قمة المنامة: الاجتماع الفاصل لحماية المنطقة العربية
ساعات قليلة تفصلنا عن القمة العربية في المنامة، والتي تعقد يوم الخميس المقبل لأول مرة في مملكة البحرين، حيث تأتي في وقت حرج تمر به المنطقة العربية لا يقل خطورة عن أى من المراحل الفاصلة التي خاضت فيها مواجهات تاريخية للحفاظ على استقلالها وحماية سيادتها وشعوبها.
القمة العربية في دورتها الـ 33 بالمنامة تأتي في ظل ظروف عصيبة تمر بها الأمة العربية كما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أمس في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري للقمة، ليؤكد لنا حجم التحديات والمسئولية الملقاة على عاتق قادة دولنا.
الأنظار تتجه الآن إلى ما سيناقشه القادة العرب خلال قمة المنامة، فالملفات متراكمة والأزمات متلاحقة ومتصاعدة ما يضفي أهمية متزايدة على هذه القمة، فمنذ بداية حرب غزة في السابع من أكتوبر الماضي لم تقف حدود الحرب عند قطاع غزة أو القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، ولكن امتدت آثار الحرب إلى المنطقة وباتت تهدد شعوبها ودولها.
فمن ناحية نجد الممرات الملاحية، خاصة البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة السويس في مهب الأخطار التي تهدد الدول العربية، حيث تعتمد معظم دول المنطقة بل والعالم على هذه الممرات الحيوية في تجارتها وحركتها وربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، ما يضفي المزيد من الأهمية على منطقتنا وفي الوقت ذاته التهديدات المتصاعدة التي باتت تواجهها جراء التدخلات الخارجية.
منطقتنا أيضا مازالت تشهد أزمات مزمنة، كما في ليبيا والسودان وسوريا، وهي مستمرة منذ سنوات ولا تهدد فقط أشقاءنا في هذه الدول ولكن امتدت آثارها إلى باقي دول المنطقة العربية، فدولنا العربية مثل الجسد الواحد إذا مرض منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، لذا ستكون مثل هذه الأزمات على أجندة القمة العربية والتي نأمل أن تصل إلى حل وتقدم نحو حلحلة هذه الأزمات.
وبخلاف الأزمة والحرائق المشتعلة التي تواجهها منطقتنا، هناك أيضا مجالات للتعامل والتكامل بين دولنا تدعمها حقائق الجغرافيا والتاريخ وقبلهما روابط الأخوة، فهناك الكثير من مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي وغيرهم من كافة ضروب التعاون باتت تحتاج لدعم أكبر لتعزيز هذه المسيرة، فعبر هذا التكامل ستكون دولنا محصنة وقادرة على مواجهة أى تهديدات سواء داخلية أو خارجية.