«أونروا» لـ«الدستور»: مواردنا تتيح تقديم خدماتنا حتى مايو المقبل فقط
قالت إيناس حمدان، القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فى قطاع غزة، إن الوكالة تعانى من ضغوط مالية وتحديات تؤثر على تقديم الاستجابة الإنسانية فى مناطق عملياتها.
وأضافت مسئولة «أونروا»، فى حديث مع «الدستور»: «تجميد ١٦ دولة مانحة التمويل المقدم إلى أونروا، جاء بعد إغراقها بمعلومات مضللة، هدفت إلى تعزيز عدم الثقة فى عمل الوكالة، وتشويه سمعتها، عبر توجيه اتهامات إلى ١٢ من موظفيها بالانخراط فى أحداث ٧ أكتوبر، بالتزامن مع حمله ممنهجة لتقويض عمل أونروا وإنهائه».
وواصلت: «مع تفاقم الأزمة الإنسانية، واستمرار أونروا فى التواصل مع المانحين والشركاء، تراجعت بعض هذه الدول عن قرار تجميد التمويل، مثل كندا والسويد وأستراليا وأيسلندا، كما أن هناك دولًا مانحة ضاعفت من مساهمتها المالية المقدمة للوكالة، مثل إسبانيا وأيرلندا».
وأكملت: «هذه خطوات إيجابية وجوهرية فى تعزيز دور أونروا وتنم عن ثقة من قِبل المانحين وشركاء الوكالة، التى تعتبر عامل استقرار فى المنطقة ككل، لكن يظل هذا التفاؤل حذرًا، فما زالت هناك ٩ دول مستمرة فى تعليق الدعم، وعلى رأسها الولايات المتحدة، ما يخلق فجوة فى التمويل تؤثر على الخدمات الأساسية المقدمة لـ٥.٩ مليون لاجئ فى ٥ مناطق عمليات»، مؤكدة أن «أونروا» لديها ما يكفى من الموارد المالية لكى تقدم الخدمات الإنسانية حتى نهاية مايو المقبل فقط.
وحول الخسائر المادية والبشرية لـ«أونروا» فى غزة، قالت إيناس حمدان: «أونروا تكبدت خسائر كبيرة فى الحرب التى لا تزال مستمرة على قطاع غزة، على الصعيدين المادى والبشرى، فحتى هذه اللحظة خسرنا ١٧٨ موظفًا يعملون لدى الوكالة، منهم مدرسون ومهندسون وأطباء».
وأضافت مسئولة «أونروا»: «هذا عدد كبير جدًا وصادم، فلم يسبق للوكالة خسارة هذا العدد الكبير من الموظفين لديها، فى أى صراع سابق»، مشددة على أن «العاملين فى المجال الإنسانى لا يجب أن يكونوا هدفًا خلال الصراعات».
وبالنسبة للخسائر المادية، لحق ضرر كبير بمنشآت «أونروا»، سواء ضررًا كليًا أو جزئيًا، على الرغم من أن الوكالة تشارك إحداثيات منشآتها مع أطراف الصراع بشكل يومى، وفق «إيناس»، مضيفة: «حسب تقاريرنا هناك أكثر من ١٦١ منشأة لأونروا تضررت وتحتاج إلى إعادة بناء أو إصلاح».
وتطرقت إلى عودة تشغيل المخابز مرة أخرى فى شمال قطاع غزة، وتأثير ذلك على الأهالى، قائلة: «الأوضاع المعيشية والإنسانية فى مناطق شمال قطاع غزة مأساوية جدًا، بسبب محدودية المواد الإغاثية التى تدخل إلى هناك، على الرغم من حدوث تغير بسيط جدًا فى ذلك».
وأضافت: «شمال قطاع غزة أمضى الأسابيع الأخيرة فى ظروف قاهرة، ونقص حاد فى المواد الغذائية الأساسية، ما أدى إلى تسجيل وفيات بين الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد والجفاف، بالإضافة إلى وفاة أعداد أخرى من كبار السن، وترافق ذلك مع النقص الحاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية، فى ظل انتشار كبير للأمراض».
وأكدت فى ختام حديثها أن «أونروا» لا تزال تُمنع من الوصول إلى مناطق شمال غزة، بسبب عدم منحها التصاريح اللازمة من الجانب الإسرائيلى، على الرغم من أن الوكالة هى أكبر منظمة أممية تعمل فى المجال الإنسانى بالقطاع، ما يعوق وصول الاستجابة الإنسانية إلى هذه المناطق.