سياسى عراقى لـ"الدستور": زيارة أردوغان لبغداد تهدف لتقارب استراتيجى واسع
قال الدكتور عائد الهلالي، باحث في الشأن السياسي العراقي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زار العراق الإثنين لأول مرة بعد أكثر من 13 عاما على زيارته الأخيرة لبغداد، بعد أن كانت آخر زيارة له حين كان رئيسا للوزراء في مارس 2011، وذلك في الوقت التي تمر فيه العلاقات العراقية التركية بموجات من الشد والجذب بسبب الكثير من الملفات العالقة، التي لم تحل بين البلدين وكذلك الظروف التي تمر بها المنطقة بتوترات شديدة، إذ تشكل الصراعات المتصاعدة والتحديات الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط تهديدات خطيرة لكلا البلدين، ما يمثل دافعا لضرورة العمل المشترك بشكل أكثر فاعلية من ذي قبل.
تقارب استراتيجى واسع النطاق بين تركيا والعراق
وأضاف الهلالي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الزيارة تأتي في ظل تقارب استراتيجي واسع النطاق بين تركيا والعراق بعد سلسلة من الاجتماعات الأمنية رفيعة المستوى، التي جرت بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات ومسئولين آخرين من تركيا والعراق، في 13 مارس الماضي في بغداد.
وأشار إلى أن القضايا الاقتصادية تتصدر جدول أعمال زيارة الرئيس التركي، كزيادة حجم التجارة الثنائية، وإدارة أزمة المياه في العراق، والمساهمات المحتملة لتركيا بهذا الشأن، بجانب المطالب العراقية بشأن نقل الغاز الطبيعي والنفط عبر تركيا.
وأوضح وزير التجارة التركي، عمر بولات، أن حصة العراق من الصادرات التركية خلال السنوات العشر الماضية بلغت أكثر من 5% من إجمالي صادرات تركيا، في حين بلغ حجم التجارة بين البلدين 24.2 مليار دولار في 2022، و19.9 مليار دولار العام الماضي، وانخفضت الصادرات التركية إلى العراق بنسبة 7.2% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 12.8 مليار دولار، وفي الفترة نفسها انخفضت الواردات من العراق بنسبة 31.1% لتصل إلى ما يقارب 7.2 مليارات دولار خلال الفترة المشار إليها.
وأشار الوزير إلى أن حجم الصادرات التركية إلى العراق مرشح للوصول إلى 15 مليار دولار على المدى القريب، و20 مليار دولار في عام 2030، مع استكمال مشروع طريق التنمية. وقد شهدت الزيارة الإعلان المشترك بشأن إنشاء اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، والتوقيع على بروتوكول إنشاء آلية التشاور والتعاون في مجالات سلامة المنتجات والحواجز الفنية أمام التجارة الثنائية، ومذكرة تفاهم بين مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي واتحاد غرف التجارة العراقية.
وتحدث عن مشكلة المياه حيث تشكل السدود التركية على نهر الفرات، منها سد "إليسو" وسد "أتاتورك" وسد "كيسلي كايا"، محورا رئيسيا في الأزمة المائية التي يواجهها العراق، إذ تسهم في خفض تدفق المياه نحو العراق الذي يلقي باللوم على إيران وتركيا اللتين تواجهان بالأصل تحديات في إدارة مواردها المائية في عدة مناطق، بدعوى عدم التزامهما بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحصص مياه الأنهار.
وتشير التقديرات إلى انخفاض حاد في حصة العراق من المياه، من حوالي 73 مليار متر مكعب في عام 2003 إلى 50 مليار متر مكعب في عام 2020، بسبب ملء السدود التركية.