العدوان على غزة.. الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة والمقاومة تكبد الاحتلال خسائر فادحة
تتوالى انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق المدنيين خلال العدوان الذي تشنه على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، فيما تواصل فصائل المقاومة استهداف جنود ومعدات الاحتلال في مناطق القتال.
وفي الجبهة الجنوبية كانت تنفذ العمليات في رفح، وحدات تابعة للفرقة 162 وهي كتائب اللواء المدرع 401 ولواء المشاة الميكانيكي 84 "جفعاتي"، ولواء القوات الخاصة 89 وكتائب تابعة للواء المشاة 12 "النقب"، بجانب كتيبتين من لواء المشاة 933 "ناحال".
وتتحرك هذه الوحدات في محورين أساسيين شرق وجنوب شرق رفح، يرتكز الأول على طريق صلاح الدين، بداية من معبر رفح، وصولا إلى المنطقة الفاصلة بين حي البيوك ومنطقة النصر. في حين يرتكز المحور الأساسي الثاني في اتجاه الأحياء الواقعة غرب الطريق.
وطرأ تغير أساسي على تشكيل القوات المتواجدة في هذه الجبهة خلال اليومين الماضيين. حيث تم سحب لواء المشاة الميكانيكي 84 للاستراحة وإعادة الملء، وتم نقل لواء المشاة 828 "بيسلاماخ" من بيت حانون إلى جبهة رفح. بالتالي باتت العمليات في هذه الجبهة تنفذ بواسطة اللواء المدرع 401، ولواء القوات الخاصة 89 وكتائب تابعة للواء المشاة 12 "النقب"، بجانب كتيبتين من لواء المشاة 933 "ناحال"، ولواء المشاة 828 "بيسلاماخ".
وحسب أحدث تحديث، تزايد التوغل الإسرائيلي على محور التحرك الأول "محور فيلادلفيا"، حيث يستمر تقدم القوات الإسرائيلية على طول الحدود مع مصر، وقد تعمقت القوات بشكل أكبر على طول هذا المحور، بحيث وصلت عمليا إلى مناطق محاذية لمركز مدينة رفح، وعلى رأسها منطقة "تل زعرب" القريبة جدًا من حي تل السلطان، والتي وصلت إليها طلائع القوات الإسرائيلية صباح الثلاثاء مستخدمة طريق أبو بكر الصديق المحاذي للحدود.
ونفذت المقاتلات الإسرائيلية غارات ليلية مركزة على منطقة تقع قرب مخازن وكالة الأونروا في حي تل السلطان شمال غرب مدينة رفح، أسفرت عن مقتل العشرات.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارة جوية في هذه المنطقة، وقال إنه استهدف خلالها ما قال إنه مجمع تابع لحركة حماس كان يتجمع فيه كبار المسؤولين في الحركة، باستخدام "ذخائر دقيقة". مشيرًا إلى أنه على علم بالتقارير التي تفيد بأن الغارة والحريق الذي امتد إلى مخيم للنازحين الفلسطينيين، قد تسببا في سقوط ضحايا بين المدنيين.
ومن التطورات اللافتة في هذه الجبهة، إطلاق من 8 إلى 12 صاروخا من مدينة رفح باتجاه الأحياء الشمالية لمدينة تل أبيب، خاصة مناطق هرتسليا وكفر شمرياهو ورامات هشارون وبتاح تكفا ورعنانا، ويعتبر هذا هو الهجوم الصاروخي الأول على تل أبيب منذ ديسمبر الماضي.
وعلى الجبهة الشمالية في محور جباليا، تستمر الوحدات التابعة للفرقة 98 وهي الكتيبة 890 التابعة للواء المدرع 460، والكتيبة المدرعة 101 التابعة للواء المدرع السابع والكتيبة 202 من لواء المظليين في عملياتها باتجاه مخيم جباليا من الاتجاه الشرقي.
وتتركز المعارك حاليا في شمال شرق وشرق جباليا، حيث تتحرك القوات الإسرائيلية في ثلاثة محاور رئيسية في المحور الأول تتجه في اتجاه المستشفى الإندونيسي ومناطق شمال مخيم جباليا، في حين تتحرك في الاتجاهين الثاني والثالث في نطاق مربع يربط بين شارع المحول وشارع العودة وشارع المخيم وشارع صالح داردون، خاصة مناطق أبو زيتون وأبو العيش وبلوك 2 في معسكر جباليا، ونطاق مستشفى العودة الواقع في حي تل الزعتر شرق جباليا، حيث أفرغت القوات الإسرائيلية المستشفى من المتواجدين داخله.
ويتمثل الهدف العملياتي الرئيسي للقوات الإسرائيلية في جباليا في الوقت الحالي، في الفصل التام بين مخيم جباليا ومنطقة بيت حانون، ومن ثم محاصرة المخيم بشكل كامل، وعزله عن مدينة جباليا وبيت لاهيا.
وتتركز مناطق الاشتباك الحالية على نطاق شارع العجارمة ومسجد عماد عقل ومنطقة حمدان وحي القصاصيب بمخيم جباليا، ومسجد عمر بن الخطاب ومناطق أخرى في حي تل الزعتر، حيث تحول هذا الحي إلى نقطة اشتباك أساسية، وقد طورت القوات الإسرائيلية منذ يومين. عملياتها بشكل أكبر في اتجاه الشمال الشرقي، نحو منطقة مشروع بيت لاهيا.
خسائر الاحتلال
وأعلنت كتائب القسام قصفها مرتين بالهاون حشود إسرائيلية قرب مبنى الإدارة المدنية شرق جباليا، بجانب استهداف قوة مشاة في نفس النطاق، وأعلنت إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية في نفس المنطقة.
