صحيفة عبرية: غطرسة نتنياهو تضع العلاقات بين مصر وإسرائيل على حافة الهاوية
قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن غطرسة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإصراره على تجاهل التحذيرات الدولية والإقليمية فيما يتعلق باقتحام رفح، تسببت في زيادة حدة الخلاف مع مصر، وتضعها على حافة الهاوية، فالقاهرة انضمت إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، بل وألمحت إلى أنها قد تنسحب من اتفاقيات كامب ديفيد التي تم التوقيع عليها قبل 45 عامًا.
وأضافت الصحيفة أنه خلال الأشهر القليلة الأولى من الحرب في غزة، بدا أن القاهرة، التي كانت تشعر بالقلق إزاء الوضع في القطاع، كانت ترى فرصة للتغيير، وبدأت من اللحظات الأولى للحرب في تكثيف جهودها لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية للقطاع.
مصر قادت جهود وساطة كبرى لإيقاف آلة الحرب
وأشارت إلى أن مصر تعاونت مع الأردن والمملكة العربية السعودية في كل ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وقادت جهود وساطة كبرى لإيقاف آلة الحرب.
وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من الجهود المصرية، فإن الطريق المسدود الحالي في العلاقات، والذي نتج عن السياسة الفاشلة التي ينتهجها نتنياهو، والتي يرفض من خلالها اتخاذ أي قرارات بشأن مستقبل غزة، أثار غضب مصر بقوة.
مصر ترفض دخول الاحتلال رفح ومخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
ولفتت الصحيفة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح يُنظر إليها على أنها حجر الزاوية في العلاقات مع إسرائيل وفي الحرب، حيث رفضت القيادة المصرية كل سيناريوهات الاجتياح البري للمدينة الجنوبية، التي كانت تضم أكثر من مليون نازح فلسطيني بخلاف السكان الأصليين.
وأضافت أن مصر شددت كثيرًا أيضًا على رفضها محاولات نتنياهو وحكومته تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، مؤكدة أن مثل هذا المخطط يفرغ القضية الفلسطينية من جوهرها.
غطرسة نتنياهو وافتقاره إلى الدبلوماسية تؤدي إلى اتساع الفجوة بين البلدين
وأفادت بأن غطرسة نتنياهو وافتقاره إلى الدبلوماسية تؤدي إلى اتساع الفجوة بين البلدين، فقبل بضعة أشهر، أفادت تقارير بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي يرفض التواصل أو تلقي مكالمات نتنياهو، ويبدو أن الوضع قد تفاقم من هناك، علمًا بأن مصر لم تتخل عن دورها كوسيط حتى في ظل الانتفاضة الثانية، حيث حافظ رئيس وزراء الاحتلال السابق آرييل شارون على اتصالاته مع الرئيس السابق محمد حسني مبارك، لبحث خارطة الطريق وحل الأزمة.
وتابعت أن نتنياهو ليس "شارون"، فهو يرفض تمامًا مناقشة أي خارطة طريق من شأنها إنهاء هذه الحرب، فهو عضو في حكومة متطرفة مهووسة بإشعال المعارك والصراعات، واليوم يدفع نتنياهو ثمن هذه الغطرسة بخسارة مصر كوسيط رئيسي معتدل وتاريخي، والتي حافظت على اتفاق السلام مع إسرائيل لمدة 45 عامًا، شهدت خلالها عدة حروب في غزة بالإضافة إلى الانتفاضة الفلسطينية.