"المصرى للدراسات": تفجير قاعدة كالسو العسكرية ينهى التزام الفصائل المسلحة بالعراق بالتهدئة
رأى المركز المصري للدراسات أن استهداف قاعدة كالسو العسكرية التي تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي العاصمة العراقية بغداد، بالطيران المسير، لا يمكن عزله أو فصله عن مسار التصعيد الإيراني الإسرائيلي، خاصة أن الحشد الشعبي وما يندرج تحته من مجموعات مسلحة في العراق هى جزء رئيسي من الأذرع المسلحة لطهران.
واعتبر المركز، في تقدير موقف اليوم السبت، بشأن هذا الهجوم الذي نفت الولايات المتحدة أن تكون لها صلة به، أن هناك احتمالين حول منفذ هذا الاستهداف، الأول: هو أن يكون استهدافًا إسرائيليًا وليس أمريكيًا في محاولة لتوسيع دائرة التصعيد والرد بصورة أكبر على الهجوم الإيراني يوم 13 أبريل، بعدما لم يرمم هجوم الأمس صورة إسرائيل وأثار انتقادات حادة ضدها داخلًيا، فضلًا عن محاولة نتنياهو توريط الولايات المتحدة في التصعيد ضد إيران.
أما الاحتمال الثاني، وفق المركز، هو أن يكون هجومًا استباقيًا من جانب الولايات المتحدة بشكل أساسي لردع الفصائل المسلحة في العراق ووكلاء إيران بوجه عام ومنعها من شن هجمات على أهداف أمريكية أو إسرائيلية؛ استجابة للتصعيد الدائر بين إسرائيل وإيران، ولكنه يظل احتمالًا مستبعدًا، خاصة أن القيادة المركزية الأمريكية نفت تمامًا شنها أي غارات على العراق اليوم.
ومع ذلك، رجح المركز أنه حتى مع النفي الأمريكي، من المحتمل أن يؤدي الهجوم إلى انتهاء التزام الفصائل المسلحة بالعراق بالتهدئة السارية منذ يناير 2024 بعد استهدافها القاعدة الأمريكية على الحدود الأردنية السورية. ومن ثم العودة إلى استهداف قواعد وأهداف أمريكية سواء في العراق أو في سوريا خلال الفترة المقبلة، وهو ما يحقق الهدف الإسرائيلي بصورة أساسية إذا ما صح الاحتمال الأول.
كما رجح أن يؤثر هذا الاستهداف بصورة كبيرة على نتائج زيارة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى الولايات المتحدة، والتي ناقشت ضمن ملفاتها الأساسية الوجود الأمريكي في العراق والرغبة في إنهاء مهام التحالف الدولي ضد "داعش"، وسط تصعيد خطابي من جانب الفصائل العراقية وأحزابها السياسية ضد قوات التحالف وأنها خرجت عن إطار المهام المنوطة بها.
تفجير مقر الحشد الشعبي في قاعدة كالسو
ووقع صباح اليوم السبت، انفجار ضخم في مقر الحشد الشعبي في قاعدة كالسو العسكرية، في ناحية المشروع طريق المرور السريع شمال محافظة بابل، تسبب في وقوع خسائر مادية وبشرية، حسب بيان صادر عن هيئة الحشد الشعبي العراقي.
ويأتي الهجوم بعد نحو يوم من وقوع انفجارات قرب قاعدة عسكرية في منطقة أصفهان وسط إيران، حيث قلّلت السلطات من تأثيرها، دون أن تتهم إسرائيل مباشرة بالوقوف وراءها، كما لم يصدر تعليق من إسرائيل على الهجوم.
ووقع ذلك بعد أقل من أسبوع على هجوم إيراني غير مسبوق ومباشر ضد إسرائيل ردًا على استهداف مقر القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق أول أبريل الجاري.