حسانين فهمي يتذكر أيام الصبا في العيد: كنت أتسلق الجبل وأسهر حتى الصباح عند "الخيّاط"
هناك طقوس خاصة للأدباء والكتاب في الأعياد، خاصة عيد الفطر نظرا لارتباطه بصوم كبير ومعاناة شديدة، فيكون الخروج من الصيام فرحة كبيرة، لذلك فإن بعض الكتاب يتزاورن فيما بينهم وبعضهم يقرأ فقط ما لديه من كتب وكل كاتب لديه في جعبته رؤية أخرى للعيد، وحول هذا الأمر تواصلت “الدستور” مع الكاتب والمترجم الدكتور حسانين فهمي وسألناه عن طقوسه في أيام العيد.
قال الكاتب والمترجم د.حسانين فهمي إن ليلة العيد تأتي لتجعلني استدعي ذكريات الماضي الجميلة حيث طفولتي وصباي في قرية العزايزة بأسيوط، جنوب صعيد مصر كنا وقتها ننتظر العيد بفارغ الصبر للخروج للمرح في الأراضي الفسيحة بالقرية وتسلق جبل الغنايم بالصحراء الغربية، وفي ليلة العيد كنا نتسابق إلى دكان الخياط للعودة بجلباب العيد الجديد وكنا نسهر لأوقات متأخرة عنده وعيوننا على إبرته وماكينته بينما ينتهي من تفصيل الجلباب، كنت أعود بجلبابي حيث تغمرني السعادة والشوق لارتدائه في صلاة العيد بمسجد القرية، وبعدها ننطلق للعب ثم مرافقة الوالد في زيارة الأهل والجيران وتبادل التهاني بالعيد، وقضاء وقت طويل أمام التلفاز لمشاهدة الأفلام والمسرحيات التي كنا ننتظرها بشوق، وقبل ذلك كله جمع العيديات التي كانت تكتمل بها فرحتنا كأطفال.
وتابع حسانين فهمي "أما الآن فأنا أحرص على مشاركة أسرتي في الاستمتاع بأجواء العيد والتي لها طقوسها الخاصة في مصر والتي نشتاق لها كثيرا بعد قضاء سنوات خارج مصر بين الصين والسعودية، بدءا من شراء ملابس العيد، وتزيين البيت استعدادا لاستقبال الأهل والأصدقاء الذين بهم تكتمل فرحتنا بالعيد، وشراء الكحك والبسكويت والأسماك المملحة التي لم أكن أفضل تناولها قبل قدومي إلى القاهرة، ونسهر لوقت متأخر بل وحتى الصباح منشغلين بتجهيز ملابس العيد وفي الصباح أحرص على اصطحاب أبنائي إلى المسجد لأداء صلاة العيد وتبادل التهاني مع الجيران والأصدقاء وزيارة الأهل.