منافسة قوية على جائزة البوكر 2024.. رواية مصرية بين المرشحين
ينتظر الكثير من المؤلفين والمثقفين ومحبي القراءة في الوطن العربي، لحظة إعلان الرواية الفائزة بـ جائزة البوكر 2024 اليوم، في دورتها الـ17 في احتفالية تقام في أبو ظبي وتبث افتراضيا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتُمنح جائزة الرواية العربية، الفائز المرتقب جائزة قدرها 50 ألف دولار إلى جانب ترجمة روايته الفائزة إلى اللغة الإنجليزية، ويحصل الكتاب الستة في القائمة القصيرة لجائزة البوكر 2024 على 10 آلاف دولار
ونأخذكم في جولة بين الأعمال المرشحة في القائمة القصيرة والنهائية لجائزة البوكر 2024.
رواية "مقامرة على شرف الليدي ميتسي" لـ أحمد المرسى من مصر
تدور أحداث الرواية في أوائل القرن الماضي في مصر، وقالت عنها البوكر: تأسرنا حكايات أربعة أشخاص تقاطعت طرقهم في مضمار سباق للخيول، منهم فتىً تضطره الأحداث لأن يكون الجوكي الذي يقود فرسه في السباق، وسيدة إنجليزية تقرر شراء الفرس، وترى في الفتى صورة لابنها المتوفى.
أما ثالثهم، فهو سمسار يعمل في الرهانات ويتولى مسائل البيع والشراء، ورابعهم شرطي محال على المعاش يراهن على الخيل أملًا في كسب المال لعلاج زوجته المريضة. بدايةً من الفوز الاستثنائي الذي تحققه الفرس، تخوض الشخصيات مغامرات وصراعات عديدة، حيث تشتبك المصالح والطموحات، وتضطرم العواطف، وتنبض الرواية بأروع ما هو إنساني وتاريخي.
"قناع بلون السماء" لـ باسم خندقجي من فلسطين
تحكي الرواية قصة نور عالم الآثار المقيم في مخيم في رام الله، وفي أحد الأيام يجد هوية زرقاء في جيب معطف قديم، صاحبها الإسرائيلي أور، فيرتدي نور قناع المحتلّ في محاولة لفهم مفردات العقل الصهيوني.
وقالت البوكر عن الرواية: في تحوّل نور إلى أور، وفي انضمامه إلى بعثة تنقيب إحدى المستوطنات، تتجلى فلسطين المطمورة تحت التراب بكل تاريخها، وفي المسافة الفاصلة بين نور وأور، وبين الهوية الإسرائيلية الزرقاء والتصريح الفلسطيني، وبين السردية الأصلية المهمشة والسردية المختلفة السائدة، هل سينجح نور في إلقاء القناع والقضاء على أور، علّه يصل إلى النور؟
"سماء القدس السابعة" لأسامة العيسة من فلسطين
يعود مؤلف الرواية إلى قدس السبعينيات التي تتعرض إلى ما يشبه المجاعة، للمرة الثانية، بعد خروجها من حرب ثانية خلال عشرين عامًا، وتحاول احتواء صدمتها مع محتلها المنتصر والمتفوق.
وقالت البوكر عن الرواية: هى رواية احتفاء بالمكان، وبالشخوص، بمدينة نصية وقدرية، ولكنها أيضًا مراجعة للمسلّمات، والشعارات، وحتى الفعل الفدائي المبكر، الذي لم يكن، رغم فداحة التضحيات وسموّها، ليفضيَ إلى انعتاق المدينة، وعن الإدراك المبكر أن القدس، المحاصرة بالأغاني الحماسية، والشعارات الجماهيرية، والتصريحات الرسمية، ليست هي قدس الناس الذين كان عليهم دفع الثمن دائمًا، وليست هي القدس المدينة التي حاصرت نفسها في نحو كلم مربّع داخل السور، لقرون، رغم معاناتها من جراح لن تندمل، ومن محتل إلى آخر.
"خاتم سُليمي" لـ ريما بالي من سوريا
وتدور أحداث الرواية حول المصوّر الإسباني اليهودي لوكاس وسلمى في حلب وتوليدو، وقالت عنها جائزة البوكر: يبدو الخاتم الذي أهدته سلمى إلى لوكاس رمزًا شفيفًا يخاطب خاتم سليمان بحكايته وسحريته.
وبين سلمى ولوكاس وشمس الدين، اختلفت الأهواء وتباينت الخلفيات والرؤى، ولم يتفق ثلاثتهم إلا على عشق حلب، المدينة الغاوية المغدورة التي تئن أسفل أنقاض الأحلام والفرص الضائعة، فهل يكون خاتم سليمى السحريّ كافيًا لتحرير الأرواح الهائمة في فضاء المدينة؟ أم أن على حلب أن تنتظر سليمانًا آخر يُبعث من سباته الطويل، ويستعيد سطوته على سائر المخلوقات المتناحرة، إذ يعثر على خاتمه المفقود؟
"باهَبَل" لرجاء عالم من السعودية
تسرد الرواتة حكاية عائلة "السردار" وهي نموذج للعائلة المكية العريقة، ومن خلال حياتها نرى مدينة مكة، وبخاصة حياة النساء في مكة في الفترة ما بين 1945 حتى العام 2009.
وقالت البوكر عنها: أن فترة الرواية التي شهدت تحولات كثيرة في حياة أهالي تلك المدينة التي تعيش على وقع وجود الحرم فيها، يولد الطفل عباس (باهبل) في عائلة يسيطر فيها الأب على كل مناحي الحياة. كان أحد توأمين، بحسب ما قالت القابلة، لكن توأمه شرد! وعاش الطفل قريبًا من نساء العائلة، وقرر أن يكتب حيواتهنّ.
"الفسيفسائي" لعيسى ناصري من المغرب
تستوحى الرواية حكايتها من "فن الفسيفساء"، فتقع أحداث الرواية في مدينة "وليلي"، وموقعها الروماني الأثري، وتتكون من ثلاث مخطوطات مضمّنة (روايتان ومذكرات)، تدور أحداث الرواية الأولى ("الفتى الموري") في زمن الاحتلال الروماني للمغرب (القرن الثاني الميلادي) حيث تمت صناعة فسيفساء ناطقة بصوت الموريين (السكان الأصليين) المناهض لاجتياح الرومان أرضَهم.
أما الرواية المضمّنة الثانية، فتدور وقائعها ما بين 1994 و1996 وفيها تخوض الكاتبة الأمريكية أريادنا نويل رحلة بحث عن لوحة فسيفساء مفقودة، مهتدية بتوجيه مواطنتها لينا أرملة زوج مغربي ومالكة بيت تحوي إحدى غرفه جزءًا من الفسيفساء المسروقة من موقع وليلي الأثري. وحال وصولها تنشأ علاقة حب بينها وبين جواد كاتب مخطوطة "الفتى الموري"، فتشرع في كتابة قصة بحثها وعلاقتها بجواد في روايتها "ليالي وليلي". أما المخطوطة الثالثة، فهي عبارة عن مذكرات كتبتها الطبيبة النفسية نوال الهنداوي حول مريضَيها تهامي الإسماعيلي وعياش الحفيان.
ووصفت البوكر الرواية، أنها تتعالق لترصيف قطع رواية تاريخية فانتازية واقعية نفسية تطرح أسئلة حول الحرية والذاكرة والكتابة والحب.