دراسة تكشف مخاطر تناول الأسماك المملحة على الصحة العامة للجسم
يحتفل المصريين بعد أيام قليلة بعيد شم النسيم لعام 2024 وهو عادة مصرية قديمة للاحتفال بقدوم الربيع وتفتح الزهور تمتع الحدائق بالخضرة وانتعاشها.
وفي هذه المناسبة المصرية العريقة يقوم الناس بتناول الأسماك المملحة والبيض الملون كنوع من أنواع الاحتفال بعيد شم النسيم مثل قدماء المصريين.
تعتبر الأسماك المملحة طعامًا شائعًا في العديد من الثقافات، وحسب موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية فإن الدراسات الحديثة أشارت إلى وجود صلة محتملة بين استهلاك الأسماك المملحة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وفحصت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين من مركز علاج السرطان في إيرفين، كاليفورنيا، العلاقة بين تناول للأسماك المملحة وخطر الإصابة بالسرطان، وكانت نتائج الدراسة لافتة للنظر وسلطت الضوء على المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بتناول الأسماك المملحة بانتظام.
العلاقة بين تناول السمك المملح والإصابة بالسرطان:
كشفت الأبحاث العلمية عن وجود علاقة قوية بين استهلاك الأسماك المملحة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وجدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأسماك المملحة لديهم نسبة أعلى للإصابة بأنواع معينة من السرطان مقارنة بأولئك الذين يستهلكون كميات أقل أو لا يستهلكون الأسماك المملحة.
أحد الأسباب الرئيسية وراء العلاقة بين الأسماك المملحة والسرطان هو وجود النتريت والنترات في الأسماك، والتي يمكن أن تتحول إلى مركبات مسرطنة في جسم الإنسان. علاوة على ذلك، تحتوي الأسماك المملحة غالبًا على مستويات عالية من الصوديوم والمواد الحافظة الأخرى، مما قد يساهم في تطور السرطان.
هناك عدة متغيرات قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان المرتبط باستهلاك الأسماك المملحة، وتشمل هذه أنواع الأسماك المملحة المستهلكة، وتكرار وكمية الاستهلاك، وقابلية الفرد للإصابة بالمرض.
أنواع السرطان المرتبطة بالتعرض للأسماك المملحة:
ربطت الأبحاث بين استهلاك الأسماك المملحة وزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك:
سرطان المعدة:
يرتبط استهلاك الأسماك المملحة بقوة بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى ارتفاع مستويات الصوديوم والنتريت الموجودة في هذه المنتجات.
سرطان البلعوم الأنفي:
يعد سرطان البلعوم الأنفي نوعًا محددًا من سرطان الرأس والرقبة، وهو أكثر شيوعًا في المناطق التي ينتشر فيها استهلاك الأسماك المملحة.
سرطان القولون والمستقيم:
كما تم ربط تناول كميات كبيرة من الأسماك المملحة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وخاصة عند الرجال.
فهم المخاطر الصحية للأسماك المملحة:
وبعيدًا عن السرطان، فإن الاستهلاك المنتظم للأسماك المملحة قد يشكل مخاطر صحية أخرى، يمكن أن تساهم المستويات العالية من الصوديوم في الأسماك المملحة في ارتفاع ضغط الدم، في حين أن المواد الحافظة الأخرى الموجودة عادة في هذه المنتجات قد يكون لها آثار سامة على جسم الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي الأسماك التي تم حفظها من خلال التمليح على مستويات عالية من الهستامين، والتي يمكن أن تسبب ردود فعل سلبية لدى بعض الأفراد.
العوامل المؤثرة على خطر الإصابة بالسرطان من التعرض للأسماك المملحة:
هناك عوامل مختلفة يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الفرد بالسرطان نتيجة التعرض للأسماك المملحة، بعض هذه العوامل تشمل:
الاستعداد الوراثي للإصابة بالسرطان.
خيارات نمط الحياة، مثل التدخين.
تناول كميات كبيرة من الأسماك المملحة.
إن فهم هذه العوامل يمكن أن يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن خياراتهم الغذائية وعادات نمط حياتهم لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
المخاطر الصحية للأسماك المملحة:
في حين أن العلاقة المحتملة بين التعرض للأسماك المملحة وخطر الإصابة بالسرطان قد حظيت باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك مخاطر صحية أخرى مرتبطة باستهلاك الأسماك المملحة، تنبع هذه المخاطر من المستويات العالية من الصوديوم والمواد الحافظة والمركبات الأخرى الموجودة عادة في الأسماك المملحة.
يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وتلف الكلى. وقد تم ربط المستويات العالية من المواد الحافظة المستخدمة في الأسماك المملحة، مثل النتريت والنترات، بالسرطان ومشاكل صحية أخرى.
وبصرف النظر عن هذه المخاطر الصحية، فإن الاستهلاك المفرط للأسماك المملحة قد يزيد أيضًا من خطر الإصابة بحالات أخرى، مثل النقرس، بسبب المستويات العالية من البيورينات الموجودة في الأسماك.
من المهم فهم هذه المخاطر الصحية والنظر في الخيارات الغذائية المعتدلة والبديلة.