أحمد المرسى يناقش "منروفيا" بالنيل الثقافية.. الأربعاء
يستضيف الإعلامي خالد منصور في برنامجه "طقوس الإبداع" على قناة النيل الثقافية في السادسة والنصف مساء الأربعاء المقبل الكاتب أحمد فريد المرسي حول روايته "منروفيا".
رواية "مُنروفيا"- الكاتب أحمد فريد المرسي
صدرت حديثًا رواية للكاتب أحمد فريد المرسي بعنوان منروفيا، عن بيت الحكمة للنشر.
منروفيا، سردية تنطلق من أحداث واقعية حدثت إبان الحرب الأهلية في "منروفيا" عاصمة دولة ليبيريا على الساحل الغربي للقارة الإفريقية خلال صيف 2002، الحرب التي أراقت أحداثها دماء الكثيرين، سواء أبرياء أو مجرمو حرب وأطفال مقاتلون.
تتبع المشاهد التي تتسارع بتطور الأحداث خطوات شاب مصري ساقته الظروف ليعيش في المدينة التي أنهكتها الحروب والصراعات، فيصحبنا الكاتب في رحلة مشوقة ننظر فيها عن كثب لمقاربة البطل مع الآخر المجهول واللامعقول، وفي كثير من الأحيان ينتقل معه القارئ لمساحة ما بين الحقيقة بأبعادها الحسية وتلك الحقيقة الأخرى التي تقبع في اللاوعي، وتطرح سؤالًا حول مدى معقولية العالم الذي نعيشه بحواسنا في مقابل العالم الذي ننسجه حول أمانينا!.
يدور مجمل أحداث الرواية في مدينة منروفيا مع التعرض لظروف حياة البطل السابقة ونشأته في مدينة الإسكندرية المصرية وتأثير تلك النشأة على تطور شخصيته وقدرته على التعامل مع واقعه الجديد، حيث يتكشف مع الأحداث أن الغموض الذي يكتنف شخصية البطل من خلال الغوص في تكوينه النفسي منذ نشأته كطفل في بيت توترت فيه العلاقة بين والديه واختلطت فيه المشاعر الإيجابية والسلبية.
يقابل البطل شخصيات مختلفة كمديره الألماني كلاوس كذلك الليبيريون الذين يتعامل معهم يوميًا، كما ينفتح على مجتمع التجار اللبنانيين الذين يسيطرون على التجارة في المدينة وفي مقدمتهم أبوعبدالله البرجي، الرجل الذي سكن في إحدى شقق بنايته بالشارع التجاري ويقدم له نموذجًا يختلف عن كلاوس في التعامل مع الواقع ويكتشف "رحمة" في متجر البرجي لينشئ علاقة معها تعينه، ليس فقط على تقبل واقعه الجديد، بل تخلق ألفة وارتباطًا بهذا المجتمع، شيئًا فشيئًا يكتسب البطل الثقة ويكتشف محيطه الغامض.
وتتسارع الأحداث وتتحول منروفيا إلى ساحة للحرب الأهلية ويضطر أن يواجه أحداثا جنونية تقودنا إلى نهاية مشوقة غير متوقعة، الرواية تفرد قدرًا من الحكي لظروف البطل النفسية وكيف تأثرت سلبًا وإيجابًا في منروفيا، حيث يتكشف له عالم آخر غريب تتنازعه فيه أطياف وخيالات وسحرة وشخوص تمتحن قدرته الذهنية على الصمود، لكنه أيضًا عالم تتصدر فيه "رحمة" واجهة الأحداث.
رحمة الفتاة الإفريقية غريبة على حواسه شهية لغرائزه مثيرة لعقله، يلتقيها بعد بضعة أيام من وصوله، ثم يغرم بها وتضعه أمام أسئلة مصيرية تحدد علاقته بمنى التي سافر إلى ليبريا لكي يستطيع تحصيل ما يكفي للزواج منها، كذلك تتيح الرواية المجال للنظر في محيطه الاجتماعي وتسرد لكيفية تقبله وتعامله مع المجتمع المنروفي، الذي يختلف عن كل ما أدرك وعقل من قبل.
تتصاعد أحداث الرواية دراميًا متبعة في ذلك رصد أحوال المجتمع المنروفي فيما قبل، ثم أثناء الحرب، ومن ثم تأثير هذه الحرب بمحاربيها وبشاعتها ولامعقوليتها على بطل الرواية وتفاعلاته مع الشخوص في محيطه، وتطرح عليه وعلى القارئ سؤالًا حول ماهية علاقته برحمه وتسلط الضوء على الحرب الأهلية كحدث يعاني منه الكثير من المجتمعات وخاصة في إفريقيا وما يترتب عليها من ظواهر اجتماعية سلبية في المجمل وإيجابية في بعضها.
الرواية أيضًا تقدم خطًا سيكولوجيًا يتبلور شيئًا فشيئًا بتتابع الأحداث وتصاعد الحبكة الدرامية، ثم يسيطر في النهاية ويضع القارئ أمام تفسيرات صادمة لتصرفات البطل حيث تتكشف رويدًا رويدًا أبعاده النفسية؛ لتبرر للمتلقي سر تعلقه برحمة!
والرواية في مجملها أسئلة معيارية من خلال تفاعلات خطوط ثلاثة رئيسية تُحكى بالتوازي، أولها الخط الاجتماعي الذي يصف حالة المجتمع في تلك الفترة وكيفية تعايش بطل الرواية مع مختلف الشخوص الذين تتقاطع حيواتهم وحياته خلال ممارساته اليومية، والخط الثاني هو الخط الرومانسي، الذي يتناول حياة البطل العاطفية ومشاعره وتقلباتها وتعلقه بفتاة منروفية، والخط الثالث هو الخط السيكولوجي الذي يطرح السؤال الأساسي للسردية حول تعريف من هو الإنسان السوي وما هي الخطوط الفاصلة بين ما هو مقبول اجتماعيًا كشطوط ذهني وقتي وما هو مرض نفسي يستوجب المعالجة وفي سبيل ذلك يسلط الضوء على عزلة الانسان وتشرنقه على ذاته بما يحول دون أن يتكشف للآخرين عواره النفسي، الأمر الذي يمنعه من الوصول لطوق نجاة قد ينقذ هذا الإنسان من محنته أو لا.
أحمد فريد المرسي ولد في حي العباسية بالقاهرة 12 فبراير 1974 وتخرج في مدرسة القبة الثانوية العسكرية قبل أن يلتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة في عام 1991، تدرب أثناء سنوات الدراسة الأولى في جامعة القاهرة بجريدة "أخبار اليوم" في قسم الأدب ثم القسم الرياضي، وبعد عامين من الدراسة الجامعية أتيحت له الفرصة فقرر السفر إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما؛ لينتهي به المطاف في مدينة نيويورك، حيث درس إنتاج الفيديو وتدرب في عدد من شركات الإنتاج والمحطات في نيويورك وأنهى دراسته الجامعية في 1996، ومن ثم عمل مساعدًا للإخراج ثم مخرجًا بمحطة بلومبرج للأخبار الاقتصادية.
وفي عام 2001 التحق بالعمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية المصرية، حيث عمل بمختلف البعثات المصرية في عدد من البلدان، منها ليبيريا وساحل العاج والكونغو وشيلي وأستراليا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، للكاتب مجموعة شعرية نشرت في 2004 بعنوان نقوش عشق وارتحال.