دكتور يوسف زيدان ينتظر "المنفرد ونساؤه الساحرات".. بخط يده
ينتظر الدكتور يوسف زيدان "المنفرد ونساؤه الساحرات"، وهو عنوان أحدث إبداعاته السردية الروائية، والتي كشف عنها وعن تفاصيلها، بعد روايتيه "الحصيد" و"سفر العَذَارى".
يوسف زيدان ينتظر "المنفرد ونساؤه الساحرات"
يعكف الكاتب دكتور يوسف زيدان، على كتابة أحدث إبداعاته السردية الروائية الجديدة، والتي تحمل عنوان "المنفرد ونساؤه الساحرات"، وفي هذه السطور ننشر لكم مقطع من فصلها الأول.
يكتب يوسف زيدان في روايته الأحدث "المنفرد ونساؤه الساحرات": "اعتراف، لا أحب الحديث عن أمي، ولا الحكي عنها، ولكن يمكنني الآن الكتابة بحرية لا محدودة، مفصحًا عما أميل إلى البوح به، وأسمح.. لماذا الكتابة؟ لأن فيها فضفضة تريح القلب، وهذا الليل الثقيل طويل، ولا يوجد لدي شيئ مهم أفعله خلال ساعاته البطيئة.
ولأن الكتابة آمنة ولا خطر فيها، ولا يمكن أن تدين، ما دام لا أحدًا سوف يقرأ ما كتب، ولأن قلمي الرصاص صموت، لا صرير له حين يحتك اسوداده ببياض الصفحات، ولا يصدر صوت المفردات مهما تكررت كتابتها، وهو أمر مهم عندي، خصوصًا مع الكلمات محيرة الدلالة مثل كلمة "ماما" التي تحاشيت منذ طفولتي المبكرة النطق بها، تلبية للأوامر واستجابة للتحذيرات، وبقيت إلي اليوم لا أطيق النطق بها، ولا استطيب سماعها، لأنها كلمة مربكة تحرك الحيرة في عقلي، وتثير في وجداني الاضطراب.
"ماما" لفظة غريبة، وفيها عجائب لا ينتبه إليها الناس لكثرة استعمالهم لها، فمن عجائبها أنها لا تكون أبدًا مبتذلة، مع أن كل ما يكثر استعماله مبتذل، وهي كلمة ترياقية ذات وقع سحري على أذن الوالدات، تشيع بقلوبهن البهجة وتدفعهن إلى بذل الجهد، مهما بلغ بهن الإنهاك غايته، ومن عجائب هذه الكلمة أنها مهما كانت فصيحة أو عامية، ومهما كان منطوقها في اللغات التي نعرفها، لا تخلو من حرف الميم، لماذا الميم؟ ربما لأن هذا الحرف مشترك بين الأمومة والاهتمام، فالمرأة حين تحبل تهتم تلقائيًا بما في بطنها، وإلا أسقطته.
إطلالة على إبداعات يوسف زيدان الروائية
ويوسف زيدان، باحث ومفكر وكاتب روائي، صدر له العديد من المؤلقات السردية الروائية نذكر من بينها: ظل الأفعي ــ عزازيل ــ النبطي ــ حاكم.. جنون ابن الهيثم ــ فردقان ــ الحصيد ــ سفر العَذَارى وغيرها، فضلًا عن دراساته وأبحاثه في تحقيق المخطوطات وأعماله الفكرية.