كل ما تريد معرفته عن منتدى التعاون الصيني العربي في عامه العشرين
أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن "زيارات دولة" سيجريها الرئيس السيسي، ونظرائه الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان"، والتونسي "قيس سعيد"، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة"، إلى بكين، بدءً من اليوم الموافق 28 مايو حتى الأول من يونيو المقبل.
وبحسب بيان الخارجية الصينية، سيحضر القادة العرب افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لـ "منتدى التعاون الصيني العربي" الذي تستضيفه العاصمة بكين، وسيحضره الرئيس الصيني شي جين بينج، كما سيجري الرئيس الصيني محادثات مع رؤساء الدول الأربعة لتبادل وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
منتدى التعاون الصيني العربي في عامه الـ 20
وفقًا لتقرير تحليلي صادر عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أشار إلى أن تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي يعود إلى يوم 30 يناير عام 2004، حينما أصدرت الصين وجامعة الدول العربية بيانا مشتركا بشأن تأسيس منتدى التعاون بين الصين والدول العربية. وفي يوم 14 سبتمبر من العام نفسه انعقدت الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للمنتدى في مقر جامعة الدول العربية.
واتفقت الرؤية الصينية مع نظيرتها العربية حيال أهمية إنشاء شراكة جديدة بين الصين والدول العربية في ظل الظروف التاريخية الجديدة، وذلك وفقًا لمجموعة من المبادئ التوجيهية، والتي تتمثل في تعزيز العلاقات السياسية على أساس الاحترام المتبادل: وتعزيز التبادلات الاقتصادية الوثيقة بهدف التنمية المشتركة وتوسيع التبادلات الثقافية القائمة على التعلم المتبادل وتعزيز التعاون المشترك حول الشؤون الدولية سعيًا إلى صون السلام العالمي ودعم التنمية المشتركة.
واوضح التقرير أنه في سبيل تنفيذ هذه المبادئ يتضمن المنتدى ثلاث آليات تنظيمية رئيسية، ويعد الاجتماع الوزاري هو الآلية الأولى الرئيسية، حيث يُعقد ضمن هذه الآلية اجتماعا دوريًا على مستوى وزراء الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية مرة كل سنتين في الصين أو في مقر جامعة الدول العربية أو في إحدى الدول العربية بالتناوب، ويبحث سبل تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية فى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وكذلك القضايا المهمة المطروحة في اجتماعات الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة.
وتختص الآلية الثانية الممثلة في اجتماع كبار المسؤولين بالتحضير للاجتماعات الدورية لوزراء الخارجية وتنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن الاجتماعات.
و تهتم الآلية الثالثة بإنشاء مجموعة من الآليات الفرعية والمرتبطة بشكل رئيسي بمدى تطور العمل بين الجانبين العربي والصيني ضمن إطار المنتدى. ووصولًا إلى عام 2024، تم إنشاء 17 آلية فرعية في إطار المنتدى، تتضمن مجالات متعددة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والصحة والإعلام والتواصل الشعبي والفكري، كما أصدر المنتدى خلال هذه الفترة 85 وثيقة ختامية من الأنواع المختلفة، وأصبح أداة فعالة في دفع وتعزيز علاقات الشراكة العربية الصينية.
وانعكس تطور العمل ضمن المنتدى العربي الصيني على مسار العلاقات بين الجانبين، فخلال عشرين عامًا، تطورت العلاقات الصينية العربية من مستوى "علاقات الشراكة" التي تم إقرارها عام 2004 إلى "علاقات التعاون الاستراتيجي"، والتي تم التوافق عليها خلال الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى عام 2010، وصولًا إلى مستوى "علاقات الشراكة الاستراتيجية" والتي أقرها الجانبان خلال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري للمنتدى عام 2018
وعلى مستوى العلاقات الثنائية، ارتقت علاقات الصين مع كلا من مصر والجزائر والسعودية والإمارات إلى مستوى علاقات "الشراكة الاستراتيجية الشاملة، فيما جمعتها علاقة شراكة استراتيجية" مع عشر دول عربية وهي: قطر والعراق والأردن والسودان والمغرب وعمان وجيبوتي والكويت وفلسطين وسوريا، إضافة إلى جامعة الدول العربية، كما انضمت 13 دولة عربية إلى مجموعة الأصدقاء المبادرة التنمية العالمية.
واتصالا بهذا، يمثل التعاون العربي الصيني في بناء الحزام والطريق قوة دافعة في مسار تعزيز العلاقات. وبحسب الرئيس الصيني يتشكل نمط التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق وفقًا لصيغة 1+2+3، والتي تتخذ التعاون في مجال الطاقة كقاعدة أساسية (1)، وفي مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين (2)، والمجالات الثلاثة العالية التقنية للطاقة النووية والأقمار الاصطناعية الفضائية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق (3)، بما يحقق في النهاية فوز مشترك للجانبين ويمهد الطريق أمام بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية معًا.
وفي سياق المبادرة، تم تنفيذ أكثر من 200 مشروع في مجالات مختلفة، بما في ذلك الطاقة والبنية التحتية وشبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والفضاء والتكنولوجيا النووية السلمية والطاقة المتجددة والتجارة الإلكترونية، الأمر الذي بدوره حقق استفادة لنحو ملياري نسمة من الجانبين.
وبحسب تقرير الاستثمار في مبادرة الحزام والطريق في الصين لعام 2021، استهدفت معظم استثمارات المبادرة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي عام 2022، بلغت مشاركة مبادرة الحزام والطريق الصينية في الشرق الأوسط حوالي 23% ارتفاعًا من %16.5 في عام 2021. وعلى صعيد العلاقات التجارية، ارتفع حجم التجارة السنوية بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398.1 مليار دولار في عام 2023 بزيادة تقدر بأكثر من عشرة أضعاف.
ومهد التعاون ضمن المنتدى أيضًا الطريق أمام مناقشات عربية صينية بشأن العديد من الصراعات الإقليمية في فلسطين والعراق وليبيا والسودان والصومال وسوريا واليمن، وقد لوحظ مؤخرًا انخراطا صينيًا في جهود السلام والمفاوضات بالمنطقة، والتي توجت بنجاح وساطتها في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، في أبريل 2023.
كما يبرز التعاون العربي الصيني في إطار التكتلات التي تقودها الصين على المستوى الدولي. فبحلول سبتمبر 2023 ارتفع عدد شركاء الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون" من الدول العربية إلى 6 دول هى: مصر وقطر والسعودية والإمارات، والكويت والبحرين. وفي أغسطس 2023 قررت مجموعة "دول البريكس" دعوة كلا من مصر والإمارات والسعودية للانضمام إلى المجموعة.