التوسع فى زراعة البنجر.. طريق مصر للاكتفاء الذاتى من السكر
وضعت الدولة المصرية نصب أعينها خلال السنوات الأخيرة استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة ضمن إطار رؤية مصر 2030، والتي استهدفت الحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة وتحسينها وتنميتها وتحقيق قدر كبير من الأمن الغذائي، وتدعيم القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية في الأسواق المحلية والدولية وزيادة الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة، ما حقق نهضة زراعية غير مسبوقة.
ومن ضمن المحاصيل التي اهتمت بها الدولة خلال الفترة الأخيرة محصول البنجر؛ لتوفير السكر الذي يعد سلعة استراتيجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه، كما عكفت الدولة خلال السنوات الأخيرة على إقامة مجتمعات زراعية جديدة متكاملة تشمل كل الأنشطة المرتبطة، مع توفير فرص عمل منتجة في قطاع الزراعة والأنشطة المرتبطة خاصة للشباب والمرأة وتحسين دخول ومستوى معيشة السكان الزراعيين والريفيين وإدماجهم في كل برامج التمويل الميسرة؛ تحقيقًا للتنمية الاحتوائية والمستدامة.
وقد اتخذت مصر عدة إجراءات لتنمية القطاع الزراعي عن طريق تنفيذ المشروعات القومية الكبرى المرتبطة بالزراعة بمفهومها الواسع، خاصة مشروعات التوسع الأفقي التي استهدفت استصلاح الصحراء لزيادة الرقعة الزراعية بالرغم من أن مسألة استصلاح الصحراء تتكلف مليارات الجنيهات وتحتاج لاستثمارت هائلة، إلا أن الدولة لم تأل جهدًا بهذا المجال، بالإضافة إلى مشروعات توفير المياه من مصادر مختلفة عبر المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعي وتحلية مياه البحر، مع الاتجاه لترشيد استخدام المياه عبر تطبيق نظم الري الحديثة، وأيضًا مشروعات التوسع الرأسي التي استهدفت زيادة الإنتاجية من المحاصيل والمنتجات الزراعية، وتحسين الممارسات الزراعية واستنباط أصناف وهجن تتكيف مع التغيرات المناخية.
ويعد مشروع "توشكى الخير" على سبيل المثال أحد أهم المشروعات القومية بمجال الزراعة، والذي افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي المرحلة الأولى منه عام 2021، وهو المشروع الذي عاد للحياه مرة أخرى بتوجيهات من الرئيس بعد فترة طويلة من التوقف، وذلك ضمن خطة البرنامج الرئاسي لزراعة 4 ملايين فدان.
ويهدف مشروع توشكى إلى التغلب على الفجوة الغذائية، وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالي 500 ألف فدان تصل في المستقبل لمليون فدان، وتعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية؛ ما يساعد في تقليل العجز بالميزان التجاري، وتوفير فرص عمل للشباب، فضلًا عن التشجيع على إعمار وإسكان وتنمية هذه المناطق وتخفيف الضغط البشري على الوادي ودلتا النيل، حيث يحقق المشروع حلم الاقتراب من الاكتفاء الذاتي من القمح بشكل كبير، وبذلك لا نحتاج إلا استيراد أقل من ربع الكمية فقط التي نحتاجها من القمح حاليًا على سبيل المثال.
ومن ضمن المحاصيل التي اهتمت بها الدولة خلال الفترة الأخيرة محصول البنجر لتوفير السكر الذي يعد سلعة استراتيجية، حيث تمكن القطاع الزراعي بالوادي الجديد على سبيل المثال من زراعة نحو 10 آلاف و971 فدانًا، وذلك بعدما أكدت الدراسات البحثية والنتائج الأولية على مدار السنوات الماضية نجاح زراعة بنجر السكر في الواحات.
وفي السياق، أكد مدير معهد المحاصيل السكرية الدكتور أيمن العش، في تصريحات صحفية، أن إجمالي المساحات المنزرعة ببنجر السكر في مصر حاليًا يبلغ حوالي 500 ألف فدان، مشيرًا إلى أن متوسط إنتاج الفدان يتراوح بين 20 و22 طنًا من محصول البنجر.
من جانبهم، أجمع عدد من الخبراء بالمجال الزراعي على أن هناك عدة طرق لتعزيز إنتاج بنجر السكر وتحقيق إنتاج غني بنسبة أعلى من السكر، من خلال اتباع إرشادات زراعية في كل العروات الزراعية، مشيرين إلى أن أفضل العروات الزراعية هي العروة المبكرة، خاصة أن إنتاجها من البنجر عالي السكر مقارنة بالعروات التالية.
وأضافوا أن من خطوات تعزيز إنتاج بنجر السكر، الحصول على تقاوي جيدة من الشركات التي توصي بها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وحرث الأرض الزراعية من مرة إلى ثلاث مرات، وتتم تسويتها بالليزر، وتخطيط الأرض الزراعية 14 خطًا في القصبتين وزراعتها، وإضافة سوبر فوسفات الجير بواقع 6 إلى 8 أجولة للفدان، وزراعة التقاوي، ثم ري التربة حسب طبيعة الأرض، وري الأرض بحسب احتياجها للمياه ومقاومة الحشائش باستمرار.