طارق فهمى: وجود الرئيس السيسى فى القمة العربية يكسبها حضورًا وأهمية كبيرة
العالم العربي اليوم على موعد بدء انطلاق فعاليات القمة العربية ٢٠٢٤ التي تعقد لأول مرة في البحرين، وذلك بعد عقد القادة والزعماء العرب اجتماعا تشاوريا قبل بداية الانعقاد.
ومن المقرر أن تناقش القمة العربية ٣٣ عددا من القضايا المهمة، على رأسها القضية الفلسطينية، وكذلك القمة العربية- الصينية الثانية، ودعم الدكتور خالد العناني مرشح مصر لمنصب مدير عام منظمة التربية والعلوم والثقافة باليونيسكو، ومتابعة تفاعلات الجانب العربي مع قضايا تغير المناخ ومكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي وكذلك تطوير المنظومة العربية، فى هذا إلى جانب ٤ قضايا مهمة أخرى حول المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا والاختفاء بيوم شهيد الصحة والاستراتيجية العربية للأمن المائي بالمنطقة وتقرير الأمين العام حول العمل الاجتماعي والاقتصادي التنموي العربي المشترك وبندا عن مجلس وزراء الأمن الشيباني العربي.
قال الدكتور طارق فهمي، المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، إن القمة العربية بالبحرين ليست قمة استثنائية ولكنها قمة دورية بتعقد في التوقيت مع حضور القادة العرب وحضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، سيكسب هذه القمة حضورًا وأهمية كبيرة في العديد من القضايا.
وأضاف الدكتور طارق فهمي، في تصريحات خاصة لموقع “الدستور”، أن من أبرز القضايا التي يتناول الحديث عنها في القمة العربية بالبحرين، هي القضية الفلسطينية وستكون لها الأولوية، وفي هذه القمة ليست بمن حضر ولكن بطرح الرؤى والقضايا الجديدة في ظل التحديات والمخاطر التي يواجهها النظام الإقليمي العربي، وحرص القضاة العرب على أن تكون هناك مواقف عربية واحدة تقف في مواجهة العدوان الإسرائيلي ودول الجوار الإقليمي، خاصة في تركيا وإيران.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن القمة العربية ٢٠٢٤ بالمنامة تجرى في ظل ظروف صعبة للغاية ليس فقط بسبب غزة، ولكن أيضا بسبب التحديات الإقليمية التي تواجه النظام الإسلامي العربي ومحاولة تغييره بنظام شرق أوسطي، وهذا أولا، مضيفا أن هناك أيضا ارتدادات لحرب غزة شملت الخليج، سواء كان بفعل إيران والميليشيات الحوثية، أو إيران وحماس، أو إيران والجهاد، أو إيران والحشد الشعبي، وهذا يعني أن القمة العربية ٣٣ مطالبة بوضع استراتيجية مواجهة أو مجابهة لما يمكن أن يتم في هذا السياق.
قمة استثنائية ولكنها دورية
وأردف (فهمي): في كل الأحوال هذه قمة استثنائية ولكنها دورية، فانعقاد القمة في حد ذاتها ليس رسميا ولكن دوريا، وهو ما يعني دورية الانعقاد في توقيت يبعث برسائل مهمة للعالم العربي والخارج، بأن هناك مواقف عربية وتحفظا عربيا على ضرورة أن تكون هناك توازنات رئيسة مرتبطة بطبيعة الحال بما هو جار، مشيرا إلى أن القمة أيضا ستبعث بالرسائل للقوى الغربية والولايات المتحدة، مفاداها "إذا عدتم عدنا" وهو ما يعنى أن الولايات المتحدة عليها أن تراجع مجمل علاقتها السياسية والاستراتيجية والأمنية مع الدول العربية، خاصة في ملف غزة والقضية الفلسطينية.
واستكمل حديثه قائلا: القمة العربية ٣٣ التي بدأ انعقادها اليوم ستهتم كذلك بالبحث في الملفات العربية الأخرى مثل الملف الليبي والملف السوداني وأمن الخليج وما يجري في دول البحر الأحمر، حيث القلق الكبير على الممرات العربية المائية، سواء في الخليج أو في مضيق باب المندب أو في قناة السويس، وجميعها أمور مرتبطة ببعضها البعض.
وأكد أن انعقاد القمة ٣٣ له العديد من الدلالات كالتأكيد على الحرص العربي من قادة وزعماء الدول العربية على حضورها الجامعة العربية، ومن المفترض أن تؤدي نتيجة هذه القمة إلى تشاورات جديدة لاعتبارات متعلقة بوضع البحرين التي أقامت سلام مع إسرائيل ثم قامت بتحجيم العلاقات معها في ظل الحرب على غزة.
تابع أستاذ العلاقات الدولية حديثه لـ"الدستور" قائلا: “حضور مصر في القمة ٣٣ بالمنامة أعطى للقمة زخما كبيرا لأن مصر هي الطرف الرئيسي في محاولا حل الأزمة الفلسطينية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤكد أهمية القمة ومن الضروري أن تخرج القمة ببيان ختامي متوازن للقضايا الثماني التي ستناقشها”.
وأشاد (فهمي) بطبيعة العلاقات الطيبة بين مصر والبحرين على مر التاريخ، مؤكدا حرص الجانب المصري الدائم على المحافظة على هذه العلاقات.