عاجل| تفاصيل جديدة.. كيف فضح رئيس الاستخبارات السيبرانية بجيش الاحتلال نفسه على الإنترنت؟
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية تفاصيل جديدة عن ما كشفته الجمعة الماضية حول كشف هوية رئيس الاستخبارات السيبرانية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، على الإنترنت.
وكانت الصحيفة البريطانية كشفت الجمعة كيف كشف يوسي سارييل، الذي قامت الدولة الإسرائيلية بحماية اسمه، عن غير قصد عن هويته عبر الإنترنت في ثغرة أمنية مرتبطة بكتاب نُشر تحت اسم مستعار في عام 2021.
وفي تقرير لها اليوم الثلاثاء، قالت الصحيفة البريطانية: “إن قائد وكالة المراقبة العسكرية الإسرائيلية، الوحدة 8200، يواجه إحراجًا جديدًا بعد أن تبين أنه تم الكشف عن مسار رقمي واسع النطاق يعرفه كمسؤول استخباراتي كبير عبر الإنترنت لسنوات”.
وأضافت: "ظهرت الآن تفاصيل تشير إلى أن منصب سارييل كقائد لوحدة النخبة قد تم الكشف عنه عن غير قصد في وثيقة حكومية نشرت على الإنترنت قبل عامين"، مشيرة إلى أنها حددت الآن كصحيفة أيضًا سلسلة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها رئيس الوحدة 8200، قسم الاستخبارات السيبرانية السري في جيش الدفاع الإسرائيلي.
وأوضحت أن سارييل ترك آثارًا لنشاطه على ويكيبيديا باللغة العبرية، حيث استخدم اسمه الحقيقي وقام بتحرير صفحات تتراوح بين لويس الرابع عشر ملك فرنسا ومدخل بعنوان "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين".
ورجحت "الجارديان" أن تضيف التفاصيل الجديدة حول نهج سارييل غير الرسمي فيما يتعلق بالأمن عبر الإنترنت مزيدًا من الضغط على رئيس المخابرات.
وأردفت: "إنها محرجة بشكل خاص لأن سارييل صنف نفسه على أنه رائد في مجال الذكاء الاصطناعي، ويبحث عن طرق جديدة يمكن لأنظمة المراقبة من خلالها معالجة البصمات الرقمية للحياة اليومية".
وإلى أن تم الكشف عن هويته الأسبوع الماضي، كانت هوية سارييل سرا من أسرار الدولة في إسرائيل. ومُنع الصحفيون في البلاد من ذكر اسمه على الرغم من الجدل الكبير الدائر حول قيادته للوحدة 8200 وفشلها في توقع أو منع هجمات حماس القاتلة في 7 أكتوبر.
وفي خطأ أمني مفاجئ، قام قائد الوحدة 8200 بتضمين عنوان بريد إلكتروني مجهول في نسخة إلكترونية من كتابه لعام 2021، The Human Machine Team، حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستخبارات العسكرية. يمكن تتبع العنوان بسهولة إلى حساب Google خاص تم إنشاؤه باسم سارييل.
وقد قوبل ما كشفته صحيفة الجارديان بالذعر في إسرائيل، حيث يواجه سارييل ضغوطًا متزايدة. كتب يوسي ميلمان، وهو مؤرخ قديم لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، أن الكشف عن سارييل كان "إحراجًا كبيرًا" و"يزيد فقط من مسؤوليته الشخصية والفشل الذريع لوحدته" في منع الهجمات التي قادتها حماس العام الماضي.
وقال أستاذ القانون والمحارب القديم في الوحدة 8200، يوفال الباشان، إن سارييل أظهر "تهورًا وافتقارًا إلى الاحترافية". وقال إنه وجد "من الصعب تصديق" أن سارييل "تجرأ على نشر كتاب على موقع أمازون عن مجال سري متقدم تم تكليفه به كجزء من عمله".
وفي الأسبوع الماضي، قال الجيش الإسرائيلي: إن الكتاب "تمت الموافقة عليه وفقا للمبادئ التوجيهية في إسرائيل قبل نشره". واعترفت بأن كشف الكتاب عن التفاصيل الشخصية لسارييل كان "خطأ"، مضيفة: "سيتم فحص الموضوع لمنع تكرار حالات مماثلة في المستقبل".
لكن ردا على الانتقادات هذا الأسبوع، أضاف الجيش الإسرائيلي: "قائد الوحدة 8200 هو ضابط محترم، يقود وحدته في زمن الحرب. وأي ادعاءات ومحاولات لتصوير سلوكه على أنه متهور أو غير مسؤول لا أساس لها من الصحة".
سارييل احتفظ بعدد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي باسمه
ومن المعروف الآن أن هوية سارييل وعلاقاته بوحدة الاستخبارات، التي تشبه وكالة الأمن القومي الأمريكية أو GCHQ في المملكة المتحدة، قد تعرضت للخطر لعدة سنوات، حسب الجارديان.
وفي وثيقة متاحة على الإنترنت منذ فبراير 2022 على الأقل، تم إدراج اسمه ومنصبه – "يوسي سارييل القائد 8200" – عن غير قصد في سجل الاجتماعات التي عقدها مسؤول كبير في وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي: إن الوزارة الحكومية نشرت الوثيقة "دون التنسيق مع الجيش الإسرائيلي ولم يكن [سارييل] على علم بها".
ويبدو أيضًا أن سارييل احتفظ بعدد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي باسمه، حيثي حددت صحيفة الجارديان حسابات مرتبطة به على ما يبدو على فيسبوك وانستجرام وسكايب ولينكدإن.
ويبدو أن حساب فيسبوك، الذي تم حذفه في وقت متأخر من يوم الجمعة، يتضمن صورة لوجهه وكان مرتبطا بصفحة تابعة لمجموعة خريجي ضباط الوحدة 8200، وأدرج الملف الشخصي على موقع لينكدإن رتبته برتبة عميد ويمكن إرجاعها إلى حسابات مرتبطة بوحدة الاستخبارات العسكرية.