زعزعة الاستقرار.. هل تواجه ايران اضطرابًا عقب وفاة رئيسى؟
سلطت صحيفة آسيا تايمز، الضوء على الشئون الداخلية في ايران التي تشهد حالة من زعزعة الاستقرار عقب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وحادث تحطم الطائرة، لافتة إلى أن الوفاة المفاجئة تفتح فراغًا في السلطة وسط تحديات محلية وإقليمية ودولية كبيرة.
وحدثت وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر هذا الأسبوع خلال إحدى الفترات الأكثر صعوبة التي مرت بها إيران.
شخصية بارزة في النخبة السياسية الإيرانية
كان رئيسي، وهو شخصية بارزة في النخبة السياسية، يتمتع بنفوذ كبير على السياسات الداخلية لإيران، وكان أيضًا محوريًا في تحركات إيران الأخيرة لتحسين العلاقات مع منافسيها في المنطقة.
وكانت حكومة رئيسي محافظة للغاية، وكانت على علاقة وثيقة بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ولم تكن هناك أي صراعات أو خلافات تقريبًا بين الجانبين، وهو ما يتناقض مع الحكومات السابقة، التي كان معظمها على مسافة أو توتر مع المرشد الإيراني.
ويعتبر رئيسي أيضًا أحد أبرز المرشحين لخلافة خامنئي البالغ من العمر 85 عامًا والذي يشغل منصب المرشد الأعلى منذ 35 عامًا، كما أن نفوذه الواسع داخل الدوائر المحافظة في البلاد جعله شخصية مهمة في تشكيل مستقبل القيادة الإيرانية.
لكن وفاته التي جاءت قبل عام من انتهاء ولايته الثانية، جاءت وسط تحديات محلية وإقليمية ودولية.
ولا تزال إيران تخضع لعقوبات صارمة فرضتها الولايات المتحدة بسبب برنامجها النووي، والتي تسببت في أضرار جسيمة للاقتصاد وكان لها تأثير عميق على حياة الناس.
وكانت هناك احتجاجات محلية في أجزاء مختلفة من البلاد أيضًا، معظمها بسبب الأزمة الاقتصادية وبعض السياسات الداخلية للحكومة.
وعلاوة على ذلك، شهدت الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر مارس من هذا العام واحدة من أدنى معدلات إقبال الناخبين في تاريخ البلاد، ونتيجة لذلك، فإن إجراء انتخابات جديدة، والتي سيتم التفويض بها في غضون 50 يومًا من وفاة رئيسي، يشكل تحديًا كبيرًا للنظام في وقت حيث شرعيته العامة في أدنى مستوياتها.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن التصعيد الأخير في حرب الظل المستمرة مع إسرائيل قد أثار مخاوف أمنية خطيرة وأدى إلى ظهور مجموعة من نظريات المؤامرة، حيث اكتسبت الشائعات زخمًا لدى الجمهور تشير إلى أن تحطم مروحية الرئيس كان نتيجة لحرب إلكترونية أو هجوم بطائرة بدون طيار أو حتى هجوم بري من قبل إسرائيل.
ولكن على الرغم من هذه التحديات، فمن غير المرجح أن يؤثر نقل السلطة بشكل كبير على استقرار البلاد بسبب طبيعة ديناميكيات السلطة في إيران، ويتكون النظام السياسي الإيراني من دوائر متعددة مترابطة بتوجيه من المرشد الأعلى، ولن تؤدي خسارة لاعب رئيسي واحد إلى حدوث اضطراب كبير، عندما يكون هناك العديد من اللاعبين الآخرين المستعدين لملء الفراغ.
ويتولى نائب الرئيس محمد مخبر مهام الرئيس بالنيابة لحين إجراء انتخابات جديدة. ومن المتوقع أن تختار الدائرة المحافظة الداخلية القريبة من المرشد الأعلى مرشحها المفضل للانتخابات، بهدف تحقيق انتقال سلس مع الحد الأدنى من التحديات.
ومع ذلك، يشير التحليل التاريخي للقيادة في إيران إلى وجود نمط متكرر من تحول السلطة بين المحافظين والإصلاحيين، مما يخلق شعورًا بالتوازن في السياسة الإيرانية ويعزز الشرعية العامة للنظام.
وبالتالي، على الرغم من أن خليفة رئيسي سيتم ترشيحه ودعمه من قبل دائرة داخلية محافظة، فإنه قد يجسد إلى حد ما موقفًا معتدلًا، وشخصيات مثل رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، أو رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، وكلاهما من المحافظين المعتدلين، تنطبق عليهما هذا الوصف.