ضغوط على حماس واستعداد لمرحلة ما بعد الحرب.. أهداف العملية العسكرية الاسرائيلية في رفح
شهدت مدينة رفح الفلسطينية، تطورات ملحوظة على الساحة الميدانية، حيث قامت وحدات اللواء المدرع 401 بتأمين سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وذلك استعدادًا لتسليم الموقع لوحدات المشاة لتقدمها شمالًا لتأمين المنطقة المتبقية من منطقة الإخلاء شرقي رفح.
تحليلات مراقبين تشير إلى أن التصريحات الإسرائيلية حول المقترح الذي وافقت عليه حماس بشأن صفقة التبادل، تكشف عن نقاط ضعف وتدل على استخدام التحرك العسكري الحالي شرق رفح كوسيلة لزيادة الضغط على حركة حماس، بهدف الحصول على تنازلات تفاوضية إضافية، وفي نفس الوقت تكشف عن هدف تنفيذ عملية في المنطقة.
ووفقًا لتقارير شبكة "إن بي سي" الأمريكية، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، تم التأكيد على أن العملية العسكرية في رفح هي عملية محدودة النطاق تستهدف تحقيق أهداف تكتيكية وزيادة الضغط على حركة حماس لتحقيق تقدم في المفاوضات.
وبناءً على مصادر مطلعة على الخطط الإسرائيلية، تم التأكيد على أن العملية في رفح ستكون محدودة للغاية، مع التركيز على مواصلة الضغط على حماس للموافقة على صفقة تسوية قادرة على تحقيق وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.
أهداف العملية العسكرية في رفح
في هذا السياق، سلط المحلل السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، الضوء على التطورات الحالية في منطقة رفح والتداعيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحتملة.
وأشار قاعود في تصريحات للدستور، إلى أن سيطرة إسرائيل على معبر رفح ومراقبتها لدخول البضائع والخدمات إلى قطاع غزة تشكل تحديًا جديدًا، لا يقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل يؤثر أيضًا على النواحي الاجتماعي والاقتصادية والمفاوضات ومخرجاتها المحتملة.
وفي هذا السياق، يرى قاعود أن التغييرات الجارية في منطقة رفح من الجانب الفلسطيني لها علاقة بمستقبل ما بعد الحرب، حيث يعتقد أن إسرائيل تسعى لتغيير طبيعة الحياة في قطاع غزة بشكل شامل، وليس فقط من خلال الضغط على حركة حماس بل أيضًا من خلال تشكيل مؤسسات جديدة لإدارة المعابر والمداخل.
وأكد قاعود أن هذه التحولات تظهر أن هدف إسرائيل ليس فقط الحصول على صفقة لإخراج الأسرى بل أيضًا لديها أهداف أكبر، بما في ذلك خطط غير معلنة لإبادة الشعب الفلسطيني بشكل عام.
تابع:" الضغط السياسي والعسكري الذي تمارسه إسرائيل يعكس استراتيجية أوسع تهدف إلى تغيير توازن القوى في المنطقة وتحقيق أهداف طموحة للدولة الإسرائيلية".