أسباب التصعيد الأوروبى ضد إسرائيل ومستقبل العلاقات؟.. "خاص"
في أول خطاب شديد اللهجة هدد الاتحاد الأوروبي، إسرائيل منذ اندلاع الحرب الوحشية في قطاع غزة مع استمرار الاحتلال في غلق المعبر الحدودي والتوغل البري العسكري في مدينة رفح الفلسطينية الحدودية.
ودعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى الإنهاء الفوري لعمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قائلا أمس الأول الأربعاء، إن العملية تعطل عمليات المساعدات الإنسانية وتجلب المزيد من النزوح والمجاعة والمعاناة الإنسانية.
التصعيد الأوروبي ضد إسرائيل ومستقبل العلاقات
قال المحلل السياسي الفلسطيني عادل الزعنون، إن استمرار الحرب بشكلها الدموي والتدميري، وما أحدثته من نتائج كارثية لا مثيل لها على مدى عقود، خصوصًا ما يتعلق بالأعداد الكبيرة للضحايا من المدنيين خصوصا الأطفال ومن كل الفئات بما فيهم أكثر من مئة وأربعين صحفيًا وأكثر من مئاة أكاديمي ومتخصص كل هذا دفع لمزيد من التضامن الإنساني في أوروبا والتوجه نحو إجراءات تعتبر جريئة ومتقدمة جدا، تلي هذا الصعيد في العلاقة بين الدول الأوروبية وإسرائيل، وإذ اهتزت صورة الدولة التي كانت تمثل بالنسبة لأوروبا أنها ديمقراطية وذات حداثة ملفتة تجذب نحوها، فالصورة اهتزت وأخذت منحنى مختلفا جدا.
وأضاف الزعنون في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، ضاعف الانتقاد حد الإدانة العلنية لإسرائيل والمطالبة العلنية بوقف الحرب بكل تفاصيلها الصعبة والقاسية ضد المدنيين، وعمليات النزوح والتهجير والتجويع والدمار الذي أصاب كل شيء خصوصا العملية العسكرية في رفح، والتي بدأتها إسرائيل رغم كل التحذيرات والنداءات لوقفها حماية للمدنيين وتفاديا لكوارث إنسانية أكبر، كل ذلك أظهر مواقف لم تعهدها إسرائيل من قبل، وبالتأكيد استمرارية الحرب بهذه الدموية واجتياح رفح قد يدفع جهات أوروبية معينة لمواقف أكثر جرأة لزيادة الضغط على إسرائيل لكن على مستوى الأوروبي الرسمي، ربما من المبكر الحديث عن إجراءات عقابية.
نتنياهو يريد تدمير حل الدولتين
وبدوره، قال الباحث السياسي الفلسطيني عبدالمهدي مطاوع إن الضغط الأوروبي على إسرائيل ليس وليد اللحظة، فهو مستمر منذ عدة سنوات، لأن الاتحاد الأوروبي أو غالبية الدول الأوروبية ترى أن نتنياهو يريد تدمير حل الدولتين، ومن وجهة نظر أوروبا أن هذا سيؤثر على استقرار المنطقة، وبالتالي سيعيد مرة أخرى الأزمات إلى المنطقة ويهدد مصالح.
وأضاف مطاوع في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن هذا يعني الإجراءات الأوروبية ممكن أن تأخذ شكلين مهمين، أولًا الاعتراف بفلسطين دولة وهذا أمر مهم جدًا، الأمر الثاني يتعلق بالجزء الاقتصادي بمعنى أن هناك مصالح اقتصادية كبيرة وشريكا تجاريا لإسرائيل هي أوروبا، الاتحاد الأوروبي من الممكن جدًا اتخاذ إجراءات إقتصادية، كما أنه من الممكن جدًا أن تؤثر بشكل كبير على إسرائيل، الأمر الآخر هو الاعتراف بالدولة أنه لاحظنا في آخر تصويت الأمم المتحدة أن عددا كبيرا من الدول الأوروبية وخصوصا الموجود في مجلس الأمن قد مرروا القرار.
حرج الأوروبيين نتيجة دعمهم منذ الأيام الأولى للحرب للاحتلال الإسرائيلي
من جانبه، قال أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، يشعر الأوروبيون بحرج نتيجة دعمهم منذ الأيام الأولى للحرب للاحتلال الإسرائيلي والدفاع عنه، لكنهم مع الوقت اتضح إجرام الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، فأصبح هذا يمثل حرجا كبيرا جدا للأوروبيين، وحتى الآن هناك حديث من الأوروبيين همهمات.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن بعض الدول الأوروبية قررت أن تحسم أمرها مثل إسبانيا، إيرلندا، ومالطا وسلوفي وسلوفيكيا وسلوفانيا عفوا وسلوفينيا، كما أن هذه الدول التي قررت أن تعترف بالدولة الفلسطينية قريبًا، ولهذا ترتيبات أخرى، موقف فرنسا تغير بعد أن اكتشفه، طبعًا جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وهناك تباعا تحرك الشارع في أوروبا والذي بالتأكيد كان له تأثير كبير جدا على الموقف السياسي، قد يكون المواقف الحقيقية حتى لا لم تبرز بشكل واضح.
وأوضح أن تأثير على صناع القرار في دول مثل بريطانيا، على سبيل المثال، وكندا، وأستراليا وغيرها من هذه الدول، ولكن نحن نعلم أن عملية التعمية للوصول إلى الإعلام إلى الشارع الأوروبي بائت الفشل، وبالتالي كان هناك بالتأكيد تحريك في الشارع الأوروبي ضد حكوماتهم التي دعمت الاحتلال بشكل مطلق، واليوم الأوروبيين يتحدثون عن حالة دولتين لكنهم يدركون أنها لا يوجد شريك إسرائيلي يؤمن بالسلام، وهناك تطرف في إسرائيل بشكل كامل، وبالتالي يتحدثون عن ضرورة دعم عملية السلام والوصول إلى هذه الحرب.
وتابع الرقب، أن الاحتلال يحرض بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو دعم أو الحديث عن قيام عن مؤتمر السلام أو الحديث عن دعم أوروبي لقيام الدولة الفلسطينية هذا دعم للإرهاب وهو حقيقة الأمر، هذا تهرب من قبل الاحتلال بأي التزام، لذلك من المطلوب من الأوروبيين أن يمارسوا ضغطا حقيقيا.
وقال إن العلاقات الدبلوماسية التي لازالت مستمرة بين الأوروبيين والاحتلال الإسرائيلي، وكذلك دعم المشاريع الاقتصادية لا زالت قائمة التعاون العسكري لايزال قائما يعني لا شيء، كما أنه بصراحة إجرائي اتخذ على الأرض، وهذا منوط بإجراءات تقوم بها هذه الحكومات للضغط على حكومة اليمين المتطرف، يمكن اليوم من الغريب منذ 7 شهور ما يزيد الاقتصاد الإسرائيلي لا زال صامدا لم ينهار، وهذا له دلالات كبيرة، أن الدعم اللا متناهي للاحتلال صلب اقتصاده ولم يتأثر، برغم أن الخسارة تقدر بـ200,000,000 دولار يوميا أي مقارب 6,000,000,000 دولار شهريًا.