بعد تصعيدات ميدانية.. سيناريوهات العملية العسكرية فى رفح
شهدت الأوضاع المدنية في مدينة رفح الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، الكثير من التطورات على الساحة الميدانية، أبرزها قيام وحدات اللواء المدرع 401 حاليًا بتأمين سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، تمهيدًا لتسليمه لوحدات المشاة من أجل استكمال التقدم شمالًا لتأمين ما تبقى من منطقة الإخلاء شرقي رفح.
فيما تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية - بمشاركة مروحيات الأباتشي - على مناطق متعددة من شرق رفح.
اشتباكات بين حماس والاحتلال شرق رفح
فيما أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، عن أن عناصرها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية راجلة في منطقة حي الشوكة شرق رفح، وتم خلال هذا الاشتباك استهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة صاروخية.
كذلك، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقاطع فيديو للغارات الجوية التي نُفذت ضد مواقع في مدينة رفح، حيث كانت منطلقة للصواريخ الثلاثة التي أُطلقت مساء يوم الإثنين على مستوطنة سديروت، وشملت هذه المواقع مبنى ومناطق أخرى.
كما أذاع جيش الاحتلال تسجيلًا لعملية استهداف موقع في بيت حانون شمال قطاع غزة، وقد تم قصفه بناءً على معلومات تحصلت عليها وحدة جمع المعلومات القتالية 414.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن صاروخًا مضادًا للدروع أُطلق من جنوب لبنان باتجاه منطقة شتولا في الجليل الغربي، وتم أيضًا إطلاق ما مجموعه 6 طائرات مسيرة مفخخة من جنوب لبنان، انفجرت خمس منها في مناطق بالجليل الأعلى منها منطقة قرب موقع يفتاح ومنطقة راميم، بينما تم اعتراض مسيرة واحدة. وأكد جيش الاحتلال رصد انطلاق عدة مسيرات من جنوب لبنان اليوم الثلاثاء.
محاولات الضغط على حماس
وبحسب مراقبين، فإن التصريحات الإسرائيلية التي تعتبر المقترح الذي وافقت عليه حماس بشأن صفقة التبادل، بها نقاط ضعف، تكشف عن أن التحرك العسكري الحالي شرق رفح يُعتبر وسيلة لزيادة الضغط على حركة حماس، بهدف استخلاص مزيد من التنازلات التفاوضية، وفي نفس الوقت كشف الغطاء عن هدف تنفيذ عملية رفح.
وأشار تقرير إلى أنه من المحتمل، بالنظر إلى سيطرة إسرائيل على معبر رفح الفلسطيني واستكمال الأنشطة العسكرية للسيطرة بشكل كامل على جنوب قطاع غزة بما في ذلك ممر فيلادلفيا والشريط الحدودي مع مصر، وعدم التنازل عن هذا التقدم العسكري على الأرض. ومن المتوقع أن تعمل إسرائيل على الحفاظ على هذه المكتسبات الميدانية في رفح، وفي حال رفضت حماس، ستصعد القوات الإسرائيلية من عملياتها العسكرية.
ومن المرجح أن تكون الإجابة على إمكانية السيطرة على معبر رفح مؤقتة أم دائمة، تعتمد على طبيعة التحرك الإسرائيلي على المستوى الميداني خلال الساعات المقبلة، وما إذا كان سيتم تطوير العمليات العسكرية لتشمل ما تبقى من الخط الحدودي مع مصر، أو الاكتفاء بالوصول إلى معبر رفح في الوقت الحالي. ومع محدودية معدلات المقاومة التي واجهتها القوات الإسرائيلية، يتوقع أن يبدأ القتال في المناطق كثيفة العمران في مدينة رفح مع انتقال القتال إلى المناطق الشمالية لطريق صلاح الدين.
وتفيد تقارير، بأنه مع سيطرة إسرائيل عسكريًا على معبر رفح الفلسطيني، ستحكم السيطرة تمامًا على المعبرين الرئيسيين "رفح وكرم أبوسالم"، ما يعني سيطرة كاملة على حصار قطاع غزة، وتحكمًا كاملًا في الورقة الإغاثية والإعاشية في يد جيش الاحتلال.
كما سيزيد الاحتلال، خاصة سلاح المهندسين، من عملياته لكشف مسارات الأنفاق داخل مدينة رفح، ويمكن أن تظهر تلميحات عن وجود امتدادات لبعض هذه الأنفاق داخل سيناء.