محمد الباز يكتب: اعترافات القتلة.. قيادى إخوانى: بدأنا العنف ضد الدولة بفتوى شرعية قبل 30 يونيو
أوسعتنا جماعة الإخوان الإرهابية كلامًا عن سلميتها.
لا تتردد فى الحديث عن الظلم الذى تدّعى أنه وقع عليها.
تصرخ فى وجوه الجميع: نحن لم ندع إلى عنف أو نرتكبه، كفى زورًا وبهتانًا وكذبًا علينا.
تحاول بما تفعله أن تدغدغ مشاعر من لا يعرفونها جيدًا، ولأننا نعرفها حق المعرفة، فلم تستطع أبدًا أن تخدعنا، قلنا وكشفنا وفصلنا، ولم نلتفت أبدًا إلى ما تدعيه.
ولأنها جماعة ضلال، لا يتركها الله دون أن يكشف سترها، ويفضح مكنونها، ولحكمة الله البالغة، فإنه يفضحها بلسانها.
خلال الساعات الماضية وعلى نطاق واسع تم تداول «بودكاست» على شبكة الإنترنت، يمكنكم مشاهدته كاملًا إذا أردتم، يتحدث فيه محمد منتصر، الذى قدمه محاوره فيه بقوله بأنه منتصر الثائر والمناضل.
وقبل أن تسألنى: من محمد منتصر هذا؟
لن أقول لك فقط ما قدم به نفسه من أن اسمه محمد رفيق، حاصل على ليسانس الآداب من جامعة الإسكندرية التى التحق بها فى العام ١٩٩٨، بدأ نشاطه مع جماعة الإخوان عندما كان فى المدرسة الثانوية، واستكمل عمله داخلها فى الجامعة، وبعد التخرج أصبح واحدًا من قيادات القسم السياسى بها.
لكنى سأضع أمامك حقيقته، فهو واحد من شهود العيان على ما ارتكبته الجماعة من أعمال عنف وقتل وسفك دماء، لا تلتفت إليه كثيرًا وهو يبرر ما فعلوه، فماذا ننتظر من قاتل؟
لكن تأمل فقط أريحيته وهو يتحدث عن قتل الأبرياء، وكأنه يتحدث عن وجبة خفيفة يحبها ويلتهمها، فهذا هو سمت القتلة الذين يسفكون الدماء ببرود دون أن يشعروا بتأنيب ضمير.
كان الظهور الرسمى والعلنى الأول لمحمد منتصر فى ٢٤ يناير ٢٠١٥، عندما أعلنت الجماعة الإرهابية عن تعيينه متحدثًا رسميًا باسمها.
لم يكن منتصر فى حقيقة الأمر متحدثًا رسميًا باسم الجماعة فقط، بل كان محرضًا على العنف بشكل علنى.
كلهم يحرضون على العنف، لكنهم يحاولون ستر الأمر، أما هو فلم يكن كذلك.
عندما تم تنفيذ حكم الإعدام على أعضاء خلية «عرب شركس» فى مايو ٢٠١٥ كتب منتصر على صفحته بوضوح: «لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص».
لم يكن منتصر مخالفًا الجماعة فى منهجها، لكنهم كانوا يأخذون عليه تصريحاته التى يمكن أن تكون دليلًا على هذا المنهج الذى تنفذه الجماعة بشكل سرى، فهى تخطط للعنف وترتكبه على الأرض لكنها إعلاميًا تتبرأ منه.
كان من الطبيعى أن تضيق الجماعة بـ«محمد منتصر».
فى ديسمبر ٢٠١٥ خرج محمود غزلان، القيادى بالجماعة، فى واحدة من تضليلاته ليقول إن الجماعة تتمسك بالسلمية، لم يعجب ما قاله غزلان محمد منتصر، الذى رد عليه بعنف مطالبًا باستخدام كل آليات الخيار الثورى، وزاد على ذلك بأن هاجم القيادات القديمة فى الجماعة، وقال لهم بوضوح: دوركم انتهى.
بعد ذلك كتب منتصر على صفحته محرضًا: إلى شباب الثورة.. إلى الوطنيين الأحرار.. حان وقت إنفاذ خطتكم لإنقاذ ثورتكم والقصاص من القتلة، فلتتقدموا بخطوات ثابتة ولتستعيدوا حريتكم ووطنكم.
بعد أيام من تصريحات منتصر، وفى ١٣ ديسمبر ٢٠١٥ أصدرت الجماعة قرارها بعزله من منصبه كمتحدث إعلامى، وتجميد عضويته لمدة ٤ أشهر بعد التحقيق معه فى البيانات والتصريحات الصحفية التى أصدرها، وإجرائه حوارًا مع وكالة الأناضول التركية للأنباء دون الرجوع لمسئوليه.
