سبت النور والقيامة.. كيف يحتفل أقباط غزة بالأعياد فى ظل الحرب؟
معاناة شديدة يعيشها أهالي غزة منذ حرب السابع من أكتوبر الماضي، وحتى الآن، وتمر أعياد الأقباط خلال الآن حزينة على أقباط غزة، بسبب اختلاط صوت الكنائس بأزيز طائرات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عمليات القصف.
واضطر الشعب الفلسطيني إلى إلغاء أغلب الاحتفالات ومظاهر الأعياد؛ نتيجة سقوط ضحايا يوميًا منهم واكتظاظ المستشفيات بالجرحى، والاكتفاء فقط ببعض المظاهر الدينية الخاصة بالأقباط تعبيرًا عن التضامن مع ضحايا الحرب.
إلغاء الاحتفالات في القدس
واقتصرت احتفالات سبت النور وعيد القيامة في القدس على الشعائر الدينية بعد إلغاء كل المظاهر الاحتفالية بسبب الحرب على غزة، وفرضت الشرطة الإسرائيلية إجراءات مشددة في محيط القدس وبلدتها القديمة.
وحولت قوات الاحتلال الإسرائيلي كنيسة القيامة ومحيطها إلى منطقة عسكرية مغلقة، ونصبت حواجز عسكرية في شوارع وأزقة البلدة القديمة من القدس على شكل أطواق عسكرية مركزها كنيسة القيامة.
كما اعتدت شرطة الاحتلال على المصلين والحجاج المسيحيين بعدما حاولوا الوصول إلى كنيسة القيامة من كنيسة مار يعقوب الملاصقة للقيامة للمشاركة في إحياء سبت النور في فلسطين.
عبيد: «الكنائس ألغت كل مظاهر الاحتفال»
عبيد عماد، أحد أقباط غزة، والذي رأى أن الأعياد هذا العام مختلفة بشكل كامل عن الأعوام السابقة، فكل عام كان يحيى مظاهر الاحتفال بالعيد في كنيسة القديس «بورفيريوس للروم الأرثوذكس» إلا أن الأمر كان مختلفًا هذا العام؟
يوضح لـ«الدستور» أن الكنيسة ألغت كل الاحتفالات الخاصة بعيد سبت النور والقيامة سوى بعض المظاهر الدينية البسيطة، بسبب أن قوات الاحتلال كانت تحاوط الكنائس كافة وتمنع أي احتفالات بالعيد وتعتدي على الأقباط.
هناك عشرة آلاف فلسطيني مسيحي يقطنون في الحي المسيحي من البلدة القديمة من القدس، ويتعرض كثير منهم خاصة رجال الدين لسوء المعاملة من قبل المستوطنين المتطرفين الذين يتعرضون لهم بالشتائم والبصق وتوجيه الإهانات.
ويشير إلى أن بعض الكنائس لم تقم أي احتفالات أو مظاهر دينية، وتم تسليم النور خلال سبت النور من على أبواب الكنائس دون أي شعائر كنسية، مبينًا أن ذلك كي يشارك الأقباط آلام أشقائهم من ضحايا الحرب بغض النظر عن ديانتهم.
ويضيف: «تأتي الأعياد هذا العام تحت وطأة حرب وكوارث شديدة يعيشها الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي، وهناك حصار مفروض عليهم وتجويع للأطفال، والمستشفيات باتت تعج بالجرحى مع نقص المساعدات بشكل كبير».
مواقع التواصل تشتعل تضامنًا مع أقباط غزة
وعلى مواقع التواصل منذ أمس وحتى الآن، اشتعلت التعليقات الغاضبة مما يحدث في غزة وقت الأعياد، وتقول ماري جبران من أقباط غزة: «العيد بالنسبة لنا كان تغييرًا نحتاجه بشدة لتغيير الروتين اليومي الذي أصبح مغلفًا بالقصف والقتل والتدمير».
وتوضح: «نحاول هذا العيد أن نفرح رغم أن الفرحة مغلفة بحزن شديد وأرواحنا معذبة بشدة، ونتمنى أن العام القادم لا ينعاد علينا العيد وغزة في هذا الحصار الشديد وأوضاعها اللا إنسانية الصعبة الآن».
«سنهتف قريبًا فلسطين قامت حقًا قامت»، تقولها سماح عفيف، من أقباط غزة، مؤكدة أن الاحتلال الآن يقوم بانتهاكات ضد المسيحيين ومنعهم من الاحتفال بالأعياد الخاصة بهم وسط حرب عنيفة.
وتضيف: «حتى الأطفال بات عليهم مظاهر حزن شديدة نتيجة حرمانهم من مظاهر العيد التي اعتادوا عليها، وغلق أغلب الكنائس ومنع إقامة الشعائر الدينية بها، نتمنى العام القادم أن نتخلص من الاحتلال الإسرائيلي».
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على قطاع غزة المحاصر، ما أسقط إلى الآن قرابة 34 ألفًا و654 شهيدًا النسبة الأعلى منهم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة 77 ألفًا و908 آخرين، وآلاف المفقودين تحت الأنقاض.