ستحسب لها ألف حساب.. ما الذى يمثله انضمام مصر لدعوة الإبادة الجماعية ضد إسرائيل؟
يمثل إعلان مصر اعتزامها التدخل، رسميا، لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة، خطوة شديدة الأهمية لما تتمتع به القاهرة من خبرات قانونية ودلوماسية تضاف إلى تاريخها الناصع في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عنها، حسبما يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني عبدالغني الشامي.
وشدد الشامي على أن انضمام مصر للدعوى سيحدث زخما كبيرا، فهي دولة تتمتع بوزن كبير في المنطقة والمحافل الدولية، والدبلوماسية المصرية معروفة برصانتها، وهي دولة تربطها علاقات قوية بفلسطين بحكم الجغرافيا.
وقال الشامي في تصريحات، لـ"الدستور"، إن مصر لديها تاريخ كبير في المحاماة والقانون، وبها شخصيات كبيرة تتمتع بخبرات مهمة جدا تقدم القضية، لافتا إلى أن إسرائيل تدرك جيدا حجم مصر في هذه المسألة.
دور مهم
وأضاف أن مصر سيكون لها دور مهم في الدعوى، نظرا لثقل القاهرة، والقامات القانونية الكبيرة فيها، وهي خطوة سوف تحسب لها إسرائيل ألف حساب، متابعا: نأمل أن تحذو دول أخرى حذو مصر، وتكون ضمن هذه الدعوة.
وأشار الشامي، إلى أن تاريخ العدوان وما سبقه من اعتداءات صهيونية على قطاع غزة يشهد على الدور الكبير الذي تلعبه القاهرة في حماية أرواح الفلسطينيين، وقد قدمت الكثير من التضحيات في هذا الإطار منذ عام 1948 وكل الحروب التي خاضتها لأجل فلسطين.
ونوه بأن مصر كانت هي التي تلعب الدور الأكبر لوقف العدوان الاعتداء على غزة منذ 2008، بحسب الضغوط التي كانت تمارسها بشكل سريع، لكن هذه المرة تحول العدوان إلى حرب إبادة تشنها إسرائيل، والتحرك المصري كان منذ اللحظة الأولى، واستخدمت فيه مصر كل قوتها الدبلوماسية والسياسية، وهى الآن تستخدم قوتها القانونية.
وواصل قائلا: ننتظر من مصر تحركات أكبر لتأمين معبر رفح، لأن احتلال إسرائيل له يعد حكما بإعدام أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في هذا القطاع المحاصر، والقاهرة أدرى بوضعها ولا نملي عليها كيف تتعامل مع هذا الأمر.
واختتم تصريحاته بالقول، إن محكمة العدل الدولية ربما تخرج بحكم تاريخي، لكن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا كبيرة على القضاة، والناس هنا يعلقون آمالا كبيرة على المحكمة منذ نحو شهرين أو أكثر، والكثير من الناس رفعوا أعلام جنوب إفريقيا في البداية؛ لاعتقادهم بأن المحكمة ستصدر حكمها بشكل سريع يوقف الحرب، وهو ما لم يتمكن منه حتى الآن لا المحكمة ولا مجلس الأمن.
وأوضحت مصر أن التقدم بإعلان التدخل في الدعوى المشار إليها يأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، ما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى خلق ظروف غير قابلة للحياة في قطاع غزة، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.