لم يتوقف الأمر عند محمد منتصر، بل طال القيادى الإرهابى محمد كمال الذى كان معروفًا لدى الأوساط الإخوانية والأمنية على السواء بأنه من يحرك اللجان النوعية التى ترتكب كل أعمال العنف على الأرض، فقد أصدرت اللجنة العليا بالجماعة قرارات موقعة بخط رئيسها محمد عبدالرحمن، بإعفاء محمد كمال عضو مكتب الإرشاد من منصبه وتجميد عضويته، وفصل مسئولى وأعضاء لجان الطلاب واللجان الإعلامية ولجان الحراك الثورى، وذلك كما يدعى القرار لخروجهم على قيادة الجماعة، وعدم التزامهم بتعليمات القيادة العليا.
تحول الأمر إلى فتنة.
قرر ١١ مكتبًا إداريًا بالجماعة التمسك بمنتصر كمتحدث، وأعلنوا عن خلع طاعة القيادات الذين وصفوهم بأنهم عجائز الجماعة، وبدأت وساطات عديدة تتدخل فى الأمر، حتى تنتهى الفتنة، وكان من بين من توسطوا لإنهاء هذه الأزمة، الشيخ يوسف القرضاوى، الذى خرج منتصر بعد ذلك وشكره على الملأ، لتدخله ومحاولته حل الأزمة.
الغريب أنه فى اليوم التالى مباشرة عادت اللجنة الإدارية العليا بالجماعة لتقول إنها لم تصدر أى قرارات بشأن محمد منتصر، وإنه لا يزال المتحدث الرسمى باسم الجماعة، وأغلب الظن أن ذلك حدث لامتصاص موجات الغضب التى تفجرت، بعد قرار إقالته الذى لم تكن قد مرت عليه سوى ساعات قليلة.
الأغرب من ذلك، أنه وبعد نحو عام من قرار الإقالة المريب، أعلن منتصر بنفسه عن استقالته من منصبه كمتحدث رسمى للجماعة، ولم تكن الاستقالة إلا ترجمة لانشقاق حاد داخل الجماعة التى أصبحت تعمل من خلال جبهتين.
الجبهة الأولى هى جبهة القيادات التاريخية التى تعمل من لندن، وعلى رأسها إبراهيم منير ومحمود عزت، الذى كان مكان اختبائه مجهولًا وقتها.
والجبهة الثانية، هى جبهة الشباب أعضاء المكاتب النوعية الذين أعلنوا عن انتمائهم لمحمد كمال، الذى قُتل فى أكتوبر ٢٠١٦، أى قبل استقالة منتصر بما يقارب الشهرين، وهذه الجبهة كانت قريبة من قيادات تاريخية أخرى تقيم فى تركيا، كان على رأسهم محمود حسين.
بعد ذلك كونت هذه القيادات جبهة مستقلة، ودخلت فى مواجهات عديدة مع جبهتى إبراهيم منير وأتباع محمد كمال.
كان محمد منتصر هدفًا لهجوم متتالٍ من جبهة إبراهيم منير، للدرجة التى أطلقوا عليه اسم حركى هو «الفنكوش».
لا يمكن بأى حال من الأحوال التقليل من أهمية محمد منتصر فى الجماعة، فهو ليس شاهدًا على ما جرى فقط، لكنه شريك فيه أيضًا، بما يعنى أن لديه ما يقوله، وهو ما بدا لى من حالة الاحتفاء بظهوره وحديثه من قبل قواعد الجماعة الإرهابية فى الداخل والخارج، وهى القواعد التى لم تتخل أبدًا عن فكرة العنف، وتنتظر فقط من يفتح لها الباب لذلك، وأعتقد أن الاحتفاء بمنتصر نذير خطر، فالإخوان ينتظرون أمثاله ليواصلوا إشعال فتيل العنف.
أحدهم قال تعليقًا على حواره الذى يتجاوز الساعة: «أنا شخص ممن يسمى التيار الإسلامى العام، أول مرة حرفيًا حد يتكلم معايا بشكل واقعى عن اللى حصل، أول مرة أحس إن حد بيعبر عننا، وحد بيعبرنا وبيحكى لينا تاريخيًا اللى عشناه ومعرفهوش».
ينحاز محمد منتصر إلى محمد كمال، هذا مؤكد وليس فيه أدنى شك، لكن هذا الانحياز لا يمنعنى من متابعة ما قاله، وأعتبره من أخطر اعترافات قيادات الجماعة الإرهابية.
سأله محاوره: البعض يقول إن محمد كمال وآخرين فرضوا قرار المواجهة على الجماعة أو جروا الجماعة جرًا إلى قرار المواجهة.. هل هذا الكلام صحيح؟
لقد روجت الجماعة الإرهابية إلى هذا الطرح مبكرًا بالفعل، أرادت أن تتبرأ من أعمال العنف التى يرتكبها محمد كمال، حتى يقنعوا الجميع بأنهم مع السلمية، وبأن محمد كمال ومن يعملون معه ليسوا سوى خارجين عن طاعة الجماعة.
