إسرائيل تدفع بـ1.3 مليون فلسطينى إلى المجهول.. "تشريد لا ينتهى"
مع بدء شن الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا وقصفا جويا على مدينة رفح يواجه أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني مصيرا مجهولا، فقد كانت مدينة رفح هي الملاذ الآمن والأخير لهم من جحيم العدوان الإسرائيلي المستمر ضد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
لا بديل آمن لسكان غزة عن رفح
ومع بدء اجتياح الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، لشرق مدينة رفح وتوزيع منشورات وبيانات تحض سكان رفح على النزوح إلى منطقة المواصي تمهيدا لبدء عملية عسكرية جديدة في رفح بزعم القضاء على عناصر حركة حماس التي لجأت إلى المدينة واستعادة المحتجزين لدى الحركة في رفح.
ومع بدء عودة بعض سكان القطاع إلى مناطق الشمال والوسط بشكل محدود، اتضح أن الوضع كارثي ويفوق الوصف فقد دمر الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ومراكز إيواء وتدمير محطات المياه والكهرباء وسط انتشار للأوبئة والأمراض وقلة المواد الغذائية نظرا لغياب أي مقومات للحياة التي ما زالت تقاوم بفضل المساعدات الإنسانية التي نجحت مصر في إدخالها سواء عبر معبر رفح البري أو عبر الإسقاط الجوي بالتعاون مع بعض الدول العربية ومن بينهم الإمارات والأردن.
منطقة المواصى.. فخ إسرائيل لتهجير سكان رفح
الاحتلال الإسرائيلي وفي المنشورات والتحذيرات التي أطلقها صباح اليوم على سكان رفح طالبهم بالنزوح إلى منطقة المواصي غربي مدنية خان يونس التي توصف بأنها سلة غذاء غزة، إلا أن العدوان الإسرائيلي طالها بشكل شبه مستمر طوال الأشهر الماضية.
كذلك في ديسمبر الماضي وبعد شهرين من العدوان طالب الاحتلال سكان شمال ووسط قطاع غزة بالنزوح إلى منطقة المواصي حتى يواصل اجتياحه لهذه المناطق، وحدد المواصي على أنها “منطقة آمنة" إلا أنه قصفها بشكل متكرر ما أسفر عن ارتقاء مئات الشهداء وسقوط آلاف المصابين.
كذلك تتميز منطقة المواصي التي تقع جنوب شرقي وادي غزة بأنها أرض قاحلة ومليئة بالكثبان الرملية على ساحل البحر المتوسط بطول 12 كم فقط فهي منطقة بدوية ولا يوجد بها سوى بنية تحتية ضعيفة رغم وجود قدر من الزراعة بالتالي غير مؤهلة لاستضافة هذا الكم من النازحين وهذا الوصف سبق وأكدته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية في تقرير لها ديسمبر الماضي حينما روجت إسرائيل لها بأنها منطقة آمنة.
كذلك تمتد منطقة المواصل من دير البلح في الشمال مرورا بمحافظة خان يونس حتى رفح جنوبا بعمق كم فقط، ما يوضح ضغر حجمها وضعفها عن استيعاب هذا الكم من النازحين.