كيف رفضت الكنيسة المصرية مشاركة اليهود في عاداتهم بخصوص الفصح وخميس العهد؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية، وهو احتفال خميس العهد، وهو اليوم الذي أسس فيه المسيح طقس الإفخارستيا أو التناول وهو المرحلة الختامية في كل القداسات الإلهية، في كل مكان في العالم.
تأخير تناول الأسرار إلى بعد الغروب
الاب فيلبس ماهر، أستاذ الطقوس الكنسية، قال في تصريح خاص لـ "الدستور"، إنه في قداس خميس العهد لا يصلي الكاهن صلاة الصلح لأن الصلح بين السماء والارض لم يحدث الا بالقداس على خشبة الصليب، ثم لا يُقال المجمع ولا الترحيم بل يقول الشعب لحن (كما كان)، ويتناول الشعب من الأسرار في الساعة التاسعة أو بعد الغروب كما ورد في الدسقولية حتى لا يكون للمسيحيين شركة مع اليهود في أكلهم الفصح وقت الغروب، وأثناء التوزيع لا يُقال المزمور 150.
عادات اليهود في أكل الخروف وشرب الخمر
ومن جانبه، قال القمص إشعياء عبد السيد فرج، في كتاب طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى، عن خميس العهد إنه كان من عوائد اليهود أن يأكلوا الخروف جماعات بحيث لا تقل عن 10 أشخاص ولا تتجاوز 16 شخصًا وكانوا يرشون من دم الخروف على قائمتيّ الباب والعتبة العليا وكانوا يرشونه على أعشاب مرة ولا يكسرون عظامه، ولا يبقون منه شيئًا للصباح.
وكان لليهود عادة أن يشربوا في هذا العشاء أربع كؤوس من الخمر الممزوج بقليل من الماء. فيشربون الكأس الأولى التي يسمونها كأس المرارة إشارة إلى أيام العبودية، كان رئيس الجماعة يقول، مبارك الذي أبدع ثمر الكرمة (وفي الغالب أن هذه الكأس هي التي ذكرها القديس لوقا الإنجيلي) وكانت قبل تقديس الخبز.
وبعدها كانوا يغتسلون إشارة إلى عبورهم مياه البحر ثم يرجعون إلى المائدة ليأكلوا مما عليها من أعشاب مرة، و فطير، و الخروف المشوي، ونقيع من البلح واللوز والتين والزبيب والخل والقرفة وغيرها، فيأخذ رئيس الجماعة جزءًا من الإعشاب وليمة من المرق ويأكله ويشكر الله الذي أبدع خيرات الأرض فيجاوبه الحاضرون قائلين: آمين.
توضيح سبب الطقس لدى اليهود
ثم يتقدم ولد ليسأل أباه عن سبب حفظ هذا الطقس فيجيبه عن حادثة ذبح الخروف وعبور الملاك المهلك وخروجهم من أرض مصر ثم يسبحون ثم يشربون الكأس الثانية ويسمونها كأس الفرح ويأخذ رئيس المتكأ الفطير ويكسره ويوزعه على المتكئين فيغمسونه مع الأعشاب في المرق ويأكلون خروف الفصح. ثم يرفعون الشكر لله ثم يشربون الكأس الثالثة وتُسَمَّى "كأس البركة" ثم يُسَبِّحُون (ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط بركة ثم يشربون الكأس الرابعة ويختمون الاحتفال وأحيانًا كانوا يشربون كأسًا خامسًا بعد ترنيمة التسبحة العظيمة.
جدير بالذكر أن الأقباط غدا سيحتفلون بأكبر وأهم يوم في طقسهم الكنسي وهو يوم الجمعة العظيمة، والذين يتذكرون فيه صلب السيد المسيح، وهو ما يسبق احتفالات الكنيسة بعيد القيامة المجيد بيومين فقط، اذ يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد يوم السبت المُقبل، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكُبرى بالعباسية.