رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حزب المحافظين.. استقالات بالجملة وتفرد بالقرار وفقدان للمؤسسية

حزب المحافظين
حزب المحافظين

تاريخ حافل من الخلافات والاستقالات ضربت حزب المحافظين برئاسة المهندس أكمل قرطام، خلال السنوات الماضية، حيث تقدم عدد من القيادات البارزة داخل الحزب بالاستقالة نتيجة التفرد بالقرار بين أروقة الحزب حديث العهد، أبرزهم الدكتور بشري شلش والنائبة مارجريت عازر.

 

وبدأت الاستقالات بالجملة بحزب «المحافظين» في مصر، منذ فترة طويلة عقب رفض رئيسه النائب السابق أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين مقترح التعديلات الدستورية، التي وافق عليها البرلمان المصري من حيث «المبدأ»عام 2019.

 

أسباب الاستقالة الجماعية لقيادات وحكومة الظل بحزب المحافظين

واستمرت حالة التخبط داخل حزب المحافظين بعد ذلك بعد أن  كشف أعضاء المجلس الرئاسي وحكومة الظل والمكتب السياسي والهيئة العليا لحزب المحافظين، عن أسباب الاستقالة الجماعية المسببة المقدمة منهم.

 

وعدّد المستقيلون أسباب الاستقالة فيما يلي:

١- التعامل مع الأزمة بشكل غير مؤسسي ومن طرف رئيس الحزب وحده وبشكل فردي "سلطوي" بدون الرجوع لأي مؤسسة أو أخذ تصويت أو أي فرصة للاستماع لأسبابنا (إجراءات خارج اللائحة وخارج سيادة القانون).

٢- في اجتماع حكومة الظل واجتماع المكتب السياسي كان التصويت كل مرة لصالح دخول الحوار وهذا رأيناه منذ أول يوم ورغم ذلك لم يعتد يومًا بالتصويت (مخالفة لاحترام الإجراءات الديمقراطية).

٣-  لم ير أحدنا لائحة الحزب المقدمة للجنة شئون الأحزاب منذ دخولنا الحزب ولا توجد صورة متداولة لها (غياب المنهجية اللائحية والقانونية واختفاء دستور الحزب ذاته) الذي يجب الاحتكام إليه.

٤- عدم وضوح هوية الحزب الفكرية والتخبط بين مجموعة أفكار غير موحدة الأيديولوجية الفكرية، فلا هو حزب يعلن عن أنه ليبرالي أو يساري أو خلافه، وقد حاولنا مرارًا اعتماد هويته الليبرالية دون جدوى (عدم وجود هوية واضحة).

٥- ترك الفرص والمساحات لجماعات وأفراد الصخب والفتنة والتآمر والدسائس والجحود لكل عمل إيجابي دون مقاومة تذكر.

مارجريت عازر: كل الأحزاب التي تنتمي لشخص تكون فاقدة للمؤسسية

وفي تصريحات سابقة كشفت  النائبة السابقة مارجريت عازر عن أسباب استقالتها من حزب المحافظين، مؤكدة أنها ترى غالبية الأحزاب "للأسف الشديد" لا تستطيع تقديم دور حقيقي ويغلب عليها دور الشو الإعلامي فقط والمعارضة الفجة دون تقديم حلول قابلة للتطبيق.

 

وأضافت عازر، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "كل الأحزاب التي تنتمي لشخص تكون فاقدة للمؤسسية، وحدث خلاف في الرؤى مع حزب المحافظين في الفترة الأخيرة، خاصة أن الشكل التنظيمي للحزب مختلف تمامًا عن الأصول السياسية وما درسته وخبراتي السابقة، فالحزب مهتم بالشو دون العمل على إنشاء قواعد حقيقية يعمل عليها أو قواعد في كل المحافظات بالشكل الذي يعمل على نمو الحزب".

وأكملت: "أي حزب لا بد أن تكون له أيديولوجية واضحة، ولكن خلال فترتي في (المحافظين) لم أفهم أيديولوجيته.. هل هو ليبرالي أم يساري أم محافظ كما أن رؤيته لم تكن واضحة"، معلقة: "الحزب ليس من المفترض أن يكون قصرًا مغلقًا يشهد ندوات لنفس الشخصيات بشكل دوري، ويقال فيها نفس الكلام دون آليات للتطبيق أو رؤى أو خطوات جادة لزيادة انتشاره بين المواطنين وفي المحافظات".

 

وأوضحت: "مبادئي الثابتة عندما أدخل أي مكان أو مؤسسة أحاول أن أبني فيه وهذا ما حدث في المحافظين، فتعاملت مع الكل وكونت علاقات جيدة مع الكل، كما التف حولي الشباب وتعاونت معهم بهدف بناء الحزب، وحضّرت لأداء قوي في المحافظات والعمل بشكل مختلف، لكن في الحقيقة وجدت أن الأمور لا تسير على هذا النحو ولا تساعد على ذلك.. لا تمضي في طريق بناء حزب ولكن فقط تصريحات إعلامية، ولم أستطع تنفيذ رؤيتي ولم أشهد أداء سياسيًا فعليًا للحزب، كما أن التنظيم المؤسسي به مشكلات كثيرة، وعليه قررت الخروج دون خلافات".

 

وعلقت: "لا أرى للحزب أي موقف مُقدر في شأن الانتخابات الرئاسية.. ومصر دولة كبيرة للغاية وتحتاج إلى مؤهلات سياسية واقتصادية وثقافية وإدارية كثيرة في من يترشح لرئاستها، إنما البحث عن ترشيح شخصية وفقط فهذا يمثل عبثًا في الحقيقة، خاصة إن كان غير مؤهل.. فمصر كبيرة وتحتاج إلى خبرات ومؤهلات عظيمة".

 

وكشفت عن أن هناك استقالات كثيرة من الحزب في الفترة الأخيرة وخاصة من الشباب، ولكن لا يتم التصريح بذلك لوسائل الإعلام، مؤكدة: "هناك مجموعة رائعة من الشباب في الحزب وتريد العمل وتقديم شيء، ولكنهم مكبلون في منظومة سيئة تفسد أي طموح سياسي".

 

ورأت أن غالبية الأحزاب السياسية الآن بما فيها "المحافظين" ليس لديها دور فعلي ولا تحقق آمال وأحلام المواطنين ودورها الأساسي في توفير مفرخة حقيقية للكوادر الحزبية والسياسية، معلقة: "أي حزب لا يستطيع إخراج كوادر في كل المجالات ولا يستطيع تقديم رؤية وبدائل حقيقية ونقاشات موضوعية مع الحكومة بالشكل الذي يظهر كفاءاته ومدرسته الحزبية، فما السبب من وجوده!، فالأحزاب ليست للاعتراض فقط أو دون تقديم بدائل قابلة للتطبيق على الأرض".