بعد دعوته للمرة الرابعة.. ماذا سيدلى نتنياهو فى خطابه أمام الكونجرس الأمريكى؟

تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة من رئيسا مجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة لإلقاء كلمة أمام مجلسي الكونجرس، في إشارة واضحة إنه رغم التوتر فإن واشنطن لا تزال ترحب بـ"نتنياهو" وتحاول التذكير بالعلاقات الوثيقة التي تربط إسرائيل بالولايات المتحدة.

وفي قبول الدعوة، كتب نتنياهو: "لقد تأثرت بشرف تمثيل إسرائيل أمام مجلسي الكونجرس، وتقديم الحقيقة لممثلي الشعب الأمريكي والعالم أجمع، حول حربنا العادلة ضد أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا".

الدعوة الرابعة

وقع على الرسالة التي تدعو نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونجرس كلا من رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، والزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، والزعيم الديمقراطي في مجلس النواب حكيم جيفريز، وكان واضح أن الغرض من الدعوة هو تسليط الضوء على تضامن أمريكا مع إسرائيل، حيث جاء فيها "فإننا ندعوكم لمشاركة رؤية الحكومة الإسرائيلية للدفاع عن الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وإقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".

وطوال الحرب على غزة، أظهر الجمهوريون دعمًا لا لبس فيه، سواء في الولايات المتحدة أو في الزيارات التي قاموا بها إلى إسرائيل. وكانت نيكي هيلي، المرشحة الرئاسية السابقة للولايات المتحدة، الأحدث في سلسلة من هؤلاء الزائرين، إلى جانب السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام (الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية)، في الأسبوع الماضي فقط. وقد زار النائب ريتشي توريس (ديمقراطي من نيويورك، المنطقة الخامسة عشرة) الشهر الماضي ــ مما أظهر أن الدعم الأمريكي لإسرائيل من كلا الحزبين.

الدعم الأمريكي في الحرب على غزة كان قويًا، على الرغم من التصريحات المتورترة التي ظهرت من كلا الجانبين في بعض الأوقات، وهناك من يرى أن أسلوب تعامل نتنياهو مع الحرب في غزة كان سببًا في زعزعة انقسامات عميقة في أميركا، خاصة فيما يتصل بالتوغل في رفح التي اعتبرها العالم كارثة إنسانية.

لكن بهذه الدعوة، سوف يصبح نتنياهو أول زعيم عالمي يلقي كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس للمرة الرابعة ــ بعد أن ألقى خطابات في الأعوام 1996، و2011، ومؤخرًا في 2015. وهذا له دلالة كبيرة، ومن المؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، رجل الخطابات الذكية، عليه أن يعرف ما سيقول أمام الكونجرس.

ماذا سيقول نتنياهو للكونجرس؟

ينتظر الكونجرس والإسرائيليون من نتنياهو أن يرد في خطابه على مقترح بايدن لوقف إطلاق النار الذي أصدره يوم الجمعة، حيث قدم الرئيس الأمريكي خطة لوقف إطلاق النار من شأنها إعادة الرهائن وإنهاء الحرب في غزة، فيما أثارت الخطة ردود أفعال متناقضة داخل إسرائيل، ولكنها كما يبدو تمثل الطريقة الوحيدة الممكنة لإسرائيل لاستعادة ما تبقى من الرهائن على قيد الحياة ووقف إطلاق النار في غزة.

وإذا لم يقبل نتنياهو، الذي يواجه ضغوطا من شريكيه في الائتلاف اليميني المتطرف إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الخطة، فما الذي سيقوله للكونجرس في واشنطن؟

ومن ناحية أخرى، فإن فكرة أن نتنياهو – الذي لم يجر مقابلة مع صحفي إسرائيلي منذ 7 أكتوبر، والذي لم يقدم حتى الآن مخططا واضحا حول الاتجاه الذي تتجه إليه إسرائيل في الحرب، وخطة اليوم التالي لغزة، سيكون مطالب منه أن يتحدث عن تلك القضايا أمام الكونجرس وهو الذي لم يتحدث عنها أمام الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم. وباستثناء ترديد شعار القضاء على حماس، وتحقيق النصر المطلق، فإن نتنياهو عليه أن يقدم رؤية واضحة للإسرائيليين والفلسطينيين والكونجرس والعالم.