"كاليدونيا الجديدة" توجه ضربة لطموحات ماكرون فى استعادة نفوذ فرنسا
وجهت أعمال الشغب الدامية التي تجتاح مدينة كاليدونيا الجديدة الفرنسية ضربة لطموحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لاستعادة نفوذ فرنسا كقوة عالمية منذ انتخابه لأول مرة في عام 2017.
وحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نشرته اليوم الخميس، فإن ماكرون وصل إلى كاليدونيا الجديدة في وقت مبكر من اليوم، والتقى مسئولين محليين ورجال أعمال لبحث سبل إنهاء الأزمة التي أثارت تساؤلات حول نفوذ فرنسا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأضافت أن الرئيس الفرنسي تعهد باستعادة النظام في كاليدونيا الجديدة، في مستهل جولة خاطفة إلى الأراضي الفرنسية التي تجتاحها أعمال شغب دامية منذ أكثر من أسبوع.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن كاليدونيا الجديدة تحظى بأهمية مركزية في استراتيجية ماكرون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فضلا عن قدرة فرنسا على مواجهة التوسع الصيني في المنطقة، موضحة أن هذا الأرخبيل الفرنسي يسمح كذلك لفرنسا بالحفاظ على ثاني أكبر منطقة اقتصادية خالصة في العالم، بعد الولايات المتحدة.
وأفادت الصحيفة- نقلا عن بيانات غرفة التجارة والصناعة في كاليدونيا الجديدة- بأن أعمال العنف وإضرام المتظاهرين النار في المباني العامة ونهب المتاجر وإغلاق الطرق تسببت في أضرار تقدر بنحو مليار يورو، أي ما يعادل 1.08 مليار دولار، ولقي ستة أشخاص حتفهم في أعمال العنف.
وقال مسئولون محليون في كاليدونيا الجديدة إن هجوما إلكترونيا قصير الأمد استهدف قطع الإنترنت في الأرخبيل.
ووفقا لـ"وول ستريت جورنال"، يسير ماكرون الآن باتجاه حقل ألغام سياسي، حيث تنتشر التوترات بين الجماعات المناهضة للاستقلال والمؤيدة للاستقلال في الأرخبيل الفرنسي.. وتحظى زيارته بمتابعة عن كثب في باريس، حيث يطالب المعارضون بضبط الأوضاع لتصبح تحت السيطرة بطريقة أو بأخرى، فيما يستعد الحلفاء للتداعيات مع اقتراب موعد انتخابات البرلمان الأوروبي.
واندلعت أعمال الشغب بسبب الجهود المبذولة في باريس والرامية إلى تمرير تشريع من شأنه أن يوسع حقوق التصويت في الانتخابات المحلية لجميع المواطنين الذين يقيمون في كاليدونيا الجديدة منذ 10 سنوات، وهو أمر يقول المعارضون إنه قد يفضي إلى إضعاف نفوذ سكان الكاناك الأصليين، الذين يشكلون حوالي 40% من سكان الإقليم والبالغ عددهم حوالي 300 ألف نسمة.