قاتل صامت.. "النفايات" فى قطاع غزة تنذر بكارثة صحية
مأساة جديدة تضاف إلى قطاع غزة الذي يعاني الحصار والجوع منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن، نتيجة العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدفت فيه المدنيين وخلفت آلاف من الشهداء والجرحى.
إنها "النفايات"، التي أصبحت تتراكم في كل مكان وتنذر بكارثة صحية وشيكة، نتيجة المساهمة في انتشار الأمراض، لا سيما التنفسية والجلدية، إلى جانب الأزمات الصحية والبيئية وانتشار الحشرات والبعوض وتفشي الأمراض المعدية.
خطورة تراكم النفايات
واتساقًا مع ذلك، أكد تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان، أن مخاطر النفايات الصلبة تتفاقم في القطاع بسبب سوء إدارتها نتيجة لمكبّات النفايات أو محطات ترحيلها أو نقاط تجمّعها، سواء كانت مخاطر بيئية أو صحية، ومنها خطر اشتعالها وحدوث حرائق، إضافة إلى التسبّب بأزمات صحية للسكان.
ويرجع التقرير تدهور واقع إدارة النفايات الصلبة بغزة، وما ينتج عنه من آثار بيئية وصحية لمكبات النفايات لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، التي تعيق نقل النفايات وتستهدف البنى التحتية والآليات الخاصة بالبلديات، كما وتمنع وصول الوقود للمؤسسات البيئة، ما أدى لتكدس النفايات وانتشار الحشرات والأمراض والأوبئة.
هاني جودة: النفايات تنذر بكارثة صحية وشيكة
هاني جودة، رئيس شبكة مناصري لاجئي فلسطين، يوضح أن قطاع غزة الأن يعاني من أكوام طويلة وهائلة من النفايات المكدسة في الشوارع ومراكز الإيواء وبين أزقة مخيمات غزة الثمانية وفي قلب المدن والبلدات والأحياء.
ويقول لـ"الدستور": كما أن هناك مئات الآلاف من أطنان الركام الخرساني والمخلفات الحربية الخطرة على الصحة، مبينًا أن هناك بركا ومستنقعات من مياه الصرف الصحي تتجمع في الطرقات في محافظات قطاع غزة كافة، حيث أصبحت الحياة الآدمية في أسوأ أوضاعها في قطاع غزة.
يوضح أن النفايات تتراكم في الوقت الذي يعاني فيه القطاع من نقص حاد في المياه الصالحة للاستخدام، لا سيما في المحافظات الوسطى والجنوب من قطاع غزة؛ مما أدى إلى انتشار الحشرات والزواحف والقوارض والبعوض والأوبئة والأمراض.
ويصف "جودة" ذلك بأنه كارثة صحية كبيرة تهدد سكان قطاع غزة، لأن المياه الملوثة ستؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض بين السكان ومع قدوم فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة سيفاقم من الأوضاع الصحية لذوي الأمراض المزمنة والجلدية.
وفق أحدث إحصائية فلسطينية، أكثر من مليون نازح فلسطيني أصيبوا بأمراض معدية نتيجة النزوح، وتم رصد 20 ألف حالة عدوى التهاب الكبد الوبائي الفيروسي، فيما تقف المنظومة الصحية عاجزة أمام تلك الأرقام.
رئيس شبكة مناصري لاجئي فلسطين: القمامة اختلطت بالجثث
يوضح رئيس شبكة مناصري لاجئي فلسطين، أن المكرهة الصحية تتزايد بها النفايات ولا يتم الترحيل بشكل يومي: شوارع غزة والشمال تفيض بالمجاري والصلب الذي يصعب إزالته، وتحت الأنقاض جثث متحللة تداخلت مع القمامة بأكثر من 8500 جثة.
ويشير إلى أن هذه المشكلة الإنسانية تستدعي دخول آليات كبيرة وجرافات، في الوقت الذي لا تعمل فيه الآليات والجرافات داخل غزة لا تعمل وتم إعطالها، فلا بد من تمكين الحكومة الفلسطينية الجديدة وكذلك مؤسسة الأونروا من إزالة النفايات لأن ذلك هو الحل الوحيد لمعالجة مشكلات القطاع البيئية والإنسانية.
وتؤدي تلك الأوضاع المأساوية في غزة إلى انتشار حالات سوء التغذية وأمراض المجاعة المرافقة لها لدى اللاجئين في مراكز الإيواء، ويظهر ذلك جليًاعلى الكبار والصغار خصوصًا في مدينة غزة والشمال التي تعاني من النفايات.
وبحسب الأونروا فإن مليونًا و900 ألف من سكان قطاع غزة نزحوا من منازلهم منذ 7 أكتوبر، ويعانون من التلوث انعدام الأمن الغذائي، وأن مئات الآلاف منهم باتوا بلا مأوى.