كما أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس عن نصب كمين لقوة مشاة قرب نفق في شرق مخيم جباليا، وتفجير منزل مفخخ في منطقة أخرى بالمخيم، وتنفيذ عملية قنص في منطقة المشروع شمال شرق معسكر جباليا، واستهداف دبابتين في محيط مسجد الإمام علي شرق مخيم جباليا، ودبابتين إضافيتين في منطقة مفترق البرعي ومدارس أبو زيتون في مخيم جباليا، ودبابة في محيط مسجد الأنصار شرق معسكر جباليا، واستهداف خمس دبابات وجرافتين وناقلة جند واحدة في نطاق منطقة بلوك 2 وشارع الداخلية في مخيم جباليا. بجانب قصف الأرتال المتقدمة في حي القصاصيب في مخيم جباليا بقذائف الهاون، وكذلك نطاق المواقع الموجودة في محور نتساريم.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى قنص ضابط إسرائيلي في حي القصاصيب وإصابته. وتبين أنه نجل الوزير السابق إيفي إيتام، وهو قائد كتيبة في اللواء 828، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جندي خلال القتال في هذه الجبهة، ليرتفع عدد قتلى الجيش منذ بدء العمليات البرية إلى 288، كما أصيب جندي في حادثة منفصلة في جبهة رفح.
وتعرضت منطقة الفالوجا شرق جباليا، ومناطق في وسط القطاع منها غرب مخيم النصيرات وشرق مخيم المغازي، لضربات جوية إسرائيلية، في حين قصفت القوات الإسرائيلية عدة مناطق في جباليا البلد بالإضافة إلى منطقة دوار أبو شرح غرب مخيم جباليا، وبدأت في تحريف المقبرة الواقعة في منطقة الفالوجا بالمخيم. جدير بالذكر أنه تم إطلاق صاروخين على الأقل من منطقة مخيم جباليا نحو مستوطنة سديروت في غلاف غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن وحدات اللواء 460 مدرع، قد عثرت في مخيم جباليا، على مخبأ للأسلحة تم الحصول على مكانه من أحد المقاتلين الذين تم اعتقالهم خلال المعارك هناك، بعد استجوابه من جانب الوحدة 504 التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وكان بداخله معدات اتصال ومواد متفجرة وأسلحة خفيفة ومتوسطة.
وبسحب لواء "بيسلاماخ" من نطاق بيت حانون انتهت كما كان متوقعا العمليات العسكرية التي كانت تتم في هذا النطاق، لكن مازالت تتواجد كتائب تابعة للواء الشمالي في فرقة غزة في هذا النطاق. ويعتقد أنها ستعمل ضمن مجهود القوات العاملة في مخيم جباليا.
وفي محور نتساريم، يتواجد حاليا في هذا المحور لوائي "يفتاح" و"كرملي"، بعد عودتهم من العمليات في حي الزيتون، ويتوليان حاليا عمليات تأمين هذا المحور، وتنفيذ عمليات فرعية في اتجاه منطقتي المغراقة والزهراء على تخوم مخيمات المنطقة الوسطى، وقد تعرضت مناطق عدة في وسط قطاع غزة لقصف مدفعي انطلاقا من هذا المحور، خاصة مخيم النصيرات الذي تعرضت مناطق بلوك سي ومخيم 1 والسوق الجديد داخله لضربات مركزة بجانب تعرض منطقة قرب مدخل مركز إيواء تابع للأونروا في شارع صلاح الدين شرق دير البلح لقصف مماثل.
وأعلنت كتائب القسام استهداف قوة إسرائيلية حاولت التوغل شرق مخيم المغازي بقذائف الهاون، في حين أعلنت سرايا القدس عن تنفيذها عملية قنص في محور "نتساريم"، وأعلنت كتائب شهداء الأقصى قصفها مواقع هذا المحور بالصواريخ وقذائف الهاون، في ظل إعلان الجيش الإسرائيلي عن توسيع عملياته.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن وفد برئاسة المدير العام للوزارة، إيال زمير، سيسافر إلى واشنطن هذا الأسبوع، لمناقشة "تعزيز التعاون الاستراتيجي الدفاعي مع الولايات المتحدة مع التركيز على عمليات الشراء للحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل".
وقالت الوزارة إن وزير الدفاع يواف غالانت قد وجه بتنفيذ هذه الزيارة، وسيلتقي زامير مع مسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية. وسينضم إليه رئيس المكتب السياسي العسكري، درور شالوم، ورئيس مديرية البحث والتطوير داني غولد وملحق الدفاع الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة اللواء هيداي زيلبرمان، وممثل الوزارة في واشنطن ومسؤولون آخرون.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة 146 واللواء المدرع الاحتياطي 205 نفذا مناورة في الأسابيع الأخيرة لمحاكاة هجوم بري في لبنان، وأن هذه المناورة تحاكي سيناريوهات القتال في الساحة الشمالية، والانتشار السريع للقوات على الأرض، وعمل مقرات الفرقة واللواء واستعداد القوات للهجوم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخا أطلق من قطاع غزة على مستوطنة ناحال عوز دون تحقيق إصابات، كما أعلن أن الدفاعات الجوية قد أسقطت مسيرتين مفخختين كانتا متجهتين نحو مدينة إيلات في أقصى جنوب إسرائيل من اتجاه الشرق، وان اغلب الظن أنها كانت قادمة من العراق.
وقال وزير الدفاع يواف غالانت، متحدثا أمام القوات في رفح، إن إسرائيل تعمل بنشاط على إعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، "جسديا وأيضا من خلال التوصل إلى اتفاقات"، وقال "لقد أصبح هدفنا في قطاع غزة أكثر وضوحًا هنا في رفح - القضاء على حماس، وإعادة الرهائن، والحفاظ على حرية العمل، وهذا أمر أساسي".