آدم حنين.. فنان حاور الحجر وتعلم الحرية فى تناول خاماته
منذ أن التحق بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة وبعد تخرجه في عام 1953، سافر إلى الصعيد وقضى أشهرًا عديدةً في مرسم الأقصر، وفي عام 1957، نال منحة دراسية لمدة سنتين لمتابعة تحصيله في أكاديمية الفنون الجميلة في ميونخ ألمانيا؛ ومن ثم سافر إلى باريس عام 1972 وهو يقترب من الأربعين فى فترة كانت تشهد غليان وفوران في معظم أنحاء الوطن العربي وأوروبا.. إنه الرسام والنحات آدم حِنِين (31 مارس 1929 - 22 مايو 2020).
آدم حنين فى فرنسا.. تعلمت الحرية فى تناول الخامات
أضافت تجربة باريس التي قضي فيها آدم حنين عشرين عاما الكثير لخبراته الفنية؛ حيث أطلع على تجارب الكثير من الفنانين العالميين الرواد والمعاصرين، وأهم ما تعلمه من باريس هو الحرية.. الحرية في تناول الخامات وإمكانية العمل بأى خامة في اى موضوع بحسب ما صرح به في حديثه للكاتب خالد عبد المغني الصحفي بمجلة "الفنون" عام 2002.
عاد "حنين" إلى مصر سنة 1996، وقد أصبح فنانًا معروفًا على المستوى الدولي، وأقام مسكنه ومحترفه في منزل من الطوب الطيني في قرية الحرانية. عمل من سنة 1989 إلى 1998 مع وزارة الثقافة في ترميم تمثال أبي الهول في الجيزة. وفي 1996، أسس سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت.
آدم حنين وتجربة تأسيس سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت
وعن تجربة سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت يقول "حنين" لـ"فنون":" أنا شخصيا كنت أود أن أشتغل على الحجر عندما كنت أدرس في الكلية. ولكنني لم أستطع، ولم أجد من يدلني على الطريق ويعدني الإعداد الصحيح وظلت عندي عقدة النحت والحجر الفرعوني ولم أستطع أن أمارس هذا الحلم. ولكن تحقق الحلم في باريس حيث وجدت الخامات ووجدت الناس الذين يعطون، ثم ذهبت إلى إيطاليا واشتركت في سمبوزيوم بورتو في يوغوسلافيا عام ۱۹۷۷. وكانت تجربة مهمة بالنسبة إلي، لأنني قابلت نحاتين نعمل معا في أماكن مختلفة، ويتعلم بعضنا من الآخر أشياء كثيرة. لقد كانت تجربة ثرية استمرت شهرا تقريبا وهناك تعلمت الصنعة والتكنيك الخاص بهذا الفن. كنت مبهورا بهذه التجربة وكان الفنان فاروق حسني يدير آنذاك المركز الثقافي في باريس، وكنا نتقابل دائما ونتحدث عن أمور فنية كثيرة. وتحدثنا عن السمبوزيوم وأصبحنا نحلم بأن يكون في مصر، وبأننا لا بد من أن نعيد فن نحت الحجر، إلى أن جاء فاروق حسني وزيرا للثقافة وقال لي: فلتات لتحقق حلمنا، وتحقق الحلم بعد تسعة عشر عاما في تجربة سمبوزيوم أسوان عام ١٩٩٦، والآن أصبح لدينا حوالي عشرين فنانا من الشباب ينحتون الجرانيت وأحجارا أخرى صلبة، وبأحجام كبيرة، وهو أمريسعدني كثيرا”.