فى عيد الإعلاميين.. "بابا شارو" و"أبلة فضيلة" جزء أصيل من ذاكرة الوطن

تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ90 لـعيد الإعلاميين، بالتزامن مع انطلاق أول بث للإذاعة المصرية في مثل هذا اليوم من العام 1934، بعبارة الفنان والإعلامي أحمد سالم: "هنا القاهرة".

كيف ألهم "بابا شارو" أسامة أنور عكاشة فى تشكيل حكاياته؟

في عيد الإعلاميين لا ينسي أي من الأجيال المخضرمة "بابا شارو"، محمد محمود شعبان، الذي قدم أشهر برامج الأطفال الإذاعية، التي تربت عليها أجيال، وقت أن كانت الإذاعة المصرية مصدر الترفيه الأول للمصريين، حتى إنه ومع نجاح وجماهيرية بعض المسلسلات الإذاعية- مسلسل "سمارة" على سبيل المثال- كانت المحال تغلق أبوابها وتكاد الشوارع تخلو لتحلّق المصريين حول أجهزة الراديو. أو حتى حفل أم كلثوم الشهري، الذي كان يوما مقدسا لدى المصريين حيث تتحلق الأسر انتظارا لسطوع صوت "الست" تسبقها تحضيرات السهرة الكلثومية مع كوكب الشرق.

وفي عيد الإعلاميين، نذكر اسم "بابا شارو" الذي شكلت حكاياته وبرامجه للأطفال وعي أجيال كثيرة، وكانت إلهاما للعديد منهم وجادت على القوة الناعمة المصرية بمواهب لا تنسى، ومن بين هذه المواهب الكاتب السيناريست الأشهر أسامة أنور عكاشة.

وفي أحد لقاءاته الإعلامية ذكر "عكاشة" الأثر الذي تركه فيه بابا شارو وكيف شكلت حكاياته وبرامجه وعيه، موضحًا: "كنت أتابع ركن الأطفال في الإذاعة وكان يقدمه (بابا شارو)، بالإضافة إلى الصورة التمثيلية الشهيرة مثل: عوف الأصيل. راقتني هذه الحكايات فقلت إنني أستطيع أن أكتب مثلها٬ وفي نوتة كبيرة كتبت قصة بعنوان (المغامرة العجيبة)، وأرسلتها بالبريد المسجل بعلم الوصول إلى بابا شارو، وانتظرت أن أسمعها مذاعة كالتمثيليات التي تقدمها الإذاعة، إلى أن كان يوم جمعة أستمع فيه لركن الأطفال٬ وسمعت بابا شارو يقول: (ومن أصدقاء بابا شارو أسامة أنور عكاشة) تملكتني الفرحة العارمة، وكانت هذه أولى تجاربي في عالم الكتابة٬ كنت في التاسعة من عمري وقتها".

أبلة فضيلة صانعة أحلام طفولتنا

وفي عيد الإعلاميين نتذكر أبرز برامج الأطفال الإذاعية "غنوة وحدوتة"، والتي ظلت تقدمه أبلة فضيلة أو فضيلة توفيق- شقيقة الفنانة محسنة توفيق- لسنوات طويلة بدأت مع لقائها الأول بالإذاعي محمد محمود شعبان، ونقلت إليه رغبتها في العمل ببرامج الأطفال، وقد كان، لينطلق برنامجها الأشهر الذي كنا ننتظره في العاشرة كل يوم لهفة وشغفا لحدوتة وغنوة أبلة فضيلة، ومقدمته الشهيرة "يا ولاد يا ولاد.. تعالوا تعالوا... غنوة وحدوتة مع أبلة فضيلة".

وعن أثر برنامج "غنوة وحدوتة" يذكر الكاتب "وصفي هنري": من أهم البرامج التى كنت أحرص على الاستماع إليها من برامج الإذاعة المصرية بالطبع بابا شارو، الذى كان يقدمه الإذاعى الأسطورة محمد محمود شعبان، وكانت أمى قبل موعد البرنامج بدقيقتين تناديني أينما كنت: "صافى، بابا شارووووو"، وكنت أسرع حتى لا تفوتنى المقدمة المميزة للبرنامج، وكانت أجمل أغنية أحبها وما زلت أحفظها عن ظهر قلب وكان يغنيها طفل "ألدغ": "النهارده الصبحية.. أكل رز عليه شعرية.. أصل أنا باكل رز كتير.. علشان أسمن وأبقى كبير".