رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يبحثون عن عاقل يقودهم!

مَن سيخلف بنيامين نتنياهو مع قرب انتهاء ولايته؟ السؤال طرحه وحاول الإجابة عنه رجل عاقل، نسبيًا، اسمه أموتز آسائيل، فى مقال نشرته جريدة «جيروزاليم بوست»، العبرية، أمس الأول الجمعة، لافتًا إلى أن هناك طامحين يعتقدون أنهم يمتلكون «العقل الراجح»، الذى يرى ملايين الإسرائيليين أن رئيس الوزراء الحالى، يفتقده، مطالبًا هؤلاء الطامحين أو المرشحين المحتملين، بأن يتحدوا، قبل أن يشرعوا فى هزيمة بعضهم البعض، لإنهاء «عصر التبجح والغطرسة والكراهية»، الذى أنتج «أسوأ كارثة» عرفتها إسرائيل.

نظريًا، من المفترض أن تنتهى ولاية نتنياهو أواخر أكتوبر ٢٠٢٦، غير أن استطلاعات رأى عديدة، من بينها ذلك الذى نشره «المعهد الإسرائيلى للديمقراطية»، فى فبراير الماضى، أظهرت أن ٧١٪ يؤيدون تقديم موعد الانتخابات. كما أوضح استطلاع آخر، نشرت جريدة «معاريف» نتائجه، أمس الأول الجمعة، أن الإسرائيليين يبحثون عن «حزب يمينى جديد» يقودهم فى هذه الظروف. وبين الاستطلاعين، قال تشاك شومر، زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ الأمريكى، فى مارس الماضى، إن الانتخابات الإسرائيلية المبكرة «هى الطريقة الوحيدة للسماح بعملية صنع قرار صحية ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل». 

وسط هذه المعجنة، توافق زعماء المعارضة الإسرائيلية، الأربعاء الماضى، على خطة لإسقاط حكومة نتنياهو، فى اجتماع ثلاثى ضم يائير لابيد، رئيس حزب «هناك مستقبل»، وأفيجدور ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وجدعون ساعر، رئيس حزب «أمل جديد». وفى الاجتماع نفسه، طالبوا بينى جانتس، عضو حكومة الحرب، رئيس حزب «معسكر الدولة»، أو «المعسكر الرسمى»، بالانضمام إليهم.

لم تمض ساعات، حتى أعلنت الكتلة البرلمانية لحزب «جانتس»، عن تقدمها بمشروع قانون لحل البرلمان الإسرائيلى، الكنيست، وإجراء انتخابات مبكرة. وقال الحزب، فى بيان، إن هذه الخطوة تستهدف الوصول إلى انتخابات بتوافق واسع قبل أكتوبر المقبل، أو «بعد مرور سنة على المجزرة»، فى إشارة إلى هجمات السابع من أكتوبر الماضى. فى المقابل، قال حزب «الليكود» الحاكم إن «حل حكومة الوحدة يمثل مكافأة للسنوار، واستسلامًا للضغوط الدولية، وضربة قاتلة لجهود إطلاق سراح الرهائن».

الطريف، أن بينى جانتس، هو أحد «الحمقى الخمسة»، الذين قال الجنرال الإسرائيلى المتقاعد إسحاق بريك، فى حوار نشرته جريدة «معاريف»، إنهم يقودون تلك الدولة إلى كارثة لم تشهد مثلها من قبل، موضحًا أنهم يقرّبونها من حرب إقليمية شاملة، دون تجهيز الجيش أو الجبهة الداخلية، لتلك الحرب، التى ستكون أفظع الحروب الإسرائيلية. ولعلك تتذكر أن الرجل، الذى قاد سلاح المدرعات بين عامى ٢٠٠٩ و٢٠١٨، حذّر الإسرائيليين، فى الحوار نفسه، من أن المصريين سيدفنونهم، لو قامت الحرب بين الجانبين، وأكد أن مصر لديها اليوم أقوى جيش فى المنطقة، وأن الصدام معها سيكون دراما سوداء لا حل لها. 

المهم، هو أن المرشحين المحتملين لخلافة نتنياهو، قسمهم «أموتز آسائيل»، فى المقال المشار إليه، إلى ثلاث مجموعات، أولاها من داخل حزب الليكود، وتضم يسرائيل كاتس، وزير الخارجية، ونير بركات، وزير الاقتصاد، ويولى إدلشتين، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى الكنيست. بينما ضمت المجموعة الثانية يمينيين من خارج الليكود، هم نفتالى بينيت، رئيس الوزراء الأسبق، ووزيرا المالية والداخلية فى حكومته، أفيجدور ليبرمان وأييليت شاكيد، ويوسى كوهين، مدير الموساد السابق. أما المجموعة الثالثة، فضمت اثنين فقط من تيار الوسط، هما بينى جانتس، ويائير لابيد، رئيس الوزراء السابق، زعيم المعارضة الحالى.

.. وتبقى الإشارة إلى أن استطلاع الرأى، الذى نشرت جريدة «معاريف» نتائجه، أمس الأول الجمعة، توقع أن يحصل حزب «الليكود»، الذى يقوده رئيس الوزراء الحالى، على ٢٠ مقعدًا، إذا جرت الانتخابات الآن، مقابل ٢١ مقعدًا سيحصل عليها «الحزب اليمينى الجديد»، الذى اقترح الاستطلاع أن يضم أفيجدور ليبرمان ونفتالى بينيت ويوسى كوهين، وجدعون ساعر، و... و... وما قد يثير الدهشة أو السخرية، هو أن الاستطلاع نفسه توقع أن تحصل «الأحزاب العربية»، أو التى توصف بأنها كذلك، على ٩ مقاعد: خمسة منها لـ«تحالف الجبهة العربية للتغيير» بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبى، وأربعة لـ«القائمة الموحدة للحركة الإسلامية»، التى يرأسها منصور عباس، مندوب «جماعة الإخوان» فى إسرائيل.