوجته هاجر ومنها تزوج ابنه إسماعيل.
وجاء إليها يوسف الذي أصبح الوزير الأول لفرعون ملك مصر واستدعى أباه يعقوب واستقروا في أرض جاسان شرق الدلتا وموسى نبي الله ولد في مصر وتهذب بكل حكمة المصريين وظل بنو إسرائيل في مصر نحو أربعمائة سنة إلى أن خرجوا منها بقيادة النبي موسى.
كما يخبرنا الكتاب المقدس بأن يربعام هرب لمصر عندما أراد سليمان قتله كما نزل بعض رؤساء يهوذا لمصر ومعهم إرميا النبي.
والعذراء مريم شخصية عظيمة في التاريخ الإنساني؛ إذ ولد منها السيد المسيح بطريقة معجزية فريدة بدون رجل ميلادا عذراويا.
والسيد المسيح شخصية محورية فريدة في كل التاريخ الإنساني فلا يختلف القاصي والداني على أن السيد المسيح شخصية فريدة متميزة في كل شيء، ولم لا وهو كلمة الله، فلقد ولد السيد المسيح من عذراء لم يمسسها بشر دون سائر الناس، كما أنه عاش حياة طاهرة نقية، ولم يتلطخ بالأوزار والآثام كسائر البشر، فكان معصومًا من كل خطأ في سيرته وسريرته، وصنع معجزات مبهرات من خلق وشفاء وإبراء للأكمة والأبرص وإقامة الموتى.
ويعتبر السيد المسيح هو أهم وأعظم لاجئ جاء إلى بلادنا المصرية.
وتولى الحكومة المصرية اهتماما خاصا بمسار العائلة المقدسة، ولكن نحتاج لأن نكثف المجهودات ونخاطب العالم بكل لغاته عن أهمية مصر وأنها بلد الأمن والأمان بعد أن واجهت الدولة الإرهاب وكافحته وتصدت له.
كما نحتاج لأن تسلط مناهج التعليم الضوء على مجىء السيد المسيح لمصر فلا يجوز أن تتجاهل مناهج التعليم هذه الزيارة التاريخية التي أكدها الكتاب المقدس.
كما نحتاج أن نغرس في النفوس ثقافة احترام السائحين الوافدين لزيارة بلادنا المصرية فلا يصح أن نفرض عليهم زيا معينا أو أكلا أو شربا فلهم أن يتمتعوا بكامل حرياتهم في بلادنا كما يحق لهم أن يشعروا بالأمن والأمان وعدم الاستغلال في شوارع بلادنا فبالمعاملة الطيبة للسائحين والترحيب بهم نحن نجلب الخير الوفير للمصريين.