معارك ضارية فى "مخيم جباليا".. حرب الاستنزاف بين صمود المقاومة وغباء الاحتلال
قدم مخيم جباليا درسًا في الصمود والمقاومة خلال الأيام القليلة الماضية، من خلال اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة بين فصائل فلسطينية وقوات الاحتلال في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ورغم ذلك تمسك سكانها بالبقاء في منازلهم، لآخر وقت ممكن، في ظل ضراوة الحرب، وهو ما أكدة مراسل "القاهرة الإخبارية"، يوسف أبوكويك، قائلًا: "إن جغرافية جباليا تتميز بأن منازلها ضيقة وقريبة بعضها لبعض ومكتظة بالمواطنين، وهذه سمة ميزت شمال قطاع غزة وعلى وجه الخصوص مخيم جباليا بأنه المنطقة الأقل نزوحًا ورفض الفلسطينيون في مخيم جباليا أن يغادروا منطقة الشمال منذ الـ28 من أكتوبر حينما بدأ الاحتلال عملياته البرية في قطاع غزة، لذلك حينما نشير إلى محافظتي غزة وشمال القطاع، فإن أكثر من تبقوا في هذه المحافظة هم في مخيم جباليا على وجه الخصوص".
قلة أعداد المغادرين للمخيم تزامنت مع الوقت الذي أعلنت فيه سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإٍسلامي، أمس الجمعة، عن استهداف قناص تابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا، قائلة: "قمنا بقنص قناص صهيوني في شارع أبوالعيش في محور التقدم مخيم جباليا شمال القطاع، ونؤكد إصابته بشكل مباشر".
سرايا القدس
كما نشرت سرايا القدس مشاهد من قذائف الهاون التي دكت بها جنود وآليات العدو المتوغلة شرق مدينة رفح.
وفي وقت سابق، أيضًا، أعلنت سرايا القدس عن استهداف تجمع لجنود الاحتلال شرق مخيم جباليا في قطاع غزة، في منشور لها عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "تمكن مجاهدونا من استهداف تجمع لجنود العدو بقذيفة (TBG) مضادة للأفراد في محور التقدم شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة".
وتابعت سرايا القدس: "قصفنا بوابل من قذائف الهاون النظامي (عيار 60) تجمعًا لآليات العدو وقوة صهيونية راجلة قرب معمل الدغل على جبل الكاشف شرق مدينة جباليا".
كتائب القسام
كما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الجمعة، عن استهداف ناقلة جنود بقذيفة الياسين 105 في جباليا شمال قطاع غزة.
وقالت كتائب القسام في منشور لها عبر موقع التواصل الاجتماعي إكس، "تمكنت قوات القـسام من قطع خط إمداد العدو شرق معسكر جباليا شمال القطاع بعد أن استهدفوا فيه ناقلة جنود بقذيفة الياسين 105".
وتابعت، "أمطروا مجموعة من جنود العدو بالرصاص برشاش من نوع "BKC" وأوقعوهم بين قتيل وجريح وأجبروا العدو على تغيير خط الإمداد لقواته المتوغلة عدة مرات"، وفقًا لما نقله المركز الفلسطيني للإعلام.
حرب استنزاف طويلة الأمد
استبسال المقاومة وصمودها يأتي تطبيقًا لما أعلنه أبوعبيدة، المتحدث الرسمي باسم حركة حماس، بأن منطقة "جباليا" مستعدة لحرب استنزاف طويلة الأمد مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، متمسكًا بالقتال لآخر رجل في قوات المقاومة، حسبما قال "أبوعبيدة" في بيان له أذاعته قناة الغد، مساء أمس الجمعة، في نبأ عاجل لها.
وأكد يوسف أبوكويك مراسل "القاهرة الإخبارية"، أن محاولة فرض الاحتلال وبسط سيطرة أمنية توفر هدوءًا سواء للآلياته أو جنوده الذين يتمركزون في مواقع عسكرية التي أقامها الجيش ما زال مفقودًا بدلالة المشاهد المصورة التي تبثها المقاومة الفلسطينية في فترات متباينة، والتي تشير إلى استهداف منطقة نتساريم بقذائف الهاون، وواضح جدًا أن المقاومة تصر كما قال الناطقون العسكريون باسمها على أنها مستعدة لحرب استنزاف طويلة الأمد إذا ما أراد الاحتلال الإسرائيلي البقاء عسكريًا في محاور مختلفة سواء في نتساريم أو محاور أخرى تشهد اليوم عمليات برية، وهنا ربما المقصود في منطقة رفح والحديث الإسرائيلي الذي طال عن بسط السيطرة على محور فيلادلفيا بزعم منع عمليات تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة خاصة عبر هذا المحور الجنوبي.
وتأتي تحركات "حماس" و"سرايا القدس" في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال شن غاراته العنيفة مخيم جباليا الواقع شمال قطاع غزة، حيث أُصيب 13 شخصًا جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين قرب مدارس "أونروا" في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية".