الصحف العبرية: إيران تحقق نجاحات معنوية من الهجمات.. وإسرائيل الخاسر من الحرب
سلطت الصحف العبرية الضوء على الهجمات الإيرانية التي وجهت إلى إسرائيل منذ مساء أمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، واعتبرت أن هذه الهجمات بالرغم من عدم تحقيقها خسائر مادية، لكنها حققت نجاحات معنوية لإيران وأرسلت برسالة حادة بأن إيران قادرة على الوصول إلى قلب إسرائيل، كما أنها تكشف عن الحرب الاقتصادية والمعنوية التي تشنها إيران على إسرائيل.
الهجمات الإيرانية ترسل برسائل حادة لإسرائيل
أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان بمثابة رسالة حادة لإسرائيل بأن الرد على الهجمات التي استهدفت مجمع السفارات في العاصمة السورية دمشق سيكون قوي للغاية.
وتابعت أنه لأول مرة في التاريخ، بدأت إيران مواجهة مباشرة مع إسرائيل وتم إطلاق نحو 100 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل، تم اعتراض الغالبية العظمى منها.
وأضافت أن الهجمات كانت بمثابة رسالة ليس أكثر بأن إيران لديها القدرة على الوصول إلى إسرائيل.
وتابعت أنه على الجانب الآخر، نشرت إيران صورًا لإسرائيل "تتعرض للهجوم" - ولكن بعد ذلك تم الكشف عن الحقيقة، حيث نشر التلفزيون الإيراني، صورا ومقاطع فيديو من الهجوم الإيراني على إسرائيل. ولكن بعد ذلك اتضح أنها أخبار كاذبة وصور وفيديوهات قديمة لحريق في تكساس.
وأضافت أن إسرائيل نجحت بالتعاون مع حلفاءها الغربيين بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في التصدي للغالبية العظمى من الصواريخ الإيرانية وأسقطت خارج حدود إسرائيل.
احتفال الإيرانيين بالضربة الموجهة لإسرائيل
فيما أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن بعد الضربات الإيرانية على إسرائيل، خرج آلاف الإيرانيين إلى شوارع إيران في وقت مبكر من يوم الأحد لإظهار الدعم للهجوم غير المسبوق بطائرات بدون طيار والصواريخ ضد العدو اللدود إسرائيل.
وتابعت أن المتظاهرون المؤيدون للحكومة الإيرانية هتفوا في ساحة فلسطين بطهران، "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا"، بعد وقت قصير من إعلان الحرس الثوري الإسلامي عن إطلاق عملية "الوعد الصادق".
وأضافت أنه تم الكشف عن لوحة جدارية تقول "الصفعة القادمة أشد قسوة" في الساحة حيث تم تعليق لافتة ضخمة منذ أيام تدعو، باللغة العبرية، الإسرائيليين إلى "الاحتماء".
وتابعت أن المتظاهرون لوحوا صباح اليوم الأحد، بالأعلام الوطنية الإيرانية والفلسطينية إلى جانب لافتات كتب عليها “نصر الله قريب”.
وأضافت أن الهجوم الإيراني جاء ردا على ضربة إسرائيلية في الأول من أبريل أدت إلى تدمير الملحق القنصلي المكون من خمسة طوابق للسفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق وقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، من بينهم جنرالان.
وتعهدت طهران منذ ذلك الحين بالانتقام من الهجوم الذي ألقي باللوم فيه على نطاق واسع على إسرائيل.
ووصفت وسائل إعلام إيرانية الهجوم على إسرائيل بأنه "معقد"، لأنه شارك فيه أيضا حلفاء إيران في اليمن ولبنان والعراق.
التقييمات الإسرائيلية الخاطئة وراء اشعال التوترات مع إيران
بينما رأت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية، أن التقييمات الخاطئة من قبل إسرائيل وإيران والولايات المتحدة دفعت منطقة الشرق الأوسط لمرحلة خطيرة ومعقدة من التوترات.
وأضافت أن الأطراف الثلاثة لم يعتقدوا يومًا أن تتجاوز التوترات الخطوط الحمراء، وبعد الهجمات الإيرانية تدرك الولايات املتحدة جيدًا أن مثل هذا التصعيد يجب أن يتوقف عن طريق الدبلوماسية وليس الحرب.
وأشارت إلى أنه على مدار 40 عامًا تجنبت إسرائيل وإيران أي مواجهات مباشرة وكان الطرفين يكتفيان بالحرب بالوكالة، واستمروا بالتظاهر أنه لا نية على الإطلاق على أي صراع مباشر.
وأضافت أن منذ ليلة أمس السب تغيرت هذه المعادلة أو انتهت، حيث أظهرت الهجمات الإيرانية أنه يمكن تجاوز الخطوط الحمراء وشن هجمات مباشرة، وكشفت إيران أنها تتمتع بأسلحة قادرة على الوصول إلى إسرائيل وأنها يمكنها تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط.
إيران تحتفل بإثارة الذعر في إسرائيل بعد أسبوعين من التهديدات
بينما أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أنه بعد أسبوعين من التهديدات، تكتفي إيران بإثارة الذعر في إسرائيل الإسرائيلي،لكن يبدو أن الإيرانيون خائفون أيضًا من الأحداث ويريد بعضهم تجنب حرب شاملة، ويطالب آخرون برد مناسب "أقوى من الهجمات السابقة".
وتابعت أنه في الوقت الحالي، لم يحقق الإيرانيون إنجازات كبيرة في الهجوم الذي شنوه، بعد أن اعترضت إسرائيل معظم عمليات الإطلاق بنجاح بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا، ومع ذلك، حاولت إيران على التلفزيون الرسمي إظهار بعض الانتصارات الزائفة.
ويتابع سكان إيران التراشق بين إسرائيل وإيران، حيث يرغب بعض السكان في تجنب حرب مع إسرائيل ويطالبون بالهدوء، فيما يطالب آخرون برد مناسب على هجوم دمشق "أقوى من الهجمات السابقة".
مكاسب إيرانية من الهجمات والحرب الاقتصادية والنفسية
فيما أكدت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن إيران تمارس حرب نفسية واقتصادية على إسرائيل لا تقتصر فقط على إطلاق أكثر من 300 صاورخ ومُسيرة باتجاه إسرائيل، وباستيلاءها على سفينة شحن ترفع العلم البرتغالي مملوكة لعائلة إسرائيلية بالقرب من مضيق هرمز، ترسل إيران برسالة واضحة للولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية بأنها تسيطر على الممر الملاحي في الخليج العربي ولن تتردد في استغلاله.
وأضافت الصحيفة أن إيران هددت الولايات المتحدة أيضًا عبر وسطائها في سويسرا بأن أي مشاركة لواشنطن في الضربات المتوقع أن تنفذها إسرائيل ستُلحق الضرر بكافة قواعدها وأصولها في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أنه في الوقت الحالي، واستنادًا إلى الرسائل المنشورة نيابة عن الولايات المتحدة والتي تدعو إلى عدم الرد، فقد تشعر إيران بالرضا، حيث أظهرت قوتها من خلال إطلاق العشرات من الصواريخ الباليستية ومئات الطائرات بدون طيار على إسرائيل كما سقطت شظايا على قاعدة النبطيم الجوية.
وتابعت أنه يتعين على إسرائيل الرد على الهجمات الإيرانية من خلال اقتحام مدينة رفح الحدودية والقضاء على حركة حماس.