قصر ثقافة دمياط| 3 سنوات من التوقف.. ما مصير الترميم؟
ثلاث سنوات منذ أن أصدرت وزيرة الثقافة السابقة دكتورة إيناس عبد الدايم، قرارا بترميم قصر ثقافة دمياط، إلا أن أعمال الترميم معطلة ولم تكتمل حتي اليوم، وهو الأمر الذي يعاني منه المثقفين والكتاب في دمياط وأهاليها. الــ “الدستور” تتبعت قصة قصر ثقافة دمياط وما يعطل إتمامه حتي الآن، ورأي أدباء دمياط في الأمر.
قرار ترميم قصر ثقافة دمياط تعطل منذ 3 سنوات
بداية قال الكاتب “حلمي ياسين”، عضو نادي أدب دمياط: المبنى من 3 سنين صدر له قرار ترميم، وجاءت الوزيرة إيناس عبد الدايم والمحافظ وأقاموا حفل تدشين لترميم المبنى سنة 2021 وكان من المقرر ترميم المبنى في سنة ونصف وقال مهندس المشروعات المسئول عن عملية ترميم قصر ثقافة دمياط، أنه سينتهي من الترميم في خلال سنة بحضور النائب ضياء داوود ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة. وبدأ الترميم بالفعل ولكن توقف لأسباب مالية، وتم تدعيم أعمال الخرسانة بالكامل وصب أدوار وأعمال السباكة ولكن لم تتم أعمال الكهرباء والتشطيبات والدهانات وتوقف المشروع تمامًا منذ ستة أشهر. وبسؤال المقاول أقر بعدم وجود أموال كافية لإنهاء المشروع مع العلم أن الميزانية المقررة لترميم المبنى هى 135 مليون تقريبا.
ونضطر كأدباء وفنانين وموسيقيين أن نمارس أنشطتنا في أماكن متفرقة، ومختلفة، وبعض هذه الأماكن لاتقدر أنشطة الأدباء ولا الفنانين، ثلاث سنوات ونحن على هذه الحال.
لا يليق بدمياط أن تكون بلا قصر ثقافة
وبدوره قال الكاتب أسعد سليم: محافظة دمياط لها تاريخ ثقافي ضارب في القدم حافل بكثير من المنجزات الثقافية فلا يليق بها أبدا أن تكون بلا قصر ثقافة منذ أمد طويل، نحن بحاجة ماسة وعاجلة لاستكمال ترميم مبني قصر ثقافة دمياط القديمة بإرادة سياسية وبعزم كل المهتمين والمشاركين في العمل الثقافي، الأمم لا تبني سوي بالعقول وقصور الثقافة منوط بها نشر الفكر والفن والموسيقي والأدب وكل ما هو جميل، لا يجب أن نترك شبابنا لتيارات مؤدلجة متطرفة قد تجذبهم هنا أو هناك، يجب علينا حمايتهم فكريا وأفضل مؤسسة قد تلعب هذا الدور هي قصور الثقافة، الترميم يجب أن يتم علي مرحلتين الأولي المبني ذاته والثانية ترميم الأفكار وتنوير العقول ونشر التسامح وقبول الآخر وإعلان الفنون عنوانا لوطننا المستقبلي الذي نتمناه جميعا.
قصر ثقافة دمياط بات مأوي للكلاب
ومن جانبه قال الكاتب الروائي فكري داود: منذ بضع سنوات وقصر ثقافة دمياط تحت التجديد أو الصيانة، ورغم أن الأجزاء التي تم إنجازها جيدة، لكن التوقف أصاب العمل، وبات القصر مرتعا لمبيت الكلاب والقطط الضالة، وربما الفارين والأشقياء والمدمنين، وحيث يمثُل كخرابةٍ وسط الأبنية العملاقة من حوله.
وتابع “داود” عن معاناة كتاب دمياط بتعطل ترميم قصر ثقافة دمياط: وتم استئجار شقة ضيقة لممارسة الأعمال الوظيفية، لا تصلح لممارسة الأنشطة الثقافية سواء بنادي الأدب أو المسرح أو غيرهما، ولعل ممارسة الأنشطة الأدبية تعاني سواء بندوة الإثنين الأسبوعية أو الندوات الأخرى، مما جعلنا ننتقل بين أماكن، لا نمتلك لها مفاتيح، أو حرية التصرف أو البقاء حتى تنتهي الفعاليات، فصرنا نقصد مركز شباب ستاد دمياط تارة، وتارة في أماكن أهلية مثل (بالم لاند) الذي أقمنا به أنشطة رمضان، وتارة نحضر ندوات أو مسرحيات بقصر دمياط الجديدة، كما فشلنا في نقل الأنشطة إلى المركز الإعلامي المجدد بدمياط، حيث تتوفر به الأماكن الصالحة.
ولفت “داود” إلي: هذا رغم أن دمياط ضليعة، في مد الثقافة المصرية والعربية بقامات سامقة، منها على سبيل المثال لا الحصر الكبار الراحلون – دون قصد للترتيب: صبري موسى، عبد الفتاح الجمل، فاروق شوشة، يسري الجندي، محمد أبو العلا السلاموني، زكي نجيب محمود، صلاح عبد السيد، عبد الله خيرت، محمد ومصطفى الأسمر، وغيرهم رحمهم الله... غير الأحياء الذين تضيق هذه المشاركة القصيرة بذكرهم.
ونحن إذ نهيب بالمسئولين، سرعة الانتهاء من التجديد أو الصيانة – لاتهم التسمية -، حيث إن الثقافة لم تعد ترفا أو ترفيها، بل ضرورة تقي شبابنا من أخطار التطرف أو الانحراف.
الثقافة تعادل رغيف الخبز
وبكلمات مقتضبة قال القاص سمير الفيل: الوضع لا يسر، نحتاج لاستكمال ترميم قصر ثقافة دمياط، الثقافة تعادل رغيف الخبز.