محمد منتصر يلقى بقنبلة فى وجه جماعة الإخوان.
يجيب عن هذا السؤال بقوله: هذا الكلام ليس صحيحًا بالمرة، بل فيه مغالطة كبيرة، وللتاريخ فإذا سمع هذه الحلقة إخوانى من الإخوان المسلمين، فسوف يعرف أنه قبل أن يكون هناك قرار المواجهة، كان هناك قرار الدفاع فى يناير ٢٠١٣، قبل ٣٠ يونيو بـ٦ أشهر، وكان وقتها تحت اسم حرق المقرات وحماية المقرات، وحصل الإخوان وقتها على فتوى بـ«دفع الصائل»، ولم يكن القرار للدكتور محمد كمال، لكنه كان من يناير ٢٠١٣، وعندما جاء الدكتور كمال أوقف هذا القرار.
كعادة الإخوان يلجأون إلى الشرع عندما يريدون، ويستخدمون الفتوى عندما يشاءون، ويوظفونها فى غرضهم تمامًا، فقد أعلنوا عما سموه الدفاع عن مقراتهم نزولًا على فتوى حصلوا عليها وهى «دفع الصائل».
شرعًا الصائل هو المعتدى على غيره بغير حق بقصد سرقة أو انتهاك عرضه أو سفك دمه أو اغتصاب أرضه، وللمعتدى عليه عندئذ شرعًا أن يدفع المعتدى بما يراه مناسبًا لدفع شره وعدم تمكينه من النيل من عرضه أو دمه أو ماله أو أرضه، ولو كان بقتل الصائل، يقول الله تعالى «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».
وكما يزوّر الإخوان كل شىء، يزوّرون الفتوى، فالفتوى لا تنطبق أبدًا على من هاجموا الإخوان، ولا على المعترضين على حكمهم الفاسد، لكنهم وظفوها فى الوجهة التى تخدم مصالحهم فقط.
يمكن أن يفهم البعض أن محمد كمال أوقف عملية الدفاع أو لم يأخذ بفتوى «دفع الصائل» لأنه كان لا يرغب فى العنف، الواقع أنه نظم عملية العنف، وكان كل هم محمد منتصر أن يدافع عن كمال على اعتبار أنه لم يبدأ العنف، بل بدأته الجماعة وأقرته وبحثت عن دليل شرعى ليدعمها فى ممارسته.
يشرح محمد منتصر أكثر ليوضح ما جرى.
يقول: كان يحدث حرق للمقرات، وكان يحدث أن تشتبك معنا الشرطة، وكان وقتها الإخوة يقولون لا نريد الشرطة، كان هذا فى يناير ٢٠١٣، وأخذ الإخوان من الشعب مجموعات حتى تحمى المقرات، وعليه فهذا القرار لم يكن أبدًا قرار الدكتور كمال من البداية، بل على العكس تمامًا الدكتور كمال نظم ورتب هذا الأمر فيما بعد.
ويسأل المحاور محمد منتصر: هل كانت قواعد الإخوان تطالب بمثل هذا القرار، هل تفاعلوا معه بدرجة كبيرة؟
ويجيب منتصر: التفاعل كان كبيرًا، وكثير من قواعد الإخوان على اختلاف أعمارهم كانوا يتفاعلون، وكنا نرى بعض الإخوة فوق الستين، وتجد أحدهم يبكى ويبكى، ويقول لنا أنا أريد أن أكون موجودًا، أنا أريد أن أشارك معكم، فالقواعد سواء كانوا فى الداخل أو فى الخارج كانوا متفاعلين، وذلك أن الكل كان يعرف أن القرار عندما صدر من الجماعة كان مؤسسيًا بشكل كامل.
يشرح محمد منتصر أكثر: قبل أن يصدر هذا القرار اجتمع الإخوان وقالوا إنهم يريدون عقد اجتماع لمجلس شورى الجماعة، لأنه هو من يعتمد مثل هذه القرارات، لكن مجلس شورى الجماعة لم يكتمل نصابه، فقاموا بعمل مجلس مشورة، بحيث يأخذون ٣ من كل محافظة على أن يكون من بينهم أعضاء من مجلس شورى الجماعة، وقالوا وقتها إن لم يكن هناك من أعضاء مجلس الشورى يستعينون بأفراد عاديين، وتم اعتماد القرار بهذا الشكل، جاءوا بمسئولى مكاتب المحافظات.
بدأ العمل يتم من خلال رصد مكاتب المحافظات، للجماعة مكاتب فى الـ٢٧ محافظة، لكن وقتها لم يكن هناك إخوان فى ٥ مكاتب منها لظروف أمنية، وسبق هذا بالطبع أخذ الرأى الشرعى، أحدهم قال وقتها نحن فى الأصل جماعة إسلامية، فلا بد أن نلتزم بالشرع، فالشرع عندنا مقدم على إدارة الجماعة، فلا بد أن نأخذ رأى الشرع أولًا، وبالفعل جاءوا بالهيئة الشرعية للإخوان، وقامت بعمل أبحاث واستعانوا بفتاوى العلماء، وفى النهاية استقروا على الأخذ بـ«دفع الصائل».
حضر جلسة المشورة التى عقدت، كما يقول منتصر، ٨١ عضوًا، وافق منهم ٦٧ عضوًا ورفض ١٤، وهذا يعنى أن قرار الإخوان بالمواجهة سار بقرار شورى سليم مائة بالمائة داخل الجماعة.
لماذا يجب أن نعتبر أن هذه الاعترافات هى الأخطر منذ سنوات؟
أعتقد أن الأمر يحتاج الإشارة إلى مجموعة نقاط محددة:
أولًا: من يتحدث، ورغم حداثة سنه بالنسبة لقيادات الجماعة التاريخيين فإنه لعب أدوارًا مهمة خلال السنوات الماضية، واقترب من مطبخ صناعة القرار فى الجماعة، بما يعنى أنه يعرف الكثير، فقد كان طرفًا فى صراع دار بين أقطاب الجماعة، وهو الصراع الذى حاول فيه الكبار إخفاء مقاصد الجماعة بينما انحاز الشباب إلى أن يواجهوا بالعنف ويعلنوا عن ذلك.
ثانيًا: يشير محمد منتصر إلى أن الجماعة قررت استخدام العنف قبل أن تحدث ثورة ٣٠ يونيو بشهور، ما يعنى أن عنف الجماعة لم يكن رد فعل على الثورة عليها وإخراجها من الحكم، لكنه كان منهجًا متبعًا، لأن الجماعة كانت تخطط لتقويض مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش والشرطة، لأنها كانت تريد أن تحكم مصر بمؤسسات جديدة.
ثالثًا: يثبت محمد منتصر تهمة الإرهاب الكاملة على محمد كمال، صحيح أنه يدافع عنه هنا، يحاول أن يكتب له شهادة براءة بأنه لم يكن هو الذى بدأ العنف، بل مجلس المشورة، وأنه لم يكن وحده من قرر المواجهة بالعنف، ولكن قيادات الجماعة هى من قررت ذلك، لكنه هو فقط قام بتنظيم وترتيب هذا العنف.
لقد حاول محمد منتصر تبييض صورة محمد كمال أمام قواعد الجماعة وشبابها الآن، فقارن بين الطريقة التى تم التعامل معه بها أثناء ضبطه فى أكتوبر ٢٠١٦ والطريقة التى كان يتم التعامل بها مع قيادات الجماعة الذين تم القبض عليهم، وكان يريد التدليل من خلال ذلك أنه قُتل لأن مواجهته كانت حقيقية مع أجهزة الأمن، لكن التعامل كان يتم برفق مع القيادات الأخرى لأنهم لم يكونوا حقيقيين فى مواجهة مع النظام.
وهنا اتهام مزدوج فى حقيقة الأمر.
فقد اعترف منتصر على قائده محمد كمال بأنه من كان يقود وبشكل حقيقى أعمال العنف والقتل ضد المصريين بعد ٣٠ يونيو، ويتهم من طرف خفى قيادات الإخوان بأنهم كانوا أقرب إلى التواطؤ مع النظام، وهو ما جعل أتباع محمد كمال يتهمون قيادات الجماعة بأنهم هم من سلموه وأبلغوا عنه الجهات الأمنية.
الغريب أن هذا التعليق نفسه وجدته لدى أحد من شاهدوا الفيديو، فقد كتب متسائلًا: هل تمت خيانة محمد كمال من أشخاص بأعينهم، لأنه كان على ما سمعنا واخد احتياطات شديدة وما كان أحد يعلم مكان إقامته؟!
لا يمكننا أن نتعامل مع حوار محمد منتصر الذى ساقه الله إلينا على أنه مجرد دردشة أو شهادة على الأحداث كما يحاول البعض تصويرها، لكنه اعتراف كامل بما فعلته الجماعة، وبما لا تزال تفعله، فهذا شاهد من أهلها يقول ما قلناه كثيرًا، وكانت الجماعة نفسها تخرج لتشكك فيه وتكذبه، وهو ما سيكون صعبًا فى حالة محمد منتصر الذى خرج عليهم بحقيقتها التى يعرفها، ليس لأنه شاهد عليها، لكن لأنه عاشها وشاركهم فيها بشكل كامل.