فقر الدم.. رحلة من نقص الأكسجين إلى فشل القلب
فقر الدم هو حالة تتميز بنقص في عدد خلايا الدم الحمراء أو انخفاض في كمية الهيموجلوبين في الدم.
كشف الدكتور أبهيجيت بورس، طبيب القلب التداخلي، أنه بما أن القلب هو المسئول عن ضخ وتوزيع هذا الدم، فإن فقر الدم يمكن أن يؤثر على القلب بالطرق التالية:
1. انخفاض توصيل الأكسجين: الهيموجلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء هو المسئول عن حمل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة والأعضاء المختلفة في الجسم، بما في ذلك القلب، عندما تكون مستويات الهيموجلوبين منخفضة بسبب فقر الدم، يتم توصيل كمية أقل من الأكسجين إلى عضلة القلب، يمكن أن يؤدي هذا إلى حالة تسمى نقص تروية عضلة القلب، حيث لا تتلقى عضلة القلب ما يكفي من الأكسجين لتعمل على النحو الأمثل.
2. زيادة معدل ضربات القلب: استجابة لانخفاض توصيل الأكسجين، قد يعوض القلب عن طريق زيادة معدله "عدم انتظام دقات القلب" لضخ المزيد من الدم والأكسجين لتلبية احتياجات الجسم، يمكن أن يؤدي عبء العمل المتزايد على القلب إلى الضغط وربما يساهم في حالات مثل الخفقان أو ألم الصدر أو حتى قصور القلب مع مرور الوقت.
3. عدم انتظام ضربات القلب: فقر الدم يمكن أن يهيئ الأفراد لإيقاعات القلب غير الطبيعية "عدم انتظام ضربات القلب"، يمكن أن يؤدي خلل التوازن في الشوارد الناتجة عن فقر الدم، بالإضافة إلى زيادة عبء العمل على القلب، إلى تعطيل النشاط الكهربائي الطبيعي للقلب، مما يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب مثل الرجفان الأذيني أو عدم انتظام ضربات القلب البطيني.
4. تغيرات في نتاج القلب: يمكن أن يؤثر فقر الدم أيضًا على نتاج القلب، وهو حجم الدم الذي يضخه القلب في الدقيقة، في البداية، قد يحاول القلب زيادة النتاج القلبي للتعويض عن انخفاض القدرة على حمل الأكسجين. ومع ذلك، إذا كان فقر الدم شديدًا أو مزمنًا، فقد تصبح كفاءة القلب أقل مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى انخفاض النتاج القلبي وظهور أعراض التعب والضعف وضيق التنفس.
تضخم القلب
وخلص الدكتور أبهيجيت بورس إلى أنه في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي فقر الدم المزمن، إذا ترك دون علاج، إلى تضخم عضلة القلب "تضخم القلب" حيث يعمل القلب بجهد أكبر للتعويض عن انخفاض قدرة الدم على حمل الأكسجين، هذا التضخم يمكن أن يضعف عضلة القلب ويزيد من خطر فشل القلب.
ومن المعروف أيضًا أن فقر الدم يؤدي إلى تفاقم الأعراض والنتائج لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب الموجودة مسبقًا مثل مرض الشريان التاجي أو قصور القلب أو أمراض القلب الصمامية، يمكن أن يؤدي انخفاض توصيل الأكسجين إلى القلب إلى تفاقم نقص التروية، وزيادة عبء العمل على القلب، وتفاقم الأعراض المرتبطة بهذه الحالات. من الضروري تحديد وإدارة فقر الدم على الفور لمنع الآثار الضارة على وظيفة القلب والصحة العامة.