صفاء النجار: التناص يجمع "تاج شمس لهاني القط بـ"الحرافيش" لنجيب محفوظ
بدأت مساء اليوم فعاليات حفل مناقشة وتوقيع رواية "تاج شمس" الصادرة عن مؤسسة بيت الحكمة، للكاتب الروائي هاني القط ، وذلك مبني قنصلية بوسط القاهرة، ويناقشها الناقد والأكاديمي الدكتور عادل ضرغام، والناقد والأكاديمي الدكتور محمد عبد العال، وتقدم الندوة الكاتبة الروائية والإعلامية الدكتور صفاء النجار، الرواية تتناول حكاية عن بلدٍ يستكين على ضفةِ نهر، فيها من سحر التاريخ لماضٍ ولَّى، ومن صدق الحقيقة لحاضرٍ مُعاش. "تاج شمس" بلدٌ مِلْكٌ للغالب، له حكاية، ولأهله حكايات، أتقياءٌ وقتلة، ناسِكون وفجَرة، مُغامرون وخانِعون، كلُّهم تتبدلُ مصائرهم، يذهبون ويبقى البلد، يغيض نهره ويفيض عن براحٍ هادئٍ تؤنسه الحكايات وغناء النسيم وسُكرة الفقد، "تاج شمس" بلد الأسطورة التي تنتظرُ بلهفةٍ، ما لا يجيء!
في تقديمها للندوة قالت الكاتبة الروائية والاعلامية الدكتور صفاء النجار إن رواية “تاج شمس” تحمل ثراء وغنى عبر شخوصها الذي وصل إلى 52، تقدم الرواية عالم موازٍ قد يتوافق مع قوانين الواقع الذي نعيشه، وقد يكون هناك تناص خاص على شخصيات رواية "الحرافيش" لنجيب محفوظ، وكان الزمن الذي كتب فيه نجيب محفوظ، والتلقي والبناء السردي في ذلك الوقت، يحتاج إلى جهد وهذا ما نشهده في رواية "تاج شمس" التي تظهر أن العالم بكل ما فيه من فواصل قاطعة إلا أنه لاينفي أن هناك امتدادات.
من أجواء الرواية
“يخفض رأسه؛ فيُبصر وحشة الظلمة في عمق البئر، يرفع رأسه فيدرك أنه في حاجةٍ إلى معجزة كي ينجو، ينادي حراسه فيخرج صوته من البئر ضعيفًا، وترتد صرخته إلى أذنه ممتزجة بالصدى. وعندما تنطفئ كل آماله في النجاة؛ يضربه الاستسلام. يشعر كم الدنيا رخيصة وماكرة، غالية لحظة فراقها، موحشة في سفرها، ثقيلة في توالي لياليها، مخيفة بظلمتها. أخف من ريشة عند الفرح، وأثقل من جبل أوقات الأسى. وبقلب الخطر يغمض عينيه ويتأمل كل ما كان: طفولته، أباه، أمه، هروبه، الرَّبْع، سليم، عبدالجليل، أنيسة، السجن، ويتأمل رجوعه والحريق؛ فيقول يائسًا: ”أهكذا تكون نهايتك؟!"، ويستسلم بعد أن يوقن ألا أمل في النجاة، وقبل أن يرمي بنفسه في البئر لينهي وجعه بيده؛ يسمع النداء: “هات يدك”.