الرئيس السيسى والإعلام: تكلّم حتى أراك
"الكلمة أمانة.. ووعي الناس أمانة".. تلك الجملة الخاطفة التي قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في عام 2014، وقت أن كان مرشحًا لانتخابات الرئاسة، تعد نافذة للمنطق الذي يتعامل به كقائد دولة تجاه الشعب المصري.
ويرى الرئيس السيسي أن الحديث بشفافية شديدة مع المواطنين، خلال فعاليات الافتتاحات وغيرها من المناسبات، هي الطريقة المثلى، لبناء وطن واعٍ بتحديات مجتمعه، وبإنجازاته أيضًا، فما يحدث على الأرض من مشروعات تعد تجسيدًا لمقولة "أحلام يتم تحقيقها".
ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، دومًا على توجيه رسائل شاملة خلال حضوره أي حدث، لا سيما خلال افتتاحات المشروعات التنموية، والتي تعمل الدولة على تكثيفها بشكل مستمر.
ومن بين أبرز الرسائل التي يداوم عليها الرئيس هي حديثه عن "دور الإعلام" كونه ناقل المعلومة بكل الوسائل المتاحة، سواء مقروءة أو مسموعة أو مرئية، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين الدولة والمواطن البسيط، ومن ثم، فإن دور الإعلام هنا أعمق من تغطية حادث الافتتاحات، بل إنه- وبالنسبة للرئيس أيضًا- شريك في أن يوفر للمواطن "حق المعرفة" بأهمية وضرورة وجدوى تلك المشروعات، وتأثيرها المباشر عليه.
ويعد حديث الرئيس عن أهمية دور الإعلام رسالة ثقة جديدة في كونه الوسيلة الأكثر تأثيرًا في جعل المشروعات "تنطق" ليس فقط بتوضيح كل محور من المشروعات التي تجريها الدولة للمواطن، بل بالأحرى "نقل المواطن" إلى نتائج تلك المشروعات على الأرض، من خلال نقل الصورة إليه كما جرت على الأرض، كيف كنا، وأين نحن الآن، وإلى أين نطمح؟.
ولعل تلك الرسالة، الحديثة في توقيتها والمعتادة في حديث الرئيس، هي مرحلة جديدة في دور الإعلام، وتعاون الحكومة معه، في أن يصل كل مواطن إلى "حق معرفته" بما يحدث على أرض وطنه.
ومن بين الرسائل الأخرى، كان اهتمام الرئيس بأن يكون الشباب تحديدًا على دراية، بل ووعي، بما ينتظرهم من مستقبل عبر تلك المشروعات القومية، حيث تحدث عن أهمية تنظيم رحلات لشباب الجامعات من أجل أن يشاهدوا ما حدث على أرض الواقع.
وتظهر الرسائل المشتركة التي يوجهها الرئيس للإعلام والشباب، الدور المتكامل الذي يجب أن يتطور بين الإعلام والحكومة من جهة، والإعلام والمواطن من جهة أخرى، وترجمة ذلك على أرض الواقع يستحق الثقة التي يضعها الرئيس في دور "الناقل الوسيط".