الحرس الثورى الإيرانى.. ملف شائك يُثير خلافات داخل الاتحاد الأوروبى
كشف الهجوم الإيراني غير المسبوق، الذي استهدف إسرائيل، مطلع الأسبوع الجاري، عن انقسامات كبرى بين قادة الدول الأوروبية، وتفاقمت الخلافات بعد إعلان الولايات المتحدة عن استعدادها لتطبيق قائمة عقوبات جديدة على إيران، خصوصًا بعد أن رفضت الدول الأوروبية تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، خوفًا من أن يكون هذا التصنيف بمثابة إعلان حرب شاملة في الشرق الأوسط.
رفض التصنيف
وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يستعدان للإعلان عن العقوبات الجديدة ضد إيران، ردًا على الهجوم الصاروخي غير المسبوق الذي شنته إيران على إسرائيل مطلع الأسبوع الحالي، في الوقت الذي ترفض فيه المملكة المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية طلب إسرائيل بتصنيف الحرس الثوري الإيراني بأنه منظمة إرهابية، كما يرفض بعض القادة الأوروبيين العقوبات.
وتابعت أن أغلبية متزايدة من عواصم الاتحاد الأوروبي تؤيد العقوبات الجديدة، التي ستستهدف الشبكات الإيرانية التي تزود الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة، وفقا لأربعة أشخاص مطلعين على الأمر.
لكن بعض المسئولين الأوروبيين يشعرون بالقلق من تصعيد التوترات بشكل أكبر من خلال التحركات التي تستهدف ما يسمى بمحور المقاومة- الذي يضم حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والمتمردين الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية- خلال مثل هذه الفترة المضطربة في الشرق الأوسط.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه بالإضافة إلى إدراج برامج الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية في القائمة السوداء، ستستهدف الولايات المتحدة أيضًا الكيانات التي تدعم الحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع الإيرانية.
وأضاف: "هذه العقوبات الجديدة وغيرها من التدابير ستواصل الضغط المستمر لاحتواء وإضعاف قدرة إيران وفعاليتها العسكرية ومواجهة النطاق الكامل لسلوكياتها الإشكالية".
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن الحكومات الغربية تعمل على رد منسق على الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار الذي شنته إيران في نهاية الأسبوع ضد إسرائيل، وسوف تناقش خياراتها في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع هذا الأسبوع في إيطاليا، ومع ذلك، في حين أنهم حريصون على أن يُنظر إليهم على أنهم يتخذون إجراءات قوية، فإنهم يسعون أيضًا إلى تهدئة التوترات الإقليمية وتجنب اندلاع صراع إقليمي شامل.
وقال مسئول في الاتحاد الأوروبي مطلع على المفاوضات: "من يعارضون توسيع العقوبات يخشون أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار العلاقة مع إيران أو نشر الاضطرابات في الشرق الأوسط".
وأكدت الصحيفة أن حظر الحرس الثوري، الذي يبلغ قوامه 120 ألف جندي، وهو الجناح الأقوى في الجيش الإيراني، باعتباره منظمة إرهابية سيكون رد فعل أشد قسوة من توسيع العقوبات المفروضة على الطائرات بدون طيار، لكن المسئولين الأوروبيين والبريطانيين يشعرون بالقلق من أن مثل هذه الخطوة قد تخاطر بالانتقام من إيران، بما في ذلك احتمال قيام طهران بقطع العلاقات الدبلوماسية أو استهداف مزدوجي الجنسية في بلدانهم.
وقال ثلاثة دبلوماسيين إن هولندا والسويد وجمهورية التشيك دعت إلى اتخاذ إجراءات تستهدف الحرس الثوري بشكل مباشر، لكن ذلك قوبل بالرفض من قبل دول متعددة، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، وتتطلب عقوبات الاتحاد الأوروبي موافقة جميع الدول الأعضاء الـ27.
ويقول مسئولون ألمان إن الشروط القانونية لوضع الحرس الثوري على قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب لم يتم استيفاؤها، وعلى وجه الخصوص، لم تقم المجموعة بتنفيذ أي هجوم إرهابي في الاتحاد الأوروبي.
وقال مسئول الاتحاد الأوروبي: "فرض عقوبات على الحرس الثوري سيكون بمثابة إعلان حرب".
وقالت الصحيفة إنه كان هناك انقسام منذ فترة طويلة داخل حكومة المملكة المتحدة بشأن حظر الحرس الثوري، حيث يرى بعض المسئولين أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى قطع طهران علاقاتها مع المملكة المتحدة تمامًا، ويقولون إن السفارة البريطانية في طهران ذات قيمة بالنسبة للولايات المتحدة وكذلك بالنسبة للمملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن تستمر المناقشات في اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الأربعاء. وقال دبلوماسي آخر من الاتحاد الأوروبي: "لن نزيد التوتر، العقوبات التي تتجاوز الطائرات بدون طيار لتشمل الحرس الثوري مستبعدة تماما".