المرصد المصرى للفكر: العلاقة بين مصر والبحرين راسخة ومتجذرة تاريخيًا
وصف المرصد المصري للفكر، زيارة العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، إلى مصر بالهامة، وهو ما يؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، فضلًا عن السياق والتطورات الإقليمية التي تأتي في ظلها الزيارة، خصوصًا ما يتعلق باستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتطورات التصعيد الإيراني الإسرائيلي، وهي اعتبارات أكسبت هذه الزيارة وما يترتب عليها من تنسيق، أهمية كبيرة.
وأكد المرصد، فى دراسة، أنه تحظى زيارة ملك البحرين إلى مصر بأهمية كبيرة، وتحمل دلالات رمزية سياسية تعبر عن عمق العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، ويؤكد على حجم الإسناد والتضامن والدعم الثنائي بين البلدين.
وأضافت الدراسة، أن العلاقات بين البلدين راسخة ومتجذرة تاريخيًا، على اعتبار أن مصر من أوائل الدول التى اعترفت بدولة البحرين بعد حصولها على الاستقلال عام 1971، ومع ذلك كان مُلاحظًا أن العلاقات الثنائية بين البلدين أخذت دفعة قوية في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 بمصر والإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، وذلك في ضوء كون البحرين من أوائل الدول التي رحبت بثورة يونيو، جنبًا إلى جنب مع اعتبارات أخرى وعلى رأسها المقاربة الخارجية المصرية والتي ركزت بشكل رئيس على توطيد العلاقات مع الدول العربية والخليجية الشقيقة، بالإضافة إلى وجود العديد من المشتركات السياسية بين البلدين، خصوصًا ما يتعلق بقضايا مكافحة التطرف والإرهاب، وما يتعلق بنهج السياسة الخارجية تجاه قضايا المنطقة.
وأشارت الدراسة إلى أنه يتوقع إفراد مساحة واسعة من التعاون خلال الفترات المقبلة على مجموعة من الملفات الرئيسة، أولها تعزيز أوجه التعاون والتنسيق الثنائي بين البلدين، بما يُعطي دفعة للعلاقات المصرية البحرينية، وثانيها التركيز على أولويات التعامل مع حرب غزة انطلاقًا من ضرورة وقف هذه الحرب، وثالثها ضرورة النأي بالنفس عن حالة الحشد الإقليمي الراهنة، والضغط من أجل وقف وتيرة التصعيد، بما يجنب المنطقة سيناريو الحرب الإقليمية، ورابعها تبادل الرؤى بخصوص تعزيز العمل العربي المشترك.
وتابع: "إن زيارة ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة إلى مصر تكتسب أهمية كبيرة، وذلك في ضوء كونها الزيارة الثانية خلال فترة وجيزة، ما يعكس حجم التنسيق بين الجانبين، جنبًا إلى جنب مع السياق الإقليمي المضطرب الذي تأتي فيه، بما يعزز من الحاجة إلى تنسيق المواقف المصرية الخليجية والعربية بشكل عام تجاه هذه الحالة، بما يحافظ على ثوابت الأمن القومي العربي، ويضمن تجنيب المنطقة أخطر السيناريوهات التي قد تترتب على هذا التصعيد".