جرائم الطعن تثير الذعر فى بريطانيا.. وخطة حكومية لتقييد اقتناء السكاكين
كشف تقرير أمريكي، عن تزايد الهجمات بالسكاكين في المملكة المتحدة بشكل غير مسبوق ما قاد الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات اكثر قمعية وإثارة القلق العام في أوساط البريطانيين.
وأوضحت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية في تقرير لها اليوم، أنه رغم ثبات عدد حوادث الطعن المميتة في إنجلترا وويلز على مدار السنوات العشر الماضية، إلا أن الهجمات التي تصدرت العناوين الرئيسية للأخبار والارتفاع العام في جرائم الطعن أثارت المخاوف وأدت إلى دعوات للحكومة لبذل المزيد من الجهد للسيطرة على هذه الظاهرة.
زيادة حوادث الطعن واستخدام السكاكين تهدد بريطانيا
وقالت الحكومة البريطانية الشهر الماضي إن جرائم الطعن والتي تستخدم فيها السكاكين لارتكاب جرائم أو يتم القبض على شخص وهو يمتلكها بشكل غير قانوني ارتفعت بنسبة 7% في إنجلترا وويلز العام الماضي، مشيرة إلى أن بعض المناطق لم يتم تضمينها.
وفي لندن، قفزت مثل هذه الجرائم بنسبة 20%، فيما تحتفظ اسكتلندا وأيرلندا الشمالية بإحصائياتهما الخاصة، ولم تعلن عنها في إطار وجودهما في المملكة المتحدة.
ومن بين 244 حادثة طعن قاتلة في إنجلترا وويلز في الفترة من مارس 2022- مارس 2023 تم ارتكاب 101 حالة طعن بسكاكين المطبخ، وهو ما يتجاوز بكثير أي نوع آخر من الشفرات الحادة، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية.
لكن الارتفاع في جرائم السكاكين والهجمات المروعة المستمرة، دفعت القضية إلى الواجهة، ففي الانتخابات المحلية التي جرت الأسبوع الماضي، ناقش المرشحون سياسات لمواجهة هذه الظاهرة مثل التوقيف والتفتيش.
ووفق "أسوشيتيد برس"، فإن الأسلحة محظورة في المملكة المتحدة ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن مذبحة عام 1996 التي راح ضحيتها 16 طالبًا من طلاب المرحلة الابتدائية في دونبلين، اسكتلندا، أدت إلى حظر امتلاك المسدسات، كما تخضع الأسلحة النارية المستخدمة في الصيد لرقابة صارمة.
وقالت الوكالة إن تقييد استخدام السكاكين أمر أكثر صعوبة، لكن الحكومة تحاول ذلك، فمن غير القانوني بيع سكين لشخص يقل عمره عن 18 عامًا أو حمل سكين في الأماكن العامة دون سبب وجيه بخلاف أن هناك أنواعًا معينة من الشفرات غير قانونية، بما في ذلك الشفرات وما يسمى بسكاكين الزومبي، والتي تأتي بأحجام مختلفة، ولها حواف مقطعة ومسننة، وتتميز بنصوص أو صور تشير إلى أنه ينبغي استخدامها لارتكاب أعمال عنف، وفقًا لقانون الحظر لعام 2016.
خطة بريطانية للسيطرة على هجمات السكاكين
وسيدخل قانون جديد حيز التنفيذ في سبتمبر المقبل يحظر بيع المناجل ويغلق ثغرة استغلتها الشركات للالتفاف على حظر "سكاكين الزومبي".
وتابعت الوكالة "سنرى ما إذا كان القانون الجديد سيكون له تأثير كبير، حيث شكلت المناجل 14 حالة وفاة فقط من أصل 244 حالة وفاة طعنًا في الأشهر الـ12 التي انتهت في مارس 2023، كما شكلت السكاكين من طراز الزومبي سبع حالات".
وقال توني ترافرز، أستاذ العلوم الحكومية في كلية لندن للاقتصاد إن تنظيم السكاكين أصعب من البنادق، وهناك أعداد كبيرة منها حتى لو كانت محظورة.
وتجاوزت جرائم القتل المرتكبة بأدوات حادة، بما في ذلك السكاكين والمناجل والسيوف، 200 جريمة منذ الأشهر الـ12 التي انتهت في مارس 2016، عندما قُتل 210 أشخاص بهذه الطريقة، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية، فيما وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 282 بعد عامين فقط، وظلت ثابتة تقريبًا منذ ذلك الحين، وانخفضت قليلًا أثناء الإغلاق الوبائي.
في حين يتم استخدام الأسلحة النارية في حوالي 80% من جرائم القتل الأمريكية، وفقًا لأرقام الحكومة الأمريكية، يتم استخدام الشفرات في معظم عمليات القتل في لندن لكن الهجمات العشوائية مثل التي وقعت هذا الشهر في شرق لندن تعتبر غير عادية.