بين حرب أكتوبر ومؤتمر أنابوليس.. لماذا فشلت مفاوضات السلام الفلسطيني الإسرائيلي؟
عقب حرب السادس من أكتوبر، وشروع مصر في طلب السلام، أخدت المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل منحنى آخر، وتصدرت مصر المشهد من خلال الرئيس الراحل محمد أنور السادات والذي دعا فلسطين للمشاركة في عملية السلام وإقامة حكم ذاتي كامل في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن كيف كان استقبال فلسطين لمثل هذه المفاوضات.
الفترة بين حرب أكتوبر ومبادرة السلام
إشراك فلسطين في عملية السلام التي دعت لها مصر، لم يكن قرار عابر أو مجرد اقتراح من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وإنما جاء على رأس أولويات مصر، من باب المصير المشترك، والحق الإنساني، ومن ثم جاءت دعوة السادات لفلسطين في مؤتمر الميناهاوس، ورفض الفلسطينيون الحضور.
هذا الرفض كان من نتائجه قتل فكرة إقامة حكم ذاتي كامل للفلسطينيين في الضفة والقطاع، في مهدها على الرغم من أن الاتفاق تضمن ترتيبات انتقالية بالنسبة للضفة الغربية وغزة لفترة لا تتجاوز خمس سنوات ورسمت خارطة طريق لإقامة حكم ذاتي يشبه ما جاء فيما بعد في نص اتفاقية أوسلو التي وقعت في 13 سبتمبر 1993.
عرض السعودية للاعتراف بقراري مجلس الأمن
وفي أواخر السبعينات عرضت السعودية على الفلسطينيين الاعتراف بقرارات مجلس الأمن رقم 242 ورقم 338 مقابل أن يتم الاعتراف أمام ذلك بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني ورفض ياسر عرفات مرة أخرى.
ثم طرح ولي العهد السعودي فهد بن عبد العزيز مبادرة السلام في الشرق الأوسط في 7 أغسطس عام 1981 وتهدف إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي ولكن لم تنخرط القيادة الفلسطينية لأنها انساقت وراء سياسات تريد المتاجرة بالقضية الفلسطينية ولا تهتم بمصيرالقضية النهائي.
في ذكرى النكبة.. لماذا رفضت فلسطين محاولات التفاوض قبل يونيو 1967؟
الفترة من مؤتمر مدريد وحتى مؤتمر أنابوليس
مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، مدريد 1991 جمع هذا المؤتمر جميع الدول الأطراف في النزاع العربي الإسرائيلي، والتي تشكل قضية فلسطين جوهرهم الأساسي، وذلك من أجل التوصل إلى تسوية شاملة من خلال مفاوضات تقوم على أساس قراري مجلس الأمن 242 لعام 1967، و338 لعام 1973، وتستند إلى مبدأ الأرض مقابل السلام.
وكان خطى التقدم الفلسطيني فيما أطلق عليه اسم "عملية السلام" بطيئًا للغاية، خاصة وأن الفلسطينيين اضطروا للتفاوض دون وجود ممثل فلسطيني على الطاولة.
التوقيع على اتفاق أوسلو
تم التوقيع على اتفاق أوسلو في سبتمبر 1993 ولكن أدت حالة الانقسام الفلسطيني إلى اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية فقط وليس بدولة فلسطينية في حين أن المفوضين الفلسطينيين اعترفوا بإسرائيل كدولة وكان هذا أول الانعكاسات الكارثية لحالة الانقسام الفلسطيني.
حماس ترفض أوسلو
ومن بين الفصائل الفلسطينية جاءت حماس على رأس الفصائل التي رفضت أوسلو وبدأت في شن عمليات انتحارية وهو ما أفشل الاتفاق وأفشل الاستفادة منه بعد عام ونصف.
قمة كامب ديفيد 2000
بالوصول إلى قمة كامب ديفيد 2000 فقد كانت محاولة من بيل كلينتون لمعالجة الملفات العالقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منها مشكلة الحدود وعودة اللاجئين ووضع القدس الشرقية.
ولكن لم يتم الوصول إلى اتفاق، وقام أربيل شارون بنزهة في الحرم القدسي مما أثار غضب الفلسطينيين وأطلقت الانتفاضة الثانية.
خطة أولمرت للسلام ومؤتمر أنابوليس
في الفترة بين 2007-2008 وبموجب الاقتراح الذي عرضه إيهود أولمرت، كانت إسرائيل سوف تعيد للفلسطينيين نحو 92.7 بالمئة من الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى كامل أراضيها في قطاع غزة، بحسب مسؤولين غربيين وفلسطينيين مطلعين على المفاوضات.
وفي مقابل أراضي الضفة الغربية التي ستحتفظ بها إسرائيل اقترح اولمرت تبادل الأراضي بنسبة 5.3% مع الفلسطينيين في منطقة صحراوية محاذية لقطاع غزة وبعد جولات تفاوض في أنابوليس انسحب الفلسطينيون من المفاوضات، هذه المرة بسبب الخلاف حول النسب المئوية لتبادل الأراضي.