جولة تاريخية.. ماذا قدم الرئيس الصينى خلال زيارته أوروبا؟
غادر الرئيس الصيني شي جين بينج، دولة المجر، أمس الجمعة، مختتمًا جولة شملت ثلاث دول أوروبية تهدف إلى تعزيز نفوذ الصين المتزايد في القارة.
وأقلعت طائرة شي من مطار بودابست مساء الجمعة، بعد خمسة أيام قضاها في أوروبا بدأت بزيارة فرنسا ثم صربيا، وذلك وفق وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
الرئيس الصيني ينهي زيارة تاريخية لأوروبا
وقال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، أمس عبر حسابه على موقع إكس، إن الرئيس شي اختتم زيارة الدولة التي استغرقت ثلاثة أيام إلى المجر، وهي المحطة الأخيرة في زيارته لأوروبا، مشيدًا بتنمية "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين.
وخلال الزيارة، وقعت المجر والصين عددًا من الاتفاقيات الجديدة بشأن تعميق التعاون الاقتصادي والثقافي بينهما.
وخلال مؤتمر صحفي الخميس، أشاد أوربان "بالصداقة المستمرة وغير المنقطعة" بين البلدين منذ بداية فترة ولايته في عام 2010، ووعد بأن تستمر المجر في استضافة المزيد من الاستثمارات الصينية.
وبدأ شي زيارته باجتماع في وقت سابق من الأسبوع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وركزت محادثاتهم على النزاعات التجارية والجهود الدبلوماسية المتعلقة بأوكرانيا.
المجر.. مفتاح الصين لغزو أوروبا
فيما قال مسئولون صينيون إنه من خلال تحسين علاقة الصين مع المجر، جعل الرئيس شي جين بينج هذا الأسبوع من هذه الدولة الواقعة في أوروبا الوسطى، بقيادة رئيس الوزراء المستقل فيكتور أوربان، نموذجًا يأمل أن يتبعه الآخرون في أوروبا وخارجها، بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وفي زيارة لبودابست، أشاد شي بـ"الشراكة الاستراتيجية الشاملة في جميع الأحوال للعصر الجديد" بين الصين والمجر، وهو وصف قال المسئولون إنه أكثر من مجرد وصف.
ووفق الصحيفة تعد بودابست الآن عضوًا في "دائرة أصدقاء" بكين، وهي الدول التي تبذل قصارى جهدها لدعم جهود الصين لمواجهة القوة الأمريكية، والتي تكافأ بشكل متزايد بالاستثمار والتجارة والدعم الدبلوماسي.
وهذا يعني أن توسيع العلاقة التي وُصفت سابقًا بأنها مجرد "شراكة استراتيجية شاملة" يحمل رسالة جيوسياسية أكثر ثقلًا من وصف شي الجذاب للعلاقات مع المجر بأنها "خفيفة وغنية".
وقالت الصحيفة إن بكين ترى أن بودابست تشارك في مشروع الرئيس شي الشخصي لقيادة بناء "مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك"، وعلى الرغم من عضوية المجر في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، فإن أوربان معروف بعدائه تجاه واشنطن وبروكسل، ولهذا أشاد شي به لسياسته الخارجية "المستقلة" و"تحديه" لسياسات القوى العظمى.
وقالت الصحيفة إن الصين تقدم الآن مكافآتها لأوروبا، فقد استثمرت الشركات الصينية 16 مليار يورو في المجر، مما يجعلها أكبر مستثمر في البلاد.
وقال بيتر سيارتو، وزير الخارجية المجري هذا الأسبوع: "ننظر إلى تعاوننا مع الصين باعتباره فرصة كبيرة وفرصة هائلة".
فيما قالت أبيجال فاسيلير، من مؤسسة ميريكس البحثية ومقرها برلين، إنه من خلال هذه الشراكة في جميع الأحوال الجوية، يتم رفع المجر إلى أقرب دائرة من الأصدقاء لدى الصين.
إن جاذبية المجر الرئيسية بالنسبة لبكين هي أن كونها داخل الاتحاد الأوروبي، يمكن أن تكون بمثابة قاعدة تصنيع للشركات الصينية التي تسعى إلى التهرب من التعريفات الجمركية على الواردات في الكتلة.
ومن الناحية السياسية، قال المسئولون الصينيون إن استعداد أوربان لانتقاد الولايات المتحدة، والحفاظ على علاقات وثيقة مع روسيا واتخاذ موقف مستقل فيما يتعلق بسياسات الاتحاد الأوروبي، كانت الصفات التي وجدتها بكين محببة للغاية بحسب الصحيفة.