فى ذكرى النكبة.. محلل فلسطينى: الإدارة الأمريكية تمارس تناقضًا تجاه قضيتنا
قال المحلل السياسي الفلسطيني، يحيى قاعود، إن التصريحات الدولية والمواقف الإعلامية من قبل الإدارة الأمريكية، تظهر تحجيمًا وتشويهًا للجهود الفلسطينية، وتجاهلًا للقضايا الأساسية، مثل الاحتلال والمعاناة اليومية التي يواجهها الفلسطينيون، منذ النكبة في 1948 حتى الوقت الحالي، مما يعيد فتح جراح النكبة ويجعل الصراع متجددًا بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وتواطؤها في المنطقة.
وأضاف قاعود لـ"الدستور"، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول دعم القضية الفلسطينية، ولكن بما يتلاءم مع رؤيتها الخاصة، معقبًا: "إذا نظرنا إلى الإدارة الحالية، أو السابقة، أو حتى إدارة ترامب السابقة، نجد أنها كانت تسعى لتسوية القضية الفلسطينية، وهذا ما أظهرته صفقة القرن التي قدمتها إدارة ترامب، والتي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية وتقسيمها إلى مناطق متفرقة وغير متصلة، تحتوي بعضها على سكان فلسطينيين دون وجود عملية اتصال أو مؤسسات أو دولة".
الإدارة الأمريكية والمواقف المتباينة من القضة الفلسطينية
وتابع: "وعندما بدأت إدارة بايدن، كانت واضحة في تبني موقف مختلف تجاه القضية الفلسطينية مقارنة بالإدارة الإسرائيلية السابقة، لأنها كانت تتعامل مع التحالف اليميني المتطرف في إسرائيل، بما في ذلك نتنياهو وتحالفه مع الأحزاب الدينية الصهيونية الشعبوية. وبايدن، كونه ديمقراطيًا، نجح في التمييز عن الشعبوية الترامبية، لذا لم تكن القضية ضمن أولويات السياسة الخارجية العالمية أو سياسة الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك، لم نشهد أي تحركات من إدارة بايدن خلال السنتين الأوليين".
واعتبر أن التعامل الأمريكي مع القضية الفلسطينية، ينظر إليها من منظور إسرائيلي، حيث يعتبر طموحات إسرائيل هي الحقائق القاطعة والرؤية الوحيدة لمعالجة القضية الفلسطينية، مردفة: "ومن الناحية الاستراتيجية أو حتى التكتيكية، فإن تصريحات الولايات المتحدة تأخذ في الاعتبار تلك الطموحات الإسرائيلية كحقائق لا جدال فيها، سواء على المستوى الاستراتيجي أو حتى التكتيكي".
وقال المحلل السياسي الفلسطيني: "على سبيل المثال، عندما نتحدث عن موقف الولايات المتحدة من الاستيطان، قد نسمع تصريحات رسمية تعارض الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، ولكن في الوقت نفسه، تستمر المؤسسات الأمريكية، سواء من خلال الإدارة أو الاستثمارات أو الشركات، في دعم الاستيطان في تلك المناطق، سواء بالتمويل أو الشراكات أو غيرها"، معتبرًا أن هنا تكمن المشكلة، حيث تعلن الولايات المتحدة تصريحات ضد الاستيطان، لكن سياستها الفعلية تدعم الاستيطان في الأرض، مما يُظهر تناقضًا بين التصريحات الرسمية والممارسات الفعلية.
واختتم حديثه قائلًا: "في النهاية، تظل الولايات المتحدة تبدو ملتزمة بتقديم التصريحات الداعمة للفلسطينيين، ولكنها تفتقر إلى الضغط الفعلي على إسرائيل لتغيير سياستها المعادية للفلسطينيين، وهذا يعكس التناقض بين التصريحات الرسمية والممارسات الفعلية".