الملاذ الآمن.. لماذا تراجعت مشتريات المصريين من الذهب؟
في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، يلجأ كثير من المصريين إلى شراء الذهب أو العقارات، من أجل الشعور بالأمان المالي أو الاستثمار في أيًا منهما، لذلك فإن معدلات شراء المصريين للذهب أصبحت بين الانخفاض والارتفاع بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة.
وحتى آواخر العام 2023 كان هناك ارتفاع في حجم مشتريات المصريين من الذهب، إلا أنه في الربع الأول من العام الحالي 2024 انخفضت معدلات الشراء، والذي يعتبره البعض ملاذ آمن في الأزمات الاقتصادية لكون مكسبه مضمون.
تراجع شراء الذهب
وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي تراجع حجم مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الأول من 2024، بنحو 13.2 طن من الذهب، مقابل 15.8 طن خلال الربع الأول من 2023.
وأوضح المجلس، في بيان، أنه رغم تراجع حجم مشتريات المصريين من الذهب فى الربع الأول من 2024، لكنه يظل أفضل من مشتريات الربع الرابع من العام الماضي، والذي سجل حينها نحو 11.5 طن ذهب.
وكشفت بيان مجلس الذهب العالمي، عن أن مشتريات المصريين من المشغولات الذهب، خلال الربع الأول من العام سجلت 8 أطنان لترتفع بنسبة 3% عن مشتريات الربع الأول من 2023، الذي سجل 7.7 طن.
جاءت أفضل من مشتريات الربع الأخير من العام الماضي عند 6 أطنان، أما عن مشتريات السبائك والعملات الذهبية خلال الربع الأول 2024، فقد سجلت 5.2 طن، منخفضة بنسبة 36%، بالمقارنة مع مشتريات الربع الأول 2023 التي كانت عند 8.1 طن.
خبير أسواق الذهب يوضح الأسباب
يقول شادي السعدني، خبير أسواق الذهب، إن الإقبال على شراء سبائك الذهب يكون بمعدل أكبر من المشغولات بسبب قلة المصنعية بها، موضحًا أنها لا تفرض عليها قيمة جمركية مثل المشغولات.
وأوضح لـ«الدستور» أن هناك فرق في تكلفة تصنيع السبائك والمشغولات، مضيفًا: "إذا كان تكلفة تصنيع السبيكة تساوي 1% من قيمة جرام الذهب، فإن تكلفة تصنيع المصوغات تساوي 7% من قيمة الذهب".
وحذر خبير أسواق الذهب، من الإقبال على السبائك دون المشغولات، حتى لا يحدث نوع من الركود: «شراء السبائك يكون بغرض الإدخار وليس التزيين مثل المشغولات لذلك يكون الإقبال عليها أكبر».
وارتفعت واردات مصر من الذهب بنسبة 1093% خلال العام 2021 إذ استوردت ذهبًا بقيمة 114 مليون دولار، بينما في العام 2020 كانت فاتورة الاستيراد من الذهب تقدر بـ10 ملايين دولار وفق تقرير صدر من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادر في ديسمبر 2021.
تاجر ذهب: “الإقبال ينخفض على المشغولات وقت الأزمات”
أكد باسم نادر، تاجر ذهب، أن العام الحالي شهد ركود بالفعل في حركة الإقبال والشراء من المصريين على المغشولات الذهبية تحديدًا مقارنة بأعوام مثل 2022 والتي كان فيها زيادة تخطت الـ90% في شراء الذهب عن العام 2021.
وقال إن هناك فرق بين شراء السبائك الذهبية والمشغولات، لأن الإقبال الزائد عن الحد في شراء أيًا منهما يؤثر على سوق الذهب، مضيفا: «السبائك يشتريها الشخص بغرض الاستثمار أما المشغولات بهدف الحلي والتزيين، لذلك تنخفض في فترات الأزمات الاقتصادية معدلات الإقبال عليها».
وعن كون الذهب هو ملاذ الاستثمار الآمن، أوضح أن الذهب يعتبر سبيل مضمون للاستثمار ولكن ليس بنظرية الشراء والبيع كل فترة، ولكن عن طريق الشراء في أوقات معينة والاحتفاظ به لفترات طويلة والتنويع بين المشغولات الذهبية والسبائك.
هناك خمس دول تعد الأكبر في احتياطي الذهب على مستوى العالم، هم: «أمريكا 8.133 ألف طن، ألمانيا 3.354 ألف طن، صندوق النقد الدولي 2.814 ألف طن، إيطاليا 2.451 ألف طن، فرنسا 2.436 ألف